تتسارع جهود الدول لإجلاء رعاياها من السودان بالتزامن مع تفاقم الأوضاع الميدانية والإنسانية، وبادرت مصر بإجلاء مواطنيها منذ اليوم الأول لاندلاع المواجهات، وأولت اهتماماً كبيراً بملف عودة المصريين ولم تدخر جهداً فى حماية أبنائها، وعملت بشكل وثيق من أجل ضمان عمليات الإجلاء بشكل آمن وفق تخطيط محكم ودقيق. وتواصل مصر تقديم جهودها المتنوعة للمساعدة فى إجلاء القادمين من السودان إلى معبر «أرقين»، الذى يمثل الخطوة الرئيسية نحو عودة المصريين والرعايا الأجانب إلى بلادهم، ويشهد المعبر بجهتيه حركة ونشاطاً كبيرين، من ناحية استقبال القادمين إليه من الأراضى السودانية أو تنظيم الحافلات التى ستقل العائدين إلى وجهتهم، إما إلى مطار أسوان للسفر إلى بلادهم وإما إلى محطة القطارات، مع تكثيف عمليات التنسيق بين السلطات المصرية والسودانية بشأن الكثافات والطاقة الاستيعابية للمعبر، إضافة لتوفير عيادات متنقلة فى محيط المعبر لخدمة القادمين من السودان. وتواصل السفارة المصرية فى الخرطوم وكل من قنصليات مصر فى الخرطوم وبورتسودان والمكتب القنصلى فى وادى حلفا، جهودها على مدار الساعة فى عملية إجلاء المواطنين، ووصل عدد من تم إجلاؤهم حتى أمس 1539 مواطناً، بحسب أحدث بيان صادر عن السفير أحمد أبوزيد، المتحدث باسم وزارة الخارجية. متحدث «الخارجية» ل«الوطن»: تحركاتنا محكمة وآمنة ومنظمة لضمان سلامة ودقة التنفيذ.. والتنسيق مع عدد من الدول لتقديم مساعدات لرعاياهم وأشار السفير أحمد أبوزيد، المتحدث باسم وزارة الخارجية ل«الوطن»، إلى أن الدولة المصرية تقوم بتنسيق كامل مع السلطات السودانية من أجل ضمان أمن وسلامة عمليات إجلاء المواطنين المصريين، موضحاً أنه يتم التنسيق مع عدد من الدول لتقديم مساعدات لرعاياهم. وأوضح أن استمرار عمليات إجلاء المواطنين المصريين يخضع لتقييم دقيق على مدار الساعة من جانب خلية إدارة الأزمة المشكّلة فى هذا الصدد بين أجهزة الدولة المختلفة التى تضطلع بمهامها من أجل تيسير عمليات الإجلاء، مضيفاً أن أهم معوقات عمليات الإجلاء تتمثل فى الانفلات الأمنى ببعض المناطق وبخاصة الخرطوم. وقال «أبوزيد»، فى تصريحات سابقة، إن الدول التى لديها أعداد كبيرة من المواطنين تتجاوز العشرة آلاف، مثل الحالة المصرية، تحتاج إلى عملية تخطيط مُحكمة وآمنة ومنظمة لضمان سلامة ودقة عملية الإجلاء، خاصة فى ظل التصاعد الخطير فى حجم المخاطر. وزير الخارجية اليوناني: التنسيق مع «القاهرة» لضمان خروج آمن لليونانيين والقبارصة من جهة أخرى، أعلن نيكوس ديندياس، وزير الخارجية اليونانى، أن بلاده تقوم بالتنسيق مع مصر لإجلاء المواطنين اليونانيين والقبارصة من السودان فى الوقت المناسب، موضحاً أن أثينا أرسلت طائرتين و30 من أفراد القوات الخاصة إلى مصر خلال عطلة نهاية الأسبوع، استعداداً لإجلاء 120 يونانياً وقبرصياً من الخرطوم، لجأ بعضهم إلى كنيسة الروم الأرثوذكس التاريخية فى العاصمة السودانية، حسبما أفادت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية. من جهته تلقى وزير الخارجية سامح شكرى سلسلة اتصالات هاتفية من نظيره اليونانى حول تطورات الوضع فى السودان، وملفات التعاون بين مصر واليونان. رئيس وزراء إيطاليا: ننسق مع مصر لإجلاء رعايانا كما كشفت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلونى، عن إجلاء جميع مواطنيها الذين طلبوا مغادرة السودان، بالتنسيق مع جمهورية مصر العربية، داعية إلى إنهاء الأزمة فى السودان وضرورة بدء مفاوضات لإنهاء الأزمة الراهنة. وذكر وزير الخارجية الإيطالى، أنه سيجرى إجلاء نحو 140 مواطناً إيطالياً من السودان، فضلاً عن نحو 60 شخصاً من دول أخرى. رئيس وزراء باكستان: نشكر القيادة المصرية على جهودها لمساعدة بلادنا في تأمين عودة رعاياها ووجّه رئيس الوزراء الباكستانى محمد شهباز شريف، الشكر لمصر على جهودها المبذولة لمساعدة بلاده فى إجلاء الرعايا الباكستانيين من السودان، وأصدر مكتب رئيس الوزراء الباكستانى بياناً، يشرح خطة الطوارئ الحكومية الموجودة من أجل تحقيق الإجلاء الآمن لمواطنى باكستان بعد تطورات الوضع فى السودان. وتأتى الجهود المصرية بالتزامن مع الجهود الدولية التى تبذلها الدول لإجلاء رعاياها من السودان فى ظل الاشتباكات الدائرة هناك، حيث أجلت قوات خاصة أمريكية جميع الموظفين الحكوميين الأمريكيين وعائلاتهم، إلى جانب عدد قليل من الدبلوماسيين من بعض الدول الأخرى، من سفاراتها بالخرطوم السبت الماضى باستخدام طائرات هليكوبتر أقلعت من قاعدة فى جيبوتى وتزودت بالوقود فى إثيوبيا، ولم تتعرض تلك الطائرات لأى إطلاق نار أثناء الإجلاء. وقال رئيس الوزراء البريطانى، ريشى سوناك، إن القوات المسلحة البريطانية نفذت عملية «إجلاء معقدة وسريعة» لجميع الموظفين الدبلوماسيين وعائلاتهم من السودان. وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، إجلاء 388 شخصاً من العاصمة السودانية الخرطوم، إلى جيبوتى منذ الأحد الماضى. وأعلنت وزارتا الخارجية والدفاع الألمانيتان فى بيان مشترك، أن ألمانيا نظمت أمس الأول آخر رحلة إجلاء لها من السودان إلى الأردن، مع عدم وجود خطط لرحلات جوية أخرى من المنطقة فى الوقت الحالى، وأوضحت الوزارتان أن دولاً شريكة ستجلى المواطنين الألمان المتبقين فى السودان فى الأيام المقبلة، بحسب وكالة «رويترز». أما الدول العربية فتواصل السعودية إجلاء رعاياها ورعايا الدول الأخرى عبر عمليات إجلاء بحرية تنفذها القوات البحرية الملكية السعودية بإسناد من مختلف أفرع القوات المسلحة السعودية. ونفس الأمر فعلته الإماراتوالأردن التى سيّرت جسراً جوياً لنقل رعاياها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة وكل من طلب مساعدتها.