سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تمخض الجبل فولد «مسودة».. دستور يا أسيادنا الأحزاب المدنية تراها غير معبرة عن طموحات وتطلعات كل المصريين.. والأحزاب الإسلامية ترفضها لأنها لا تطبق شرع الله.. وفقهاء الدستور يرونها مسخاً
«اللغط» التصق باسمه، البعض أقر بكتابته أولا للسير على طريق الديمقراطية، والبعض الآخر فضّل أن يأتى متأخرا، والآن لم تظهر منه سوى مسودة انتظرها الجميع لتكون ضياءً ينير البلاد بعد ثورة يناير، لكن الكثيرين رأوها «سوداوية».. الدستور هو المولود المنتظر منذ فجر الثورة، ويتوقع الساسة ورجال الشارع أن يخرج مشوّهاً. «لا تعبر عن تطلعات وطموحات المصريين فى دستور مصر الثورة».. كانت تلك هى آخر الاعتراضات التى وُجهت للمسودة من قبل حزب «مصر القوية» الذى يترأسه الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، المرشح الرئاسى السابق، ما فعله «أبوالفتوح» سبق أن فعله الدكتور محمد البرادعى عبر حزب الدستور -الذى يترأسه- حيث دعا جميع الأحزاب والقوى السياسية لإطلاق مبادرة وطنية لوضع معايير تشكيل جمعية تأسيسية جديدة بديلة للجمعية الحالية لعمل دستور يمثل كل المصريين، الأزمة شهدت احتقانا منذ خروج المسودة للنور قبل أيام دون تمريرها على الأعضاء -حسب جابر نصار، الفقيه الدستورى- الذى وصف «الدستور المبدئى» ب«المسخ». «المسوَّدة» لغةً هى «الصحيفةُ التى تُكتب أولَ كتابةٍ ثم تُراجع وتُنقَّح وتُحرَّر وتُبيَّض وتُصحح»، وهو ما يبديه القائمون على الجمعية التأسيسية بعمل حوارات مجتمعية، غير أن حكما منتظرا من قِبل المحكمة الدستورية قد يحيل أعمال أعضاء اللجنة سرابا لو تم حلها، وهو ما يتوقعه الدكتور رأفت فودة، الفقيه الدستورى، الذى يقول: إن المسودة التى خرجت لم تناقش بعض موادها على اللجان الفرعية وإن العديد من موادها يكرس حكما شموليا غير ديمقراطى، مشيرا إلى أن خروج «المسودة» سريعا من جمعية يصفها ب«الباطلة» سببه إيصال رسالة للرأى العام بأن الدستور تم الانتهاء منه، ليكون الأمر الفصل بين حكم «التأسيسية» والمواطنين المتلهفين للانتهاء من عمل دستورهم. الطريف أن الأمر لم يقتصر على القوى المدنية والعلمانية فى اعتراضها على «المسودة»؛ فقد رأتها الأحزاب الإسلامية «سوداوية» بوصفها لما تم إنجازه بأنه «ضد الشريعة الإسلامية»، وهو ما برره التيار السلفى بدعوته لمليونية 2 نوفمبر تحت اسم «نصرة الشريعة الإسلامية ورفض الدستور» وذلك من خلال تخصيص خطبة عيد الأضحى للحشد لتلك المليونية.