من داخل سيارة أجرة تسير فى ميدان التحرير، أطلقت شابة صغيرة عنان بصرها بشغف شديد إلى المبنى العريق الذى يزين كورنيش النيل، طامحة إلى الوصول إليه باعتباره بوابة المستقبل لتحقيق هدفها المنشود.. هذا المشهد الذى جسّدته سعاد حسنى فى فيلم «صغيرة على الحب» عام 1966 كان إشارة واضحة إلى أن «ماسبيرو» هو الحلم المرتقب الذى يتطلع إليه الجميع كل فى مجاله. اللحظة الأولى التى انطلقت فيها إشارة بث التليفزيون المصرى يوم 21 يوليو عام 1960 كان ذلك من خلال قناة واحدة وعدد قليل من الساعات، ومع مرور الوقت ارتبط الناس بهذه الشاشة الصغيرة التى استقبلت المبدعين من كل بقاع الأرض، وازدادت ساعات البث وتنوعت القنوات بالتدريج، ليصبح هذا الجهاز الصغير واحداً من أفراد الأسرة لا يمكن الاستغناء عنه، معه تجد الأخبار والمعرفة والثقافة والترفيه والتسلية. ومع مرور الزمن وتعاقب الأجيال قررت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية أن تحمل على عاتقها تطوير هذا المبنى الشاهد على عظمة مصر، من خلال إعادة الريادة إليه مرة أخرى، ليكون قادراً على المنافسة فى ظل امتلاكه بنية تحتية وقوة بشرية تتميز بالخبرات والمهارات التى امتدت على مدار سنوات طويلة ليظل «ماسبيرو» متميزاً برسالته الإعلامية والثقافية والفكرية وقوة مصر الناعمة التى تواكب تطورات العصر. «الأعلى للإعلام»: قدم مبدعين وروافد مهمة للقوة الناعمة أشاد الكاتب الصحفى كرم جبر، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، بدور التليفزيون الذى يتبنى منذ نشأته القضايا الوطنية وتأثيره الكبير فى المحيط العربى الذى كان مواكباً لجميع الأحداث التى شهدتها المنطقة، وتقديم أسماء لامعة من المبدعين فى مجال الإعلام كأحد الروافد المهمة للقوة الناعمة. «جبر»: الإعلام حائط قوى للدفاع عن الدولة ونشر الوعى وحماية المجتمع من الشائعات وقدم رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام التهنئة للإعلام المصرى بكافة روافده ووقوفه كحائط صد للدفاع عن الدولة المصرية، وتبنى قضاياها فى المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية. وتابع: «بالإضافة إلى نشر الوعى وحماية المجتمع من الشائعات، وبث ثقافة الوسطية والتنوير والاعتدال، وترسيخ قيم المواطنة، وإعلاء قيم التسامح والتعايش وقبول الآخر واحترام الأديان والمعتقدات لكافة الفئات، فإن الإعلام ينقل بحيدة وموضوعية وشفافية ما يجرى الآن من إنجازات على أرض مصر تظهر هذا الشعب المستنير وأن لديه درجات عالية من الوعى والاستنارة». «الوطنية للإعلام»: أسهم فى تشكيل ثقافة المجتمع وتنمية وعى المواطنين هنَّأ حسين زين، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، جموع الإعلاميين بمناسبة ذكرى انطلاق البث الأول للإرسال التليفزيونى فى مصر، والذى بدأ فى 21 يوليو عام 1960. وأشار «زين»، فى بيان أمس، إلى أن ذلك اليوم الذى انطلق فيه البث التليفزيونى لتبدأ معه رسالة إعلامية جادة وهادفة رسخت لقيم ومبادئ المجتمع الأصيل بجيل عمالقة ورواد العمل الإعلامى المصرى الذين قدموا إعلاماً مهنياً متميزاً أسهم بشكل كبير فى تشكيل ثقافة المجتمع وتنمية وعى المواطنين. «زين»: قاد حركة التنوير والفكر وكوّن وجدان الأمة بإبداعات أبنائه وأكد رئيس الهيئة الوطنية للإعلام أن التليفزيون المصرى بأبنائه هو من قاد حركة التنوير والفكر والثقافة لسنوات طويلة وشكلوا وجدان الأمة بإبداعاتهم التى تربى عليها أجيال عديدة، مشيراً إلى أن أبناء الإعلام الوطنى لا يزالون يقومون بدورهم الوطنى بتقديم رسالة إعلامية مهنية صادقة. وأوضح «زين» أن هذه الرسالة تواكب متطلبات تطورات العصر ويقدمون خطاباً إعلامياً يُسهم فى تنمية الوعى لتحقيق إدراك وفهم صحيح للمتغيرات والتحديات الجديدة التى طرأت على المشهد العالمى، وكيف استطاعت الدولة من خلال الإنجازات غير المسبوقة التى تحققت والمشروعات القومية العملاقة من تخفيف حدة تلك الأزمات العالمية على حياة المواطن.
