يخضع الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، للمحاكمة أمام إحدى المحاكم في مدينة نيويورك الثلاثاء، حيث يواجه 30 اتهاما، تشمل التهرب الضريبي والتزوير ومحاولة التأثير في الرأي العام، ليصبح أول رئيس وسياسي في الولاياتالمتحدة يخضع للمحاكمة على مثل هذه الاتهامات، ما يقلل فرصته في الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة. وأشارت تقارير إعلامية إلى أن فريقا من المدعين في نيويورك انتهوا من جمع العديد من الوثائق والأدلة التي تثبت إدانة ترامب في تلك الاتهامات، قبل الإعلان عنها بشكل رسمي. وتوقعت مصادر مطلعة أن تشهد المحاكمة مفاجآت مدوية، من خلال الكشف عن قائمة اتهامات جديدة، لم يتم الإعلان عنها من قبل هيئة الإدعاء حتى موعد بدء المحاكمة. سيناريوهات التصعيد في شوارع نيويورك ونقلت شبكة «سكاي نيوز عربية» عن مهدي عفيفي، العضو في الحزب الديمقراطي، قوله إن توجيه الاتهامات رسميا إلى الرئيس السابق، استغرق وقتا طويلاً من جانب المدعي العام في نيويورك، لتفادي سيناريوهات الضغط أو التصعيد المحتملة في الشارع، من جانب مؤيدي ترامب، الذين هددوا بتنظيم احتجاجات واسعة في شوارع نيويورك. تتمثل القضية في اتهام الرئيس الجمهوري السابق بتقديم رشوة انتخابية لممثلة إباحية، للتغطية على علاقة غير شرعية معه أثناء حملته الانتخابية، وفي الطريقة التي جرى بها تقديم الرشوة، بالإضافة إلى عدد من الاتهامات الأخرى تتعلق بالتهرب الضريبي، وبحسب مصادر أمريكية تتضمن القضية 30 اتهاماً، تمت الموافقة على توجيهها إلى ترامب، من جانب هيئة الإدعاء. ردود الفعل المتوقعة من جانب أنصار ترامب وحول ردود الفعل المتوقعة على محاكمة الرئيس الأمريكي السابق، من جانب أنصاره ومؤيديه، أشارت الشبكة الإخبارية، نقلاً عن العضو في الحزب الديمقراطي، إلى أنها يمكن تقسيمها لمحورين، الأول على المستوى السياسي، ويتمثل في رفض الحزب الجمهوري الاتهامات الموجهة لترامب، مرشح الحزب المحتمل للانتخابات الرئاسية في 2024، سواء بالفساد أو أي اتهامات أخرى. أما السيناريو الثاني، بحسب «عفيفي»، يتمثل في احتمالات التصعيد من جانب مؤيدي ترامب، الذين هددوا بتنظيم احتجاجات في نيويورك، ما دفع شرطة المدينة إلى إعلان حالة التأهب، للتصدي لأي محاولات محتملة، ويسعى الرئيس السابق نفسه إلى تغذية هذا الاتجاه بشكل كبير، بهدف حشد تعاطف مزيد من الأمريكيين في حالة ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة. أول رئيس سابق يواجه اتهامات بالفساد وتُعد الاتهامات الموجهة لترامب سابقة في تاريخ الولاياتالمتحدة، لم تحدث مع أي رئيس أو سياسي أمريكي قبل ذلك، ما يجعل القضية مثار جدل كبير، ولم يكن من السهل توجيه هذه الاتهامات للرئيس السابق، خلال فترة رئاسته، كما أن القوانين الأمريكية لم تتعامل مع هذا النوع من القضايا من قبل. وتشمل القضية 10 من مساعدي ترامب، من المفترض أنهم سيخضعون للمحاكمة معه في مدينة نيويورك، على رأسهم محاميه الخاص، كما يواجه الرئيس السابق اتهامات أخرى في واشنطن وولاية جورجيا، تتعلق باحتمالات ترشحه للانتخابات بشكل مباشر، وفقاً لقوانين الولاية والقوانين الفيدرالية، وهو أمر تصفه مصادر قانونية بأنه «مسألة في غاية الخطورة». 3 سيناريهات لما بعد بدء محاكمة ترامب وهناك 3 سيناريوهات متوقعة لما بعد البدء في محاكمة الرئيس الأمريكي السابق، يتمثل الأول في قبول ترامب الاتهامات الموجهة إليه، والإقرار بالإدانة أمام المحكمة، وتقبل الحكم الصادر عنها، إلا أنه من المستبعد أن يلجأ ترامب إلى هذا الخيار، بينما يتمثل الخيار الثاني في أن يرفض قاضي المحكمة جملة الاتهامات، ويعيدها إلى الإدعاء مرة أخرى، وهو أيضا سيناريو مستبعد إلى حد كبير. أما السيناريو الأرجح، بحسب «عفيفي»، يتمثل في إنكار ترامب للاتهامات الموجهة إليه، والبدء في إجراءات تداول قانوني للقضية، من خلال استدعاء وسماع الشهود، وتناول الوثائق لحين الحكم في القضية، ويُعتقد أن الرئيس السابق يفضل هذا الخيار، لأنه يساعده في حشد تعاطف شعبي كبير، يمكنه من خوض منافسة قوية في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
