تكثف مصر من جهودها وتحركاتها فى عدة اتجاهات لأجل التوصل لوقف فورى لإطلاق النار فى السودان، والوصول لحل يجنب البلد الشقيق ويلات الصراع طويل الأمد، وما يترتب عليه من عرقلة النمو ومعاناة شعبية ربما تمتد لفترات كبيرة. «السيسى» أجرى اتصالات مع «سلفا كير وجوتيريش» للتحذير من تصاعد العنف والمطالبة بترسيخ الأمن وكان الرئيس عبدالفتاح السيسى قد تلقى اتصالاً من الرئيس «سلفا كير»، رئيس جمهورية جنوب السودان، مع بداية الأزمة، وصرح المستشار أحمد فهمى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، بأن الاتصال تناول التباحث حول مستجدات الأوضاع الأخيرة فى السودان، فى ضوء الروابط التاريخية والعلاقات الأخوية المتميزة بين الدول الثلاث، ودور مصر وجنوب السودان فى دعم استقرار وسلامة السودان. وفى ذلك السياق، أكد الرئيسان خطورة الأوضاع الحالية والاشتباكات العسكرية الجارية، مؤكدين كامل الدعم للشعب السودانى الشقيق فى تطلعاته نحو تحقيق الأمن والاستقرار والسلام. وأضاف المتحدث الرسمى أن الرئيسين وجّها نداءً للوقف الفورى لإطلاق النار فى السودان، مناشدين الأطراف كافة بالتهدئة، وتغليب صوت الحكمة والحوار السلمى، وإعلاء المصلحة العليا للشعب السودانى. كما أعرب الرئيسان عن استعداد مصر وجنوب السودان للقيام بالوساطة بين الأطراف السودانية، حيث إن تصاعد العنف لن يؤدى سوى إلى مزيد من تدهور الوضع، بما قد يخرج به عن السيطرة، مؤكدين أن ترسيخ الأمن والاستقرار، هو الركيزة الضامنة لاستكمال المسار الانتقالى السياسى، وتحقيق البناء والتنمية فى السودان. كما تلقى الرئيس اتصالاً هاتفياً من «أنطونيو جوتيريش»، سكرتير عام الأممالمتحدة، تناول التباحث حول مستجدات الأوضاع فى السودان، حيث أعرب الرئيس عن قلق مصر البالغ من تطورات الموقف فى السودان الشقيق، على أثر الاشتباكات الدائرة هناك، مؤكداً خطورة التداعيات السلبية لتلك التطورات على استقرار السودان، الذى يمر بلحظة تاريخية دقيقة، تستدعى أقصى درجات الحكمة وضبط النفس، ومطالباً الأطراف السودانية بتغليب لغة الحوار والتوافق الوطنى، وإعلاء المصالح العليا للشعب السودانى الشقيق. من جانبه؛ أكد سكرتير عام الأممالمتحدة حرصه على التواصل مع الرئيس فى ظل الدور الفاعل والمحورى لمصر فى صون الأمن والاستقرار فى المنطقة، خاصةً ما يتعلق بدعم المسار الانتقالى فى السودان، داعياً كافة الأطراف السودانية إلى وقف الأعمال العدائية، واستعادة الهدوء، وبدء الحوار لحل الأزمة الراهنة. «القاهرة والرياض» دعتا لمناقشة الأوضاع فى إطار الجامعة العربية.. و«شكرى وكاترين» يتفقان على ضرورة وقف إطلاق النار وكانت مصر قد دعت مع السعودية إلى عقد اجتماع طارئ على مستوى المندوبين الدائمين بجامعة الدول العربية؛ لمناقشة الوضع فى السودان، تأسيساً على الفقرة «5 ب» من المادة الخامسة من النظام الداخلى لمجلس الجامعة، والتى تنص على إمكانية انعقاد المجلس عند الضرورة فى دورة غير عادية؛ بناء على طلب دولتين من الأعضاء، وعقب عقد الاجتماع، الأحد الماضى، طالب مندوبو الدول العربية بضرورة الوقف الفورى لكل الاشتباكات المسلحة حقناً للدماء وحفاظاً على أمن وسلامة المدنيين ومقدرات الشعب السودانى ووحدة أراضى السودان وسيادته، وأكد أهمية العودة السريعة إلى المسار السلمى لحل الأزمة السودانية، والتأسيس لمرحلة جديدة تلبى طموحات وتطلعات الشعب السودانى الشقيق وتسهم فى تعزيز الأمن والاستقرار السياسى والاقتصادى فى هذا البلد المهم، ودعا بيان الجامعة العربية مجموعة السفراء العرب المعتمدين فى الخرطوم إلى التنسيق فيما بينهم والتواصل المستمر مع