إطلاق أول قناة وثائقية مصرية خطوة طال انتظارها، وهو ما لقى إشادات واسعة بين عدد من الكتاب الصحفيين ورؤساء تحرير الصحف والمواقع الإخبارية، مؤكدين أنهم ينتظرون الكثير من الجهود التى تحقق التفوق فى هذا التخصص الإعلامى المهم، الذى يجمع بين المعرفة والإمتاع. «المملوك»: مصر كانت في حاجة لقناة تعرض محتوى جادا وقال الكاتب الصحفى محمود المملوك، رئيس تحرير موقع القاهرة 24، إن مصر كانت فى حاجة لقناتين إخبارية ووثائقية، وقد آن الأوان كى يكون لمصر قناة وثائقية كبيرة ذات قيمة تعرض محتوى ذا قيمة ومختلف جاد به سرد وتفاصيل تواكب به باقى قنوات المنطقة. وأضاف «المملوك» أن إطلاق قناة وثائقية مصرية خطوة تأخرت كثيراً، ولكن أن تأتى متأخرة خيرٌ من ألا تأتى إطلاقاً، خاصة أنها تطلبت مجهودات جبارة منها المادى، والذى قد يصل إلى ميزانيات دول، لافتاً إلى أن حرص مصر على إطلاق أول قناة وثائقية فى هذا الوقت يعنى إدراك الإدارة والقائمين على الشركة المتحدة والإعلام فى مصر لأهمية وقيمة القناة الوثائقية، وأهمية المحتوى الوثائقى عامة. وأشار الكاتب الصحفى إلى أن اختيار أحمد الدرينى، رئيساً لقطاع الإنتاج الوثائقى، اختيار موفق ويليق بشخصية أبلت بلاءً حسناً فى سلسلة حلقات برنامجه «عن قرب»، وأفلامه الوثائقية التى كان ينتجها ضمن الوحدة الوثائقية بقناة «DMC»، ويأتى اختياره كرئيس لقطاع الإنتاج تكليلاً للنجاحات التى بذلها فى هذا السياق، واصفاً إياه ب«أنبه أبناء جيلنا». وتابع «المملوك» أن شريف سعيد، رئيس القناة، مع «الدرينى» يشكلان «دويتو وثائقى» ناجحاً جداً مكوناً من مخرج ومسئول عن كتابة المحتوى، وقدما معاً تجربة ناجحة، ولذلك يكملان بعضهما سواء فى الوحدة الوثائقية أو فى قطاع الإنتاج الوثائقى الجديد، مضيفاً أنه يتمنى للقناة وللعاملين فيها أن يقدموا خطوة فى طريق الريادة المصرية. «الشحات»: تسد نقصا في المعرفة الصحيحة وتحدث الكاتب الصحفى سعيد الشحات، عن حماسه لخطوة إطلاق القناة الوثائقية الجديدة التى اعتبرها تسد نقصاً واضحاً وكبيراً فى المعرفة التاريخية الصحيحة، حيث كانت مصر تعانى تشويهاً متعمداً ومنهجياً لتاريخها منذ سنوات طويلة، وبجرأة كبيرة بلغت حد تحويل الانتصارات إلى هزائم، وذلك بهدف تفريغ الذاكرة الوطنية من كل إضاءاته الملهمة وانتصاراته العظيمة. ويرى «الشحات» أن التصدى لعمليات التشويه هذه هو التحدى الكبير أمام القناة الوثائقية، حيث إن المطلوب منها هو إصلاح هذا الأمر بالأدلة وجاذبية المحتوى شكلاً ومضموناً، والاعتماد على أهل الاختصاص، مضيفاً أنه لديه تفاؤل كبير بالقدرة على أن يتم هذا من القائمين على القناة، ويؤكد ذلك الجهود السابقة الممتازة للأعمال التى أنجزتها وحدة الأفلام الوثائقية خلال الفترة الماضية: «كان لى شرف المشاركة كضيف فى بعضها». ومن واقع أنه كاتب صحفى مهتم بالتاريخ وأحداثه، يؤكد «الشحات» من تجربته أن هناك تعطشاً هائلاً لمعرفة أحداثه، شرط جاذبية تناوله ونزاهة وأمانة معالجته، إذ إن أقصر طريق إلى قلب وعقل المتابع هو الصدق معه، ولذلك يأمل من القائمين على القناة أن تكون المواد الوثائقية متنوعة ولا تقتصر على الجانب السياسى فقط، وإنما تمتد إلى قضايا الثقافة والفكر والفن والاقتصاد والمجتمع، والبحث والتنقيب عن الذين قدموا أعمالاً عظيمة ولم يأخذوا حقهم فى التاريخ، إما عمداً أو سهواً، وهناك عشرات الأمثلة على ذلك. قال الكاتب الصحفى أحمد أيوب، رئيس تحرير مجلة المصور، إن الأسرة الإعلامية والصحفية فى مصر انتظرت إطلاق قناة وثائقية مصرية تعبّر عن رؤيتها المحايدة، خاصة أن جميع القنوات الوثائقية الخارجية تتبنى وجهات نظرها فى العمل الذى تقدمه، لافتاً إلى أن مصر لديها من التاريخ ما يُترجَم إلى آلاف الأفلام الوثائقية من الأحداث الكبرى والثورات والحروب والشخصيات والعلماء والعباقرة والقادة، وكذلك قراها ومدنها. وأكد «أيوب» أن الكوادر المصرية لديها القدرة على تنفيذ أفلام وثائقية تنال إشادات وإعجاب العالم أجمع، خاصة إذا وُزعت وتُرجمت إلى لغات مختلفة، مضيفاً أن مصر أولى بقنواتها وتاريخها لتقديمها فى أفلام وثائقية من إنتاجها، ولذلك التحية واجبة للشركة المتحدة على هذه الخطوة. وأوضح رئيس تحرير مجلة المصور أن الأفلام الوثائقية فى غاية الأهمية على مستوى المعرفة والوعى والتأثير، وكذلك تحقق مكاسب، إذ يطلبها العالم أجمع، مستكملاً أن جميع القنوات الوثائقية الدولية والعالمية تأتى إلى مصر لتصوير أفلامها بها، مضيفاً أن مصر لديها الكوادر والموضوعات وبالتالى من غير المعقول ترك كل هذا للغير: «دى بضاعة مصرية أهدرناها كتير جداً وجاء الوقت لنحقق طفرة واسعة فى هذه الصناعة المهمة». وقالت الإعلامية رانيا هاشم، عضو المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، إن القناة الوثائقية التى أعلنت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية عن إطلاقها ستخدم الأجيال الجديدة، الباحثة عن السرعة وليس لديها وقت للقراءة أو الاطلاع، ولا سيما أن المعلومة عندما تكون مقترنة بصورة مشوّقة ومؤثرات سمعية وبصرية يصبح تأثيرها عميقاً. وأضافت «رانيا»، فى تصريحات خاصة ل«الوطن»، أنّ المُشاهد يبحث عن هذا النوع من المحتوى الوثائقى الخاص بالشخصيات العامة أو الأماكن أو الموضوعات، سواء المصرية أو الدولية التى تعود بهم إلى عشرات السنوات بطريقة عرض بسيطة وسهلة لتوثيقها فى أذهانهم بدلاً من البحث عن الموضوعات والتقارير.