سلطت شبكة "بي.بي.سي" البريطانية، في تقرير مساء أمس الأول، الضوء على استغلال تنظيم "داعش" الإرهابي الهجرة غير الشريعة لنقل مقاتليه إلى أوروبا، مؤكدة أنه يمثل خطرا كبيرا ليس على أوروبا فقط وإنما على مصر كذلك، مشيرة إلى التحذيرات المصرية والإيطالية في هذا الشأن. وأكدت "بي.بي.سي" أن الجماعات الإرهابية في ليبيا تستغل بالفعل الفوضى في ليبيا لنقل مقاتليها إلى أوربا، وقالت إن "ربحية تجارة مثل الإتجار في البشر تغري بعض الجماعات المسلحة الليبية بالدخول فيها لزيادة مصادر تمويلهم، وبالنسبة لتنظيم داعش تعد تلك الأرباح من الحوافز الإضافية، إذ أنَهم يعتبرون ليبيا بوابة استراتيجية لأوروبا". وأضافت: "المخاوف السابقة لا تجد صدى لها ليس في أوروبا وحدها، بل في مصر أيضا"، ونقلت تصرَيح سابق للسفير المصري لدى بريطانيا ناصر كامل، الأسبوع الماضي، قال خلاله: "إنَها فقط مسألة وقت قبل وصول مقاتلي (داعش) إلى أوروبا. فقد يستغل الإرهابيون قوارب المهاجرين للوصول إلى الشواطئ الأوروبية ولهذا علينا العمل سريعًا لمواجهة ذلك". ولفتت الشبكة الأمريكية إلى أن "داعش" يستخدم بالفعل طرق الهجرة من تركيا للوصول إلى الدول الأوروبية، ونَقَلَ عن أحد المهربين قوله: "يسافر المقاتلون بين المهاجرين واللاجئين السياسيين في سفن الشحن"، فيما قالت الباحثة في شؤون الإرهاب في أوروبا كريستين موانرات، إنَ "المسلحين يستخدمون طرق الهجرة السرية، التي يستخدمها مهربو المخدرات والبشر، للوصول إلى أوروبا بعيدًا عن المطارات والطرق الاعتيادية". وأضافت الباحثة أن "خطر هذه الظاهرة واضح، لكن يصعب التعرف على هذه الطرق أو اعتراض المراكب". في سياق آخر، قال نشطاء سوريون مسيحيون، إن "مقاتلي داعش خطفوا ما لا يقل عن 150 من قرى يقطنهما مسيحيون آشوريون بشمال شرق سوريا". وقال رئيس المجلس السرياني الوطني السوري بسام إسحق، وهي جماعة سورية مسيحية تمثل عددا من المنظمات غير الحكومية داخل وخارج البلاد، لوكالة أنباء "رويترز": "تحققنا من مصادر على الأرض أن 150 شخصا على الأقل اختطفوا"، مشيرا إلى أن من بينهم نساء وكبار سن على أيدي المتشددين. وكان "المرصد السوري لحقوق الإنسان" قال في وقت سابق إن "90 شخصا اختطفوا عندما أغار عناصر من داعش على قرى يقطنها مسيحيون آشوريون إلى الغرب من الحسكة"، وهي مدينة يسيطر الأكراد على معظمها. من جهتها، نددت الولاياتالمتحدة بخطف "داعش" المسيحيين في سوريا وطالبت بالإفراج عنهم فورا. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جين بساكي إن "استهداف داعش لأقلية دينية يشكل دليلا إضافيا على معاملته الوحشية وغير الإنسانية لكل الذين يخالفون أهدافه الانقسامية ومعتقداته السامة". وأضافت: "من أجل إنهاء هذا الرعب اليومي، نبقى ملتزمين بقيادة التحالف الدولي لإضعاف وهزم التنظيم والعمل نحو حل سياسي متفاوض عليه ينهي أعمال القتل ويضمن مستقبل حرية وعدالة وكرامة لكل السوريين". على جانب آخر، أعلنت الإمارات أمام جلسة مجلس الأمن الدولي، مساء أمس الأول، عزمها إطلاق مبادرة سياسية لتشكيل مجموعة اتصال دولية لمكافحة التطرف. وتهدف المبادرة، وفق وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية (وام)، إلى "تعزيز الحوار والتعاون الدولي الاستراتيجي الفاعل بجانب تطوير ونشر أفضل الحلول والممارسات الناجحة في مجال مكافحة التطرف بما في ذلك تعزيز جهود التحالف الدولي في محاربة داعش، إضافة إلى جهود منظمة الأممالمتحدة الرامية إلى اتخاذ التدابير المشتركة اللازمة لمنع هذا النوع من التهديدات الخطيرة والقضاء عليها وفقاً لمبادئ العدالة والقانون الدولي كما ورد في ميثاق الأممالمتحدة".