يُشاع لدى كثير من النساء والرجال على السواء أن انقطاع الحيض عند السيدات يعني انتهاء الحياة ودخول المرأة، مرحلة الشيخوخة حيث أصبحت غير قادرة على الإنجاب، وتقل الخصوبة عندها، وهذا عكس الصحيح تمامًا؛ لأن انقطاع الطمث عند النساء لا يؤثر أبداً على أنوثة المرأة، وقدرتها على ممارسة النشاط الجنسي، بل على الرغم من ذلك ترى بعض السيدات أن هذه هي الفترة الأفضل ليستمتعن بالحياة ويشعرن بالانطلاق ويتخلصن من الآلام المزعجة والحالة النفسية السلبية التى تسبق الطمث وتعب الإنجاب. وعن بداية هذه المرحلة، يوضح دكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي والصحة النفسية بالأكاديمية الطبية، قائلاً: تختلف بداية سن انقطاع الطمث من سيدة لأخرى وإن كان في العادة يأتي بعد سن الأربعين وحتى منتصف الخمسين فى الوقت الذى يبدأ عند البعض مبكراً فى الثلاثين أو متأخراً فى الستين وقد يرجع هذا لاضطرابات هرمونية. ويقال إن المرأة دخلت هذا السن بعد انقطاع الدورة الشهرية عنها لمدة 12 شهرًا، وتضطرب الدورة الشهرية في كميتها ومواعيدها قبل انقطاعها نهائياً، وتعدد الأعراض النفسية والجسدية لهذه المرحلة، وإن كان من 85 إلى 90% من السيدات لا يشعرن بها وتمر عليهم بسلام، فقط يجب البحث عن العلاج للحالات التي تظهر عليها الأعراض التالية، والتي تسبب للمرأة ألآم مبرحة، واضطراب في نظام حياتها. ويشرح دكتور فرويز ل"الوطن"، أن هناك 14 عرض لهذه الفترة، هم نوعان أعراض جسدية، وأخرى نفسية. الأعراض الجسدية تشمل الصداع ،العرق، ويضيف هناك عرض مزعج جداً للمرأة، وهو الشعور بوجود حرارة أو سخونة خاصة في منطقة الصدر وتحت الإبطين مع العرق الشديد بالإضافة إلى شعور بجفاف اللعاب والإحساس بالاختناق يصحبها زيادة في ضربات القلب مع وجود اضطرابات في النوم بسبب القلق والتوتر، هذا بخلاف آلام في فقرات الظهر مع آلام في القدمين والفخذين والكتفين. ويفسر هذه الآلام بانخفاض هرمون الأنوثة "الأستروجين" عند المرأة وهذه الأعراض النفسية هي انفعال وعصبية على أتفه الأسباب مع الزوج والأولاد والمحيطين بها، مع حالة قلق وتوتر مستمرة مع تقلبات في المزاج وأحيانا تصاب بعض السيدات بالاكتئاب. أما عن كيفية التخلص من هذه الأعراض، يقول دكتور جمال، إن سن انقطاع الحيض بحد ذاته ليس مرضاً وإنما هو عملية بيولوجية طبيعية تمر به كل النساء، وأعراضها معروفة ولكن تحتاج فقط من السيدات إلى تعلم كيفية التعامل مع الأعراض. ويشمل ذلك شقين من التعامل أو العلاج الشق الأول الدوائى أو الهرمونى، والشق الثانى نفسى، ويتولى طبيب النساء الجانب الدوائى وهو عبارة لاصق يوضع على الظهر لتعويض نقص هرمون الأستروجين أو أقراص تقوم بنفس الغرض، أما الجانب النفسى فهو علاج تدعيمى للمرأة من خلال الطبيب النفسى حيث يشرح الطبيب المشكلة وأبعادها وأسبابها وكيفية التعامل معها من خلال جلسات استرخاء يصحبها تغير فى نمط الحياة للتكيف مع الأعراض. وينصح خلال هذه الفترة بارتداء الملابس القطنية الخفيفة لتقليل الشعور بالسخونة والعرق، وتناول الكثير من السوائل والابتعاد عن التدخين والمنبهات مثل الشاى والقهوة، كما يحتاج أيضا الزوج والأبناء تحمل التقلبات المزاجية والتوتر الذي تمر به الأم ودعمها نفسياً ولن يطول الوقت وستنتهى كل الآلام بمجرد استشارة الطبيب.