هز عدد من التفجيرات المتزامنة مدينة العريش بشمال سيناء، مساء أمس، استهدف عددًا من المقرات الأمنية، التابعة لقوات الجيش والشرطة، فانفجرت سيارتين مفخختين ب"الكتيبة 101" ومديرية أمن شمال سيناء، وأطلقت قذيفتا "هاون" على فندق القوات المسلحة، وأخرى على استراحة ضباط قسم ثاني العريش. ووفق روايات شهود العيان، فإن تلك الهجمات الإرهابية، طالت المدنيين أيضا، وأحدثت تلفيات بعدد من المنازل إلى جانب مبنى رئاسة حي الضاحية بالعريش. وأعلنت حالة الطوارئ بمستشفيات شمال سيناء، ودفعت مديرية الإسعاف بشمال سيناء سياراتها لمواقع التفجيرات، وتضاربت الأنباء حول أعداد الضحايا والمصابين من المدنيين والسعكريين، إلا أن آخر رواية رسمية، جاءت على لسان الدكتور محمود عامر، مدير هيئة الإسعاف بشمال سيناء، وهي استشهاد 29 وإصابة 43 شخصًا، وحتى الآن لم يصدر بيانًا رسميًا عن وزارة الصحة بالحصيلة النهائية لضحايا التفجيرات الإرهابية. وفي أول رد فعل رسمي من القوات المسلحة على الأحداث، قال المتحدث العسكري العميد محمد سمير، ل"الوطن"، إن قوات الجيش تطارد المجموعات الإرهابية التي نفذت الهجمات بشمال سيناء، بعدها بقليل أصدر بيانًا رسميًا. وأكد البيان، أن تلك العمليات الإرهابية تأتي نتيجة للضربات الناجحة التي وجهتها القوات المسلحة والشرطة المدنية ضد العناصر والبؤر الإرهابية بشمال سيناء، وفشل الإخوان في نشر الفوضى بالذكرى الرابعة لثورة 25 يناير. كما كشف مصدر عسكري مسؤول ل"الوطن"، أن وزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي يجتمع بعدد من القيادات العسكرية، صباح اليوم، لبحث تداعيات الأحداث في العريش. وفي السياق ذاته، تواردت الأنباء عن متابعة الرئيس عبدالفتاح السيسي، للأوضاع في البلاد، حيث عقد اجتماعًا مع عدد من أعضاء الوفد المصري المرافق له خلال زيارته إلى إثيوبيا، وبحث معهم آخر تطورات الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها مدينة العريش. كما أعلن السفير علاء يوسف، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، أن الرئيس عبدالفتاح السيسي يتابع بشكل مكثف الحادث، وأجرى اتصالات من مقر إقامته بأديس أبابا حيث يشارك في القمة الإفريقية، مع عدد من المسؤولين المصريين المعنيين بمتابعة الحادث وعلى رأسهم الفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع والإنتاج الحربي والفريق محمود حجازي رئيس الأركان، للوقوف على آخر التطورات وبحث آليات مواجهة مثل هذه العمليات الإرهابية. وفي وقت تتابع فيه مؤسسات الدولة مجريات الأحداث بشمال سيناء، أعلنت جماعة "أنصار بيت المقدس" الإرهابية، عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" مسؤوليتها عن هجمات العريش الإجرامية. وتوالت ردود الأفعال الدولية والمحلية حول الحادث، فأدانت وزارة الخارجية الأمريكية بشدة الهجمات الإرهابية، في حين تنوعت ردود الفعل في الداخل من مؤسسات رسمية وشخصيات عامة وأحزاب سياسية، حيث نعى الأزهر الشريف، الشهداء الأبرار الذين سقطوا، ضحايا لحوادث الإرهاب الدموي في محافظة شمال سيناء، مؤكدًا أن أرواح الشهداء لن تذهب سُدى، ودماءهم الطاهرة تعطر أرض الوطن وترسم طريق المستقبل، وأن هذه الأعمال الإرهابية لن تنال من عزيمتنا في المضي قدمًا بوطننا نحو بر الأمان. كما نعى الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، شهداء حادث العريش، قائلًا: "اللهم تقبل عندك الشهداء بقبول حسن وأنزل السكينة على قلوبنا وقلوب أمهات الشهداء وثبت قلوب آبائهم". فيما نعى حمدين صباحي، المرشح الرئاسي السابق، الشهداء، قائلًا: "شهداؤنا في جنة الخلد، الألم والحزن الذي يفطر قلوبنا يزيدنا تصميمًا على اقتلاع الإرهاب من جذوره"، كما قال الدكتور عمرو حمزاوي، نائب مجلس الشعب السابق، إن عصابات الإرهاب تستبيح دماء المصريين جميعًا دون تمييز، وتهدف لنشر خرائط الدم والحزن والألم في ربوع مصر، وأترحم على شهداء مصر من القوات المسلحة والشرطة ومن المواطنين، وأبكيهم مع ذويهم ومع كل الوطن.