سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وزير الخارجية السابق ل«الوطن»: إسرائيل نصبت فخاً ل«مرسى» واستغلت رسالته ل«بيريز» سياسياً «العرابى»: مصر تعجلت إرسال سفير جديد إلى تل أبيب.. و«كأس» سالم كان بها «مياه».. وصيغة خطابات اعتماد السفراء ليست «قرآناً»
بصراحة، تحدث محمد العرابى، وزير خارجية مصر السابق، فى حوار ل«الوطن» حول الأزمة التى أثارها تسريب أوراق اعتماد السفير المصرى فى إسرائيل.. وطرح الدبلوماسى المخضرم، الذى سبق له العمل فى سفارة مصر بإسرائيل، تحليلا عميقاً حول الأخطاء المصرية، والاستغلال السياسى الإسرائيلى لها. * كيف تقيّم الأزمة التى أثارها تسريب أوراق اعتماد السفير المصرى الجديد لدى إسرائيل، وما تضمنته من عبارات حميمة بين الرئيس المصرى ونظيره الإسرائيلى؟ - بشكل مبدئى، سبق أن حذرت من الفخاخ وبالونات الاختبار الإسرائيلية للرئيس محمد مرسى، لأن هذا هو نهجهم، ومع ذلك نحن لا نتعامل معه بالشكل الجيد، وفى تقديرى فإن إسرائيل حريصة على إحراج النظام المصرى. وواقعة أوراق الاعتماد سبقتها واقعة أخرى، وهى رد الرئيس مرسى على خطاب التهنئة الذى أرسله له بيريز. * وما تفسيرك لهذا النهج الإسرائيلى؟ - إسرائيل تدرك أن النظام السياسى ومعادلات الحكم تغيرت فى مصر، وأن الغلبة أصبحت لتيار الإسلام السياسى، وبالتالى تسعى بأقصى جهد إلى الحصول على أكبر قدر من الاعتراف بها من جانب قوى الإسلام السياسى فى مصر، ويجب علينا فى مصر أن نجد وسيلة لا توقعنا فى مثل هذا الحرج المتكرر والفخاخ الإسرائيلية المتكررة. * معنى كلامك أن قيمة هذه الأوراق تتجاوز الصورة البروتوكولية؟ - ليست الأوراق فى حد ذاتها، ولكن توظيف الأوراق، بمعنى أن هذا الخطاب من الناحية الدبلوماسية خطاب تقليدى ذو صفة رسمية، يذهب إلى جميع رؤساء وملوك دول العالم، ويقدم فى إطار مراسمى بحت، ولكن إسرائيل وظفت الأشياء المراسمية وحوّلتها إلى مكاسب سياسية. * هل تعتمد «الخارجية» صيغة ثابتة لخطابات الاعتماد لا تتغير؟ - خطابات الاعتماد للسفراء لها صيغة واضحة، لكنها ليست ثابتة، بمعنى أنها «ليست قرآنا»، وفى الوضع الحالى مع إسرائيل كان يمكن تخفيف العبارات التى حملها الخطاب، واستبدال بعض العبارات، وإسرائيل لن تعترض أو تحتج لأن مضمون الخطاب فى حد ذاته سيكون مناسبا للغرض منه فحسب، فضلا عن كون إسرائيل حريصة على وجود سفير مصرى لديها فى هذه الفترة، وإن كانت لى وجهة نظر مختلفة فى هذا الأمر. * وما وجهة نظرك المختلفة؟ - لم يكن هناك داع من الأساس للتعجيل بإرسال سفير مصرى جديد لإسرائيل، وتنفيذه لمهمته الدبلوماسية مع بقية زملائه الذين شملتهم الحركة الدبلوماسية فى نفس التوقيت، وكان من الممكن أن نؤخر إرساله شهرا أو شهرين، ويتولى القائم بالأعمال المهمة، وهذا التأخير كان سيرسل رسالة دبلوماسية من مصر إلى إسرائيل، دون أن تتكبد مصر أى تكلفة سياسية. * صورة «نخب» السفير عاطف سالم مع شيمون بيريز أثارت بدورها جدلاً كبيراً.. فما رأيك؟ - أستطيع أن أجزم لك أن كأس عاطف سالم كان بداخله «مياه» وليس شيئا آخر، وفى العادة تستثنى إسرائيل جميع صور السفير المصرى الجديد مع الرئيس الإسرائيلى أثناء تسليم أوراق اعتماده وتنشر صورة النخب، وهذا ما سبق أن حذرت منه السفير المصرى السابق لدى إسرائيل ياسر رضا، قبل أن يذهب لاستلام عمله فى تل أبيب، وأستطيع أن أجزم أيضاً أن عاطف سالم يدرك ذلك، وهذا النخب تقليد عندهم، ولكن علينا أن نعى أن السفير المصرى فى إسرائيل مكلف بمهمة وطنية، والسفير الحالى يقوم بمهمته فى توقيت غاية فى الصعوبة. * من واقع خبرتك فى العمل الدبلوماسى فى إسرائيل.. كيف سيوظف «الخطاب» داخل تل أبيب؟ - التوظيف تم بالفعل، وأثبتوا للداخل أنهم قادرون على إقامة علاقات مريحة مع النظام المصرى الجديد، وأنهم فى وضع استراتيجى مطمئن تجاه الجبهة المصرية، بعد شهور من القلق والخوف الشديد، عاشوها منذ قيام ثورة يناير.