صناعة النجم ليست مجهوداً فردياً يقوم به شخص واحد، وإنما هى فكر وعمل وتخطيط كبير يحتاج لوقت ومتابعة حتى يظهر ويحقق النجاح المطلوب، وقد خطت مصر خطوة عظمية فى هذا الملف بإنشاء مشروع «كابيتانو مصر» الذى أطلقته الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة، كأكبر برنامج مصرى لاكتشاف مواهب كرة القدم، والعودة للمنصات القارية والعالمية، واستعادة هيبة وإنجازات الجيل الذهبى للفراعنة. تُولى الدولة المصرية اهتماماً كبيراً بمشروع «كابيتانو مصر» لاكتشاف المواهب وتكرار تجربة محمد صلاح، وشهدت الأيام الماضية زيارة خاصة من جانب الرئيس عبدالفتاح السيسى للمشروع، للتعرف عن قرب على المشروع وزيادة الاهتمام به، كما يحرص الدكتور أشرف صبحى على متابعته بشكل مستمر من خلال الزيارات الميدانية. ويهدف برنامج «كابيتانو مصر» للبحث عن أصحاب الموهبة، من مواليد 2008، والارتقاء بالكرة المصرية خلال الفترة المقبلة، من خلال استغلال المواهب المهمشة، والتركيز على أصحاب السن الصغيرة، لإعداد جيل جديد قادر يقود مصر لتحقيق إنجازات تاريخية فى كل المحافل العالمية. وجاب المشروع عدداً كبيراً من محافظات مصر خلال الأشهر الأخيرة، فى محاولة لاكتشاف واستقطاب المواهب الموجودة من أجل اختيارها والاهتمام بها من خلال المشروع لبناء جيل قوى لمصر يستطيع وضع الكرة المصرية فى مكانتها المناسبة. ولم يكن أمام منتخب المغرب الذى غاب عن الظهور فى كأس العالم بنسختى 2002 و2006، وخسارة نهائى أمم أفريقيا عام 2004 على يد المنتخب التونسى، إلا قرار تاريخى يغيّر شكل كرة القدم فى البلاد، وهو ما حدث بإنشاء أكاديمية محمد السادس، بحثاً عن مواهب كرة القدم وبناء جيل قوى. أصبحت أكاديمية محمد السادس هى النواة الأساسية لمشروع كبير، وصل به أسود الأطلس حتى الآن إلى نصف نهائى كأس العالم 2022 فى إنجاز تاريخى للكرة العربية خاصة، والأفريقية بشكل عام، حيث يُعد أحد برامج التنمية، لمعالجة أزمة قلة المرافق الرياضية، وتراجع عدد ومستوى لاعبى كرة القدم الموهوبين فى صفوف أسود الأطلس. ونشأت الفكرة فى عام 2007، ليتم تدشينها بشكل رسمى فى مدينة سلا المغربية، عام 2009، لكى تستوعب 60 طالباً، تتراوح أعمارهم بين 12 و18 عاماً، وتكلفة بناء الأكاديمية وصلت إلى 16 مليون دولار تقريباً، على مساحة 30 ألف متر مربع، وتُعد أحد أكبر المراكز الرياضية فى العالم، وساهمت فى تطور مستوى كرة القدم بالبلاد، ووصفها الاتحاد الدولى لكرة القدم (فيفا) بأنها جوهرة كرة القدم المغربية، قبل انطلاق منافسات المونديال. عمل المدربون فى أكاديمية محمد السادس على ثلاثة محاور، وهى الاهتمام بمرحلة ما قبل تكوين لاعب الكرة بشكل عام بين 12 و14 عاماً، ثم المرحلة الثانية وهى للفئة العمرية بين 14 و16 سنة، ثم أخيراً الفئة الثالثة بين 16 و18 سنة، والتى يتم فيها إعداد اللاعبين لمرحلة التحول للاحتراف، واللعب فى الأندية، سواء محلياً أو خارجياً. الأكاديمية هى البوابة لانطلاق العديد من المشروعات الرياضية فى المغرب، بداية منذ عام 2015، حيث تم إطلاق عدة أكاديميات مماثلة، فى مدن مثل أغادير وطنجة، ونجحت فى إنتاج بعض اللاعبين، الذين يُعتبرون صناعة مغربية بنسبة 100%، ليلعبوا بعد ذلك دوراً رئيسياً فى إنجاز المغرب التاريخى، حيث تحتوى تشكيلة أسود الأطلس فى مونديال 2022 على 3 لاعبين من أبناء أكاديمية محمد السادس، هم يوسف النصيرى، وعز الدين أوناحى، والمدافع نايف أكرد، وهم يلعبون فى الدوريات الأوروبية الكبرى.