تناولت الحلقة السابعة من مسلسل رسالة الإمام، مشهدا يتجول فيه الإمام الشافعي بأحد الأسواق ليجد عددا من النساء يصنعن كسوة الكعبة وهنا يقول الإمام: «مصر أرض الخير تصنع كسوة جدران بيت الله الحرام وترسله لنا في الحجاز.. اللهم احفظ مصر وأهلها واجعل أمة الإسلام في رباط إلى يوم الدين»، كما يهديه شيخ النساجين عباءة هدية. وبعد ظهور صناعة كسوة الكعبة في مصر ضمن أحداث مسلسل رسالة الإمام، تستعرض «الوطن» بعض التفاصيل عن تاريخ خروج كسوة الكعبة من مصر. تاريخ صناعة كسوة الكعبة انفردت مصر بصناعة كسوة الكعبة لعقود طويلة، إذ كان يتم تصنيعها بأيادي المصريين، وتُزف في مكوب مهيب حتى تصل إلى مقرها في بيت الله الحرام، حيث بدأت بعد فتح مكة مباشرة عندما قامت امرأة بحرق كسوة الكعبة دون قصد، وذلك أثناء تبخيرها فكساها سيدنا «محمد صلى الله عليه وسلم»؛ بيديه الشريفتين بحبرات يمانية بيضاء وقباطي مصرية. وكان أول من طالب بعمل كسوة للكعبة من بيت مال المسلمين في مصر، هو أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، إذ صنعها في مصر على نفقته الخاصة ثم سلمها لسدنة الكعبة من بني شيبة للقيام بكسائها. مصر تفوز بصناعة كسوة الكعبة وبعد منافسة جميع البلدان العربية على نيل هذا الشرف، فازت مصر بالنصيب الأكبر لصناعة كسوة الكعبة، لشهرتها الكبيرة في صناعة المنسوجات وخاصة في العصر المملوكي؛ إذ انفردت مصر في هذا العصر بصناعة كسوة الكعبة طوال 275 عامًا تقريباً. ويعد الظاهر بيبرس أول من كسا الكعبة في ذاك العصر، عام 661 هجريا، كما بدأ في عصره أول احتفال للمحمل المصري؛ إذ كانت تطوف الجمال والخيول حاملة كسوة الكعبة، وكسوة غرفة النبي «صلي الله عليه وسلم» بشوارع القاهرة في احتفال يحضره السلطان وكبار رجال الدولة، قبل ذهاب الكسوة إلى مكانها في الكعبة الشريفة. ومع بداية عهد الدولة العثمانية، اهتم السلطان سليم الأول بزركشة كسوة الكعبة، وكسوة كسوة الحجرة النبوية، لتظل ترسل من مصر بانتظام بصورة سنوية يحملها أمير الحج معه في قافلة الحج المصرية في موكب عظيم، بينما في عهد محمد علي، توقف مصر لمدة 6 سنوات عن إرسال كسوة الكعبة، حتى عادت في 1228هجرية، إذ تأسست دار صناعة كسوة الكعبة عام 1233 بحي الخرنفش القريب من شارع المعز. وظلت كسوة الكعبة تخرج من مصر حتى توقفت عام 1961، وبدأت السعودية في صناعتها عام 1962.
