يحتفي محرك البحث الشهير "جوجل"، اليوم، الأحد، بظاهرة فريدة من نوعها تعد الأغرب والأعجب في فلك عجائب المصريين القدماء، حيث يزين جوجل صفحته الرئيسية، بصورة تعبيرية عن تعامد الشمس على معبد أبو سمبل بأسوان، تلك الأعجوبة الخالدة التي ينتظرها، ويتابعها سياح العالم المبهورون بالحضارة المصرية القديمة. معبد أبو سمبل هو رمزًا لبراعة المصريين القدماء في البناء والتشييد، أما ظاهرة تعامد الشمس على الملك رمسيس الثاني في مكان بداخل المعبد يسمى "قدس الأقداس" وهو مكان عميق في الصخر يبعد عن المدخل بحوالي 60 مترًا، تعد أعجوبة هندسية فلكية ضمها المصريون القدماء إلى قاموس عجائبهم الخالدة. ففي الساعة السادسة وخمس وعشرين دقيقة في يوم 21 فبراير، والساعة الخامسة وخمس وخمسين دقيقة في يوم 21 أكتوبر بالضبط من كل عام يتسلل شعاع الشمس ويهبط فوق وجه الملك رمسيس يعانقه ويقبله، فيملأ النور قسمات وجه الفرعون داخل حجرته في قدس الأقداس في قلب المعبد المهيب، ولكن بعد تقطيع المعبد ونقله عام 1964 لإنقاذه من الغرق تحت مياه بحيرة السد العالي من موقعه القديم الذي تم نحته داخل جبل إلى موقعه الحالي، أصبحت هذه الذاكرة تتكرر يوميي 22 أكتوبر و 22 فبراير، وذلك لتغيير خطوط الطول والعرض بعد نقل المعبد 120 مترًا غربًا، وبارتفاع 60 مترًا؛ حيث تدخل الشمس من واجهة المعبد 200 مترًا لتصل إلى قدس الأقداس لتضئ ثلاثة تماثيل من الأربعة الموجودة في داخله. وتحدث تلك الظاهرة الفريدة مرتين في العام، الأولي يوم 22 فبراير يوم ميلاد رمسيس الثاني لتعلن عن بداية فصل "شمو" ويعني في اللغة المصرية القديمة موسم الحصاد ويعبر عن بداية فصل الصيف، وفقًا للتقويمات الفلكية والسنة النجمية التي اتخذها القدماء المصريين كوحدة لقياس الزمن، والمرة الثانية في 22 أكتوبر يوم تتويج الملك، لتعلن عن بداية فصل الشتاء.