تعود عجلة الدوري الإسباني للدوران من جديد، بعد توقف دام لأسبوعين نظرا لخوض المنتخبات العالمية لتصفيات كأس العالم 2014. وكان الجولة السابعة من الدوري قد شهد تعادل برشلونة وريال مدريد إيجابيا بهدفين لكل منهما، وهي النتيجة التي أفرحت العديد من المستفيدين منها وأكبرهم فريق أتلتيكو مدريد، الذي يشهد طفرة كروية خلال الموسم الجاري بفضل فكر مديره الفني الأرجنتيني الشاب دييجو سيميوني البالغ 42 عاما، ومهاجمه الكولومبي رادميل فالكاو، حيث استغل تعثر برشلونة وخسارته لأول نقطتين هذا الموسم، وحقق فوزا هاما على ضيفه ملقا بهدفين لهدف في الدقيقة الأخيرة، ليرتفع رصيده إلى 19 نقطة في المركز الثاني بفارق هدف واحد مع برشلونة. فوز أتلتيكو مدريد وارتفاعه في جدول الترتيب لمركز الوصافة، يعد امتدادا طبيعيا لطفرته الكروية التي مكنته من التحول من فريق متوسط المستوى يقبع في وسط جدول الدوري الإسباني إلى بطل دوري أوروبا للمرة الثانية خلال ثلاث سنوات، وبطل كأس السوبر الأوروبي على حساب تشيلسي الإنجليزي، حامل لقب دوري أبطال أوروبا بنتيجة 4-1. وأتت هذه البطولات عن قوة واستحقاق، حيث يتميز أسلوب أتلتيكو مدريد بالكرة الهجومية المنظمة والدفاع الصلب، والدليل أن الفريق يمتلك ثاني أقوى خط هجوم في الدوري الإسباني برصيد 18 هدفا بفارق هدف واحد عن برشلونة، واستقبلت شباكه 8 أهداف فقط خلال 7 مباريات، كما أن مهاجمه فالكاو أصبح المنافس الأول لكرستيانو رونالدو، وليونيل ميسي، على جائزة هداف الدوري، حيث تساوى معهما على قمة الهدافين برصيد 8 أهداف. ثاني المستفيدين من تعادل الكبيرين برشلونة وريال مدريد، هو فريق ملقا الواعد الذي حقق المركز الرابع في دوري الموسم الماضي، والتحق بدوري أبطال أوروبا بعد الفوز على باناثينايكوس اليوناني في الملحق بهدفين دون رد، ثم حقق العلامة الكاملة وارتقى لصدارة المجموعة الثالثة بالفوز بثلاثيتين على زينيت سان بيترسبورج الروسي وأندرلخت البلجيكي، ويحتل ملقا المركز الثالث في الدوري الإسباني برصيد 14 نقطة، بفارق 3 نقاط عن ريال مدريد. ويعد ملقا أحد الفرق التي غيرت خارطة قوى الدوري الإسباني، حيث صعد إلى الدرجة الأولى في موسم 2008- 2009، وسلك طريقه حتى وصل للمراكز المتقدمة في الدوري التي كانت تخص فرق مثل إشبيلية وفالنسيا وفياريال وإسبانيول. ويمتلك ملقا عدد من اللاعبين المميزين تحت قيادة مانويل بيليجريني، المدير الفني السابق لفريق ريال مدريد، وأبرزهم خواكين، وسافيولا، وروكي سانتا كروز، والشاب الصاعد إيسكو، وخط دفاع بقيادة الأرجنتيني مارتن ديميكليس، هو الأقوى في الدوري. وبالمثل، يقدم فريق ريال بيتيس، العائد للدرجة الأولى خلال الموسم الماضي، أداءً مميز في الموسم الجاري، وجمع 12 نقطة من 7 مباريات احتل بهم المركز الرابع، بفضل مجموعة متماسكة من اللاعبين أهمهم الثنائي روبين كاسترو وخورخي مولينا وصانع الألعاب المميز بينيات الذي صنع 4 أهداف في 7 مباريات. وعلى النقيض من الطفرة المميزة التي تشهدها مستويات فرق أتلتيكو مدريد وملقا وبيتيس، هبط مستوى فرق أخرى لتحتل مراكز غير معتادة في وسط وقاع الجدول، بعدما كانت أندية القمة المتنافسة على مراكز ما بعد برشلونة وريال مدريد، مثل إشبيلية الذي يحتل المركز السابع، وفالنسيا - صاحب المركز الثالث، والشهير ببطل الدوري الإسباني الحقيقي - الذي يحتل المركز الرابع عشر، وأتلتيك بيلباو الذي يحتل المركز السادس عشر، وإسبانيول متذيل الجدول الذي لم يحقق أي فوز.