يعيش أولياء أمور مدارس طما بشكل عام ومدرسة علي بن أبي طالب الابتدائية بشكل خاص في حالة من الذعر، بعد ما تناولته خلال الأيام القليلة الماضية بعض وسائل الإعلام بشأن عبوات حليب فاسدة تم اكتشافها بالمدرسة. انتقلت "الوطن" للمدرسة التي شهدت واقعة وجود ديدان في علب الحليب التي يتم توزيعها على الأطفال، وأكد أحمد محمد جمال، مدير المدرسة، أنهم لن يوافقوا على استلام أية كمية من عبوات الألبان إلا في وجود أحد مسؤولي قسم الأغذية بإدارة طما، حتى يكون مسؤولا عن كل ما يتم استلامه، خاصة في ظل عدم وجود ثلاجة لحفظ الحليب بالمدرسة، وهو ما قد يعرضه للتلف بسبب سوء التخزين وارتفاع حرارة الجو. وأكد علي محمد علي، مسؤول الأغذية بالمدرسة، أنه لم تأتِ للمدرسة أية إشارة أو مذكرة تفيد فحص العبوات يوميا قبل تسليمها للتلاميذ، وأن إدارة التغذية بالمدرسة تقوم بالفعل بفحص العبوات والتأكد من تاريخ الصلاحية وأنها ما زالت صالحة للاستخدام الآدمي. وأشار أحد أولياء الأمور، رفض ذكر اسمه، إلى أن الخطأ في ما حدث يقع على مسؤول التغذية بالمدرسة؛ لأنه يقوم بتخزين العلب داخل دولاب خاص به ولا يهتم بأداء عمله بالشكل الواجب، ما أدى لانتشار الشائعات حول الحليب الذي تم توزيعه على الأطفال بالمدرسة. ومن جانبه، أكد متعهد التغذية أن جميع العبوات سليمة وصالحة للاستخدام الآدمي بنسبة 100%، وخاصة بعد تشكيل لجنة ثلاثية من وزارات التربية والتعليم والصحة والتموين لمعاينة وفحص الشحنة التي وصلت بالمخازن، وقيام اللجنة بأخذ عينات عشوائية من تلك العبوات وتحليلها وفحصها في المعامل الخاصة بالمحافظة. وشدد على أنه تأكد من صلاحية الشحنة بالإفراج الصحي بتاريخ 27-9-2012، والذي يؤكد صلاحية الشحنة كاملة. وأضاف أنه لم تحدث مشكلة في أية مدرسة أخرى، مع العلم أن جميع المدارس تقوم بالصرف والاستلام من نفس الشحنة، وهو ما يؤكد أن المشكلة ليست في الصلاحية بل في أسلوب التخزين الذي يتبعه مسؤولو التغذية بالمدارس، وأن تعليمات قسم الأغذية بالإدارات التعليمية تنص على أنه لا يتم توزيع أية عبوة من الدفعات الجديدة إلا بعد الانتهاء من تسليم العبوات القديمة أو عبوات الدفعة السابقة. وأكد أن مسؤول التغذية بالمدرسة قام بتوزيع من عبوات الدفعة الجديدة قبل انتهاء القديمة، وفي ذلك مخالفة لنص المذكرة الصادرة من قسم الأغذية بإدارة طما. وتابع أن العبوات ال14 وُجدت في دولاب خاص بمسؤول التغذية بالمدرسة، وبها بعض العبوات مفتوحة وتسرب منها الحليب على العبوات الأخرى، الأمر الذي ترتب عليه تراكم الأتربة وتكون الطفيليات عليها، خاصة مع ارتفاع درجات حرارة الجو خلال الأسبوعين الماضيين، وهو ما أدى إلى انتفاخ العبوات وتلفها وعدم صلاحيتها للاستخدام الآدمي، وخروج بعض الديدان من العبوات المفتوحة المتسرب منها الحليب. وأكد مصدر مسؤول بإدارة طما، رفض ذكر اسمه، أن النيابة بدأت تحقيقاتها في الواقعة وكلفت مفتش الأغذية بفحص الحرز المضبوط لبيان مدى صلاحيته للاستخدام الآدمي من عدمه.