تسببت الأمطار وسوء الأحوال الجوية التي شهدتها محافظة البحيرة على مدار الثلاثة أيام الماضية، في غرق الشوارع الرئيسية والميادين والأسواق العامة بمدن ومراكز المحافظة، ما أدى إلى شلل بحركة البيع الشراء داخل الأسواق، وارتفاع نسبة الغياب داخل المصالح الحكومية. وتسببت الأمطار والعواصف أيضًا في انقطاع الكهرباء عن العديد من القرى بالمحافظة، وتوقف محطات رفع مياه عن العمل، ما تسبب في انقطاع المياه، وأغلقت العديد من المساجد أبوابها أمام المصلين؛ بسبب غرق الشوارع بمياه الأمطار المختلطة بالصرف الصحي، فيما عجز أهالي كفر الدوار عن اتباع الجنائز خلال الأيام الماضية بسبب غرق حي "بولس" الكائن به مقابر المدينة. وقال محمد حسن فرغلي، صاحب محل بقالة بكفر الدوار، كشفت الأمطار عجز المسئولين في مواجهة حالات الطوارئ، وتسبب الإهمال الذي شهدته المدينة خلال السنوات السابقة، في حدوث كارثة لحقت بجميع التجار والأهالي بالمدينة، مشيرًا إلى أن الأهالي طالبوا بإصلاح شبكة الصرف الصحي، خلال الفترة السابقة، وهو ما تقاعس عنه المسئولين بالوحدة المحلية، مؤكدًا أن غرق الشوارع سببه توقف ماكينات الصرف بمحطات الطرد عن العمل، وهو ما أدى إلى اختلاط مياه الأمطار بالصرف الصحي، مؤكدًا أن مسجد "الرحمة" أغلق أبوابه أمام المصلين ومنع صلاة الجنائز على المتوفين، خاصة أن المسجد كائن بجوار المقابر ويشيع منه جنائز الموتى بالمدينة، لافتًا إلى أن هناك ثلاثة متوفيين تم دفنهم دون خروج المشيعين خلفهم، وهو ما أصاب أهل المتوفين بحالة من الحزن والأسى. وقال عادل بدر التوني، موظف بمدينة أبوحمص، إن الوحدة المحلية بالمدينة، عجزت عن كسح المياه المتراكمة بالشوارع الرئيسية خاصة بوسط المدينة، وأمام مجمع المواقف والأسواق، وهو ما أدى إلى حالة من الشلل، بسبب عدم تمكن المواطنين من التسوق، أو استقلال السيارات للذهاب إلى أي مكان. وأضاف أن السائقين لم يجدوا بديلًا لتحميل الركاب من خلاله، ما دفعهم إلى امتناعهم عن العمل خلال أيام الأمطار، لافتًا إلى حالة الكساد التي سيطرت على الأسواق، وإغلاق العديد من المحلات أبوابها بعد أن غرقت الشوارع بالمياه. وفي مدينة دمنهور اشتكى سائقو التاكسي والسيرفيس، من غرق نفق السكة الحديد بوسط المدينة بمياه الأمطار والصرف الصحي، ما تسبب في انقطاع حلقة الوصل بين الجانبين، مشيرين إلى اضطرارهم للذهاب لمسافات طويلة لتوصيل الركاب، ما أدى إلى تعطل مصالح المواطنين، وزيادة العبء المادي على كاهل السائقين، خاصة بعد امتناع الركاب عن دفع أجرة إضافية. ومن جانبهم، اكتفى رؤساء الوحدات المحلية بمدن ومراكز المحافظة، بدور المشاهد حيال في حين عجزت كساحات ومحطات الصرف بتلك المدن عن "شفط" مياه الأمطار، ومازالت معاناة الأهالي مع الشوارع موجودة حتى الآن، في ظل تقاعس المسئولين هناك.