الأسبوع الماضى وفى إحدى قرى بلبيس بالشرقية.. خرج الشاب عادل محمد زينهم حمزة، 43 عاماً، سائق توك توك، من منزله متوجهاً لمنزل صديقه محمد السيد رزق الجيزاوى، 22 سنة.. الذى استدرجه لمكان مهجور على طريق بلبيس - أبوحماد وأنهى حياته بطلق نارى «خرطوش» بالرأس. «حسبى الله ونعم الوكيل، أنا عاوزاه يتعدم زى ما قتل ابنى من غير رحمة ولا شفقة ويتم عياله» بتلك الكلمات بدأت الحاجة ملك عبداللطيف سليم، 65 سنة، والدة المجنى عليه، حديثها.. وقالت: «أنا دائماً بجلس فى مدخل البيت وباسأل أى حد خارج من أولادى رايح فين وهيرجع إمتى، ويوم الحادثة أنا كنت قاعدة زى عادتى ولقيت ابنى نازل على السلالم ويتحدث فى هاتفه المحمول قائلاً: أيوه يا محمد يا جيزاوى، أنا جاى، وعرفت أنه رايح لمحمد الجيزاوى، حيث طالبه بتوصيله لأحد الأماكن، واستقل التوك التوك الخاص به وغادر». تابعت الأم: «إحنا ناس بسيطة وبنقفل بابنا عل نفسنا وننام من الساعة 10 بالليل، وأنا ظنيت أن ابنى رجع ونمت وزوجته كمان نامت وفوجئت بيها بتصحينى الساعة 3 الفجر تخبرنى أنه لم يعد وحسيت ساعتها أنى مش قادرة أقف على رجلى». انهمرت الأم فى البكاء، تتذكر لحظات ألم وخوف وقلق لمدة 5 ساعات متواصلة مرت كأنها سنوات طويلة، ومضت قائلة «حاولت التماسك وذهبنا للمخزن لنرى ما إذا كان التوك توك موجوداً أم لا، ولكننا لم نجده وشعرت أن ابنى حدث له مكروه وتوجهنا عقب ذلك لمركز شرطة بلبيس للإبلاغ بتغيبه، ولكن مخبراً قال لنا: لما يمر 24 ساعة على اختفائه تعالوا اعملوا محضر، وذهبنا لمستشفى التوحيد معتقدين أنه أصيب فى حادث وانتقل للمستشفى ولكننا لم نجده، وأثناء عودتنا للمنزل وسط مشاعر الحيرة والقلق فجأه توقفت زوجته وطلبت أن نذهب لمحمد الجيزاوى لنسأله عنه قائلة: هو آخر واحد كلمه وكان طالب يقابله عشان يروح مشوار بالتوك توك، وعندها تذكرت كلماته وهو مغادر: أيوا يا محمد يا جيزاوى أنا جاى، ذهبنا لمنزله نجر أرجلنا التى أثقلها الخوف، وعندما وصلنا للمنزل وجدناه واقفاً أعلى سطح المنزل، وسألته زوجه ابنى عنه فأجاب: أنا ماعرفش هو فين وماكلمتوش من فترة، فقالت زوجته: أنت تكذب وأنت آخر واحد كلمه قبل ما ينزل من البيت وأكيد أنت عارف هو فين، فأجاب بعنف: أنا ماعرفش عنه حاجة، وعشان العيش والملح أنا هروح أدور عليه وألف بالموتوسيكل بتاعى» ولقيناه جثه فى مستشفى بلبيس العام. نادية السيد كامل، زوجة المجنى عليه، تقول: «عادل جوزى الله يرحمه كان حداد مسلح، وتعرف على المتهم الذى كان عمره آنذاك 18 عاماً وبدلاً من حالة الضياع التى كان يعيشها حيث كان بدون عمل ومتفرغاً للجلوس على المقاهى ووالده دائم الشكوى منه فاقترح عليه أن يعمل مساعداً له فى أعمال الحدادة». لكنه خانه فقتله «عادل كان سندى وظهرى اللى انكسر».. «أنا مش عاوزة غير القصاص» وتساءلت «ذنبهم إيه عياله الأربعة.. محمد طالب بالصف الثالث الإعدادى، مروة طالبة بالصف الأول الإعدادى، عبدالرحمن 6 سنوات، أحمد 4 سنوات، يصبحوا أيتام؟ هى الرحمة انعدمت من قلب القاتل.. أحمد ابنى ده بيقول لى يلا نعمل أكل ونديه لبابا فى القبر.. بيقطع قلبى الواد ماعرفش أرد عليه أقوله إيه.. ماعرفش أقول له يعنى إيه موت ويعنى إيه قتل.. ويعنى إيه هيعيش من غير أب».