السلطات والأطراف والمكونات السودانية وتقديم الدعم اللازم للمساهمة فى استعادة استقرار الأوضاع فى السودان، والتنسيق مع الأمانة العامة والدولة على المستوى الوزارى فى هذا الشأن، والتحذير من خطورة التصعيد العنيف الذى يشهده السودان، وما يصاحب ذلك من تداعيات خطيرة يصعب تحديد نطاقها داخلياً وإقليمياً. واستمرت الجهود أمس حيث صرح السفير أحمد أبوزيد المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، بأن سامح شكرى وزير الخارجية تلقى اتصالاً من كاترين كولونا وزيرة خارجية فرنسا للتشاور وتبادل التقييم بشأن التطورات الجارية فى السودان، وأوضح المتحدث باسم الخارجية، أن وزيرة خارجية فرنسا أعربت خلال الاتصال عن قلق بلادها العميق نتيجة المواجهات العسكرية الجارية وتأثيرها المتفاقم على أرواح وسلامة المدنيين. واتفق الجانبان على ضرورة العمل من أجل التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار فى أقرب وقت وحل الخلافات بين أطراف النزاع من خلال المفاوضات، بما يحقن دماء الشعب السودانى، ويعيد البلاد للمسار السياسى السلمى. وتم التأكيد خلال الاتصال على أهمية امتناع أى طرف خارجى عن التدخل فى هذا النزاع بصورة تفاقم من حدته، وبما يسهم فى استعادة السودان لأمنه واستقراره فى أقرب وقت، وحرص سامح شكرى، وفقاً لتصريحات المتحدث الرسمى، على إحاطة نظيرته الفرنسية بالجهود التى تبذلها مصر من أجل وقف النزاع الجارى، بما فى ذلك نتائج وتوصيات اجتماع مجلس جامعة الدول العربية الأخير. وفى إطار التنسيق العربى لحل الأزمة السودانية، أجرى سامح شكرى وزير الخارجية اتصالاً هاتفياً مع وزير خارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان حول مستجدات الأزمة فى السودان. وكشف السفير أحمد أبوزيد المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية أن الاتصال جاء للتشاور وتبادل التقديرات بشأن تطورات الأزمة، واتفق الجانبان على ضرورة بذل كافة الجهود للحفاظ على استقرار وسلامة دولة السودان الشقيقة وشعبها، وأكد الوزير شكرى خلال الاتصال أن الرسائل المصرية للطرفين السودانيين تشدد على أهمية تغليب الحكمة والاستماع لصوت العقل بشكل يؤدى إلى وقف فورى لإطلاق النار ويسهم فى حقن دماء الشعب السودانى والحفاظ على مقدراته، واتفق الوزيران على استمرار التشاور والتنسيق خلال الأيام المقبلة لمتابعة تطورات الأزمة وجهود احتوائها. وأجرى «شكرى» اتصالين هاتفيين مع محمود على يوسف وزير خارجية جمهورية جيبوتى، ودينج داو القائم بأعمال وزير خارجية جنوب السودان بشأن تطورات الأزمة الراهنة فى السودان، وأوضح المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية أن هذين الاتصالين فى إطار عضوية البلدين فى الوفد الرئاسى المقرر إيفاده للسودان من قبل منظمة «إيجاد» للوساطة، بالإضافة إلى إعلان الرئيسين المصرى والجنوب سودانى أمس الأول عن استعداد البلدين للقيام بالوساطة بين الأطراف السودانية، وأشار السفير أبوزيد إلى أن الوزير سامح شكرى أكد أهمية التعامل مع النزاع الجارى باعتباره شأناً داخلياً مع النأى عن التدخل فيه بصورة تفاقم من حدة النزاع، وهو ما أمن عليه المسئولان الجيبوتى والجنوب سودانى. وأضاف «أبوزيد» أن الوزير شكرى شدد خلال الاتصالين أيضاً على ضرورة تكامل كافة الجهود للحفاظ على استقرار وسلامة دولة السودان الشقيقة وشعبها، وضرورة التركيز على التوصل لوقف فورى لإطلاق النار بين الأطراف المتصارعة، مبرزاً الجهود التى تضطلع بها الجامعة العربية فى هذا الشأن ومنذ عقد الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة فى 16 أبريل الجارى.