شوارع ممهدة، أرصفة ملونة، مقاعد رخامية لراحة المارة، أرضيات جديدة، ممرات مخصصة للموتوسيكلات، نافورة بحجم كبير وسط الأشجار والحدائق.. هكذا تبدو منطقة العرب الشعبية بحى المعادى، بعد تطويرها، لكن تجديدات الحى التى تمناها أهالى المنطقة طوال سنوات من الإهمال ذهبت حين فوجئوا بالفواعلية يحتلون أرصفة الميدان من جديد. «الحلو ما بيكملش»، جملة لخص بها أحمد زكريا، أحد سكان المنطقة قبل 55 عاماً، حالها حتى بعد تطويرها، «الواحد ما صدق حاجة حلوة تحصل فى حتته، بقالنا سنين عايشين فى شوارع كلها طفح مجارى، وجناين ما فيهاش زرع، لدرجة إن أرض الرصيف كان ما فيهاش بلاط وأى طفل يقع يتعور، ويوم ما ينضفوا المنطقة ونحس إننا بنى آدمين لازم حاجة تيجى تضيع الحلو»، لم تكتمل فرحة الرجل الستينى بتطوير منطقته بسبب انتشار الفواعلية فيها «ما صدقوا يلاقوا حتة نضيفة يقعدوا فيها، وفيه منهم بيقعد طول اليوم على المقاعد اللى الحى عملها جديدة، لدرجة إنه فيه منهم بينام فى الجنينة الجديدة، قدام بيوتنا، ده غير المعