قال الكاتب السعودى والباحث فى الدبلوماسية العامة والإعلام السياسى، عماد المديفر، إن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى للمملكة العربية السعودية تأتى فى توقيت مهم، فى ظل تطورات تشهدها المنطقة، وعلى وقع البيان الثلاثى السعودى الصينى الإيرانى والاتفاق السعودى الإيرانى على إعادة العلاقات الدبلوماسية. وأكد «المديفر» ل«الوطن»، أن القاهرةوالرياض جناحا الأمة العربية وحصنها الحصين وسورها العالى.. وإلى نص الحوار. عماد المديفر: وقف محاولات العبث في شئون المنطقة ومواجهة الإرهاب يوحدان موقف البلدين ما أهمية زيارة الرئيس السيسى للسعودية؟ - هذه الزيارة تأتى على وقع تحركات عربية سورية.. وقبيل انعقاد القمة العربية، ولطالما كان التنسيق السعودى المصرى هو بوصلة العمل العربى المشترك، إذ إن مصر والمملكة هما قُطبا العلاقات والتفاعلات فى النظام الإقليمى العربى، وهما جناحا العرب، وحصنهم الحصين، وهما معاً سور العرب العالى وعليهما يقع العبء الأكبر فى تحقيق التضامن العربى، والوصول إلى الأهداف الخيِّرة المنشودة التى تتطلع إليها الشعوب العربية من الخليج إلى المحيط. كيف كانت العلاقات بين السعودية ومصر منذ وقت مضى حتى الآن؟ - المتتبع لتاريخ الشرق الأوسط الحديث، يجد أن الرياضوالقاهرة كانتا أكبر حليفين، يعملان معاً جنباً إلى جنب، وكتفاً بكتف، بتنسيق عميق وعلى أعلى المستويات وفى كافة الأصعدة السياسية والأمنية والاقتصادية وغيرها لتكوين مستقبل مشرق وواضح للشعوب العربية ويحقق العمل على ما يجمع العرب ويحمى مصالحهم العليا والحيوية، ويسعى لتحقيق المصالح الاستراتيجية وبعيدة المدى، وتعزيزها والحفاظ عليها، ولطالما مثّلت الأزمات الكبرى فى المنطقة اختباراً قوياً لمتانة العلاقات المشتركة، ويميل الجانبان إلى زيادة وتيرة التعاون والتنسيق فى أحلك الظروف، الأمر الذى ثبتت فاعليته فى مناسبات متعددة. ما تأثير التقارب على العلاقة بين الشعبين؟ - تعد العلاقات السعودية المصرية أنموذجاً يحتذى، لاسيما ما تمثل فى الأعوام الماضية فى ظل قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولى العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، إذ ارتقت وتيرة التعاون والتنسيق الثنائى بين السعودية ومصر إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية من خلال تأسيس مجلس التنسيق السعودى - المصرى، وإبرام حكومتى البلدين نحو 70 اتفاقية وبروتوكولاً ومذكرة تفاهم بين مؤسساتها الحكومية، وتبقى العلاقات السعودية - المصرية ثابتة وصامدة، واجهت عقبات التاريخ الطويل، لأنه يجمع البلدين والقيادتين والشعبين وحدة الموقف ووحدة المصير. كيف ترى العلاقات السعودية المصرية ودورها على المحيط العربى؟ - العلاقة بين المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية تتسم بالعمق التاريخى والتعاون الاستراتيجى والتنسيق المستمر تجاه المسائل والقضايا التى تهمُّ البلدين على الساحتين الإقليمية والدولية؛ لدعم وتعزيز الأمن والاستقرار فى المنطقة والعالم، نظراً للمكانة العالية والموقع الجغرافى الذى يتمتع به البلدان، مما عزَّز من ثقلهما على الأصعدة العربية والإسلامية والدولية. ما أهم الملفات التى تتعاون فيها السعودية ومصر؟ - تطور العلاقات السعودية - المصرية بالتأكيد ينعكس إيجاباً على القضايا العربية والمشكلات فى دول المنطقة بدءاً من سوريا ومروراً بليبيا وانتهاء باليمن والعراق، ووقف ومنع أى محاولات للعبث أو التدخل فى شئون المنطقة ومواجهة التطرف والإرهاب وأذرعه وميليشياته؛ يضع الدولتين فى موقف واحد فى تعاطيه مع المنطقة، فالتحالف المتوازن بين السعودية ومصر يقوم على رفض كل التدخلات الإقليمية فى شئون الدول العربية. عمق العلاقات استثمار اللغة الدبلوماسية التى دأب الطرفان على استخدامها نظراً لحكمتهما ولعمق العلاقة الاستراتيجية، كان عاملاً مهماً وناجحاً فى معالجة قضايا المنطقة، كما أن التلاقى السعودى - المصرى هو تكامل أدوار لأكبر قوى عربية وإقليمية فاعلة فى المنطقة، يربطه تاريخ طويل، وليس وليد اليوم وليس موجهاً ضد أحد، بل كان الدور المشترك السعودى - المصرى داعماً ورافداً لقضايا الأمة العربية والإسلامية.