أثار مقطع الفيديو، الذي نشره التنظيم الإرهابي "داعش"، لذبح 21 مصريا، حالة شديدة من الغضب الدولي والرفض والاستنكار، وهو ما وجه على إثره الرئيس عبدالفتاح السيسي، ضربات قوية إلى معاقل التنظيم، للرد على هذه الجريمة، وطالب بسرعة انعقاد جلسة لمجلس الأمن الدولي، لتفويضه في مكافحة الإرهاب في ليبيا. لم تتوقف خطوات الرئيس السيسي لمواجهة إرهاب "داعش" عند هذا الحد، حيث أعلنت مصادر قبلية من مطروح، أنه سيزور مقر قيادة المنطقة الغربية العسكرية بسيدي براني، وكشف عدد من الخبراء ل"الوطن" أهمية وسبب تلك الزيارة. أكد اللواء حمدي بخيت، الخبير الاستراتيجي، أن زيارة السيسي للمنطقة الغربية العسكرية بسيدي براني، صباح اليوم، هي الأولى من نوعها عقب توليه المنصب، مشيرًا إلى أنها ليست بالجديدة، فالرئيس دائما يزور المناطق التعبوية للقوات المسلحة، للاطمئنان عليها والجنود بها، فضلًا عن أن تلك المنطقة شديدة الحساسية والأهمية لكونها على الحدود المصرية. وتابع بخيت، في تصريح ل"الوطن"، أن هذه الزيارة تنم عن وعي شديد لدى السيسي، ورغبته في التلاحم مع الجنود، بصفته قائدا عاما للقوات المسلحة، ولرفع كفاءتهم القتالية والاطمئنان على تدريباتهم، حيث أنها ستعمل على رفع الروح المعنوية ودعم الحالة النفسية لهم، فضلًا عن كونها لدعم أهالي المنطقة وحثهم على التعاون مع الجيش لمحاربة الإرهاب. وقال العميد خالد عكاشة، الخبير الأمني، إن الزيارة متوقعة وفي توقيتها المثالي، نظرًا للموقف المتوتر في ليبيا، خاصة بعد العمليات العسكرية التي تشنها القوات الجوية على معاقل التنظيم الإرهابي "داعش"، عقب نشره مقطع الفيديو لذبح 21 مصريا على شاطيء طرابلس. وأضاف عكاشة، أن الزيارة ذات أهمية خاصة، حيث أنها ستكون لرفع درجة الاستعدادات للقوات إلى القصوى، والروح المعنوية للجنود في هذه المنطقة، وتوكيل الخطط القتالية، والاطمئنان على تدريبات القوات المسلحة والمعدات والأوضاع الأمنية على الحدود. وأشار الخبير الأمني، إلى أن لقاء السيسي بعدد من عمد ومشايخ وعواقل القبائل المتمركزة بالمنطقة الغربية، يؤكد كونهم ظهيرًا شعبيًا قويًا، ولأهمية التواصل معهم لعلاقات بجهات مختلفة في ليبيا. من ناحيته، أوضح الدكتور حسام عيسى، الخبير السياسي، أن الزيارة تأتي تأكيدا لما حدث من الموقف المصري، تجاه ذبح 21 مصريا في ليبيا، فضلًا عن مراقبة مصر لما يحدث أولًا بأول دون تهاون أو تقصير، مشيرًا إلى أن الأمر لم ينتهي عند الضربة الأولى ل"داعش"، نظرًا للاتصالات التي أجراها السيسي مع دول عربية وأوروبية، من أجل التكاتف ومحاربة الإرهاب الذي يضرب العالم دون رحمة. ولفت الخبير السياسي، إلى أن زيارة السيسي لهذه المنطقة في هذا التوقيت، تأتي للتأكيد على الخطوة الجريئة التي اتخذتها القوات المسلحة، والتي تعدّ بمثابة الرد السريع على من يفكر في المساس بمصر أرضا وشعبا. وهو ما أيده الدكتور عمرو هاشم، رئيس مركز البحوث البرلمانية بالأهرام، أن الزيارة الحالية للسيد الرئيس، تأتي على خلفية الأحداث الأخيرة من "داعش"، ورفع الروح المعنوية للجنود الموجودين على الحدود والقائمين على حماية الحدود المصرية الليبية، وشد أزر المصريين العائدين من ليبيا والاهتمام بشأنهم. كانت مصادر قبلية من مطروح، أعلنت ل"الوطن"، أن الرئيس عبدالفتاح السيسي سيصل بعد قليل، إلى مقر قيادة المنطقة الغربية العسكرية بسيدي براني، ويكون في استقباله القيادات العسكرية، كما يلتقى ببعض عمد ومشايخ وعواقل القبائل المتمركزة بالمنطقة الغربية؛ للاطمئنان على تدريبات القوات المسلحة، إضافة إلى الأوضاع الأمنية على الحدود.