أكد السفير أشرف سويلم، مُساعد وزير الخارجية للمنظمات والتجمعات الأفريقية الورشة، محورية العلاقات الأفريقية في سياسة مصر الخارجية، واهتمام مصر بتحقيق السلام المستدام في ربوع القارة في ظل الترابط بين تحديات السلام والتنمية والاحتياجات الإنسانية في عدد من دول القارة، مشيرا إلى أنّ هذا هو الأمر الذي ستدفع به مصر في إطار ريادة ملف بناء السلام وإعادة الإعمار والتنمية، وكذا رئاستها الحالية لرئاسة اللجنة التوجيهية لوكالة التنمية الأفريقية. وقال السفير سويلم - خلال ورشة العمل التي عقدتها وزارة الخارجية المصرية بالتعاون مع مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام ومفوضية الاتحاد الأفريقي ووكالة التنمية الإفريقية «نيباد» تحت عنوان «مراجعة سياسة الاتحاد الأفريقي ذات الصلة في مجال إعادة الإعمار والتنمية بعد النزاعات» - إنّ ذلك يعكس ثقة الدول الأفريقية في القدرات المصرية في تلك المجالات، مؤكدا أهمية الدور الذي سيلعبه مركز الاتحاد الافريقي لإعادة الاعمار والتنمية التي تستضيفه مصر في تطوير وتنفيذ مشروعات بناء واستدامة السلام وتنسيق الجهود الإقليمية والدولي في هذا الخصوص. كما تناولت الكلمة الافتتاحية للسفير أحمد نهاد عبداللطيف، مدير مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام، التأكيد على محورية موضوعات بناء السلام وإعادة الاعمار في جهود تحقيق الأمن والاستقرار، مُشيرا إلى أنّ ورشة العمل تأتي في إطار العملية التحضيرية للنسخة الرابعة من منتدى أسوان للسلم والتنمية المستدامين، ومُستعرضا جهود بناء القدرات الوطنية التي يبذلها مركز القاهرة كمركز تميز أفريقي على مُستوى القارة، اتساقا مع رؤية السياسة الخارجية المصرية لدعم الدول الأفريقية الشقيقة. تنفيذ أجندة أفريقيا 2063 من ناحيته، وجّه المفوض بانكولي أديوي، مفوض الشؤون السياسية والسلم والأمن، الشكر لمصر لدورها المحوري في سبيل تحقيق السلام والاستقرار والسلام المُستدام بالقارة، لاسيما في ظل استضافتها لمقر مركز الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار والتنمية بعد النزاعات. وأشارت المديرة التنفيذية للوكالة الأفريقية للتنمية، ناردوس بيكيلي، إلى دور الوكالة الحيوي في تنفيذ أجندة أفريقيا 2063، ودعم الوكالة لبرامج بناء السلام وإعادة الإعمار والتنمية التي تصب بشكل مباشر في مواجهة التحديات التي تواجه القارة، مؤكدة دور تلك البرامج في منع والوقاية من الأزمات قبل نشوبها. يذكر أنّ ورشة العمل تنعقد على مدار ثلاثة أيام، انعقد اليوم الأول منها على مُستوى الخبراء، لمراجعة سياسة الاتحاد الأفريقي لبرامج إعادة الاعمار والتنمية، ليتم بعد ذلك اعتمادها من قبل رؤساء الدول وحكومات الدول الأفريقية خلال القمة الأفريقية المُقبلة. ويأتي تنظيم الورشة في إطار ريادة رئيس الجمهورية لملف إعادة الإعمار والتنمية ما بعد النزاعات في أفريقيا، وشارك فيها مفوض الشؤون السياسية والسلم والأمن للاتحاد الأفريقي، والمديرة التنفيذية لوكالة التنمية الأفريقية، وعدد من كبار المسؤولين الدوليين وممثلي المؤسسات الدولية، والسفارات المُعتمدة في القاهرة. وتتسق أهداف الورشة وفعاليتها مع الرؤية المصرية الخاصة بأهمية الدفع بجهود بناء السلام وإعادة الاعمار وانتهاج مُقاربة شاملة للتحديات التي تواجه القارة الأفريقية بشكل يتناول الأبعاد التنموية والاجتماعية والإنسانية، باعتبارها عوامل رئيسية مُسببة للنزاعات، بالتوازي مع جهود بناء القدرات الوطنية التي تُعد المُدخل الرئيسي لتحقيق السلام المستدام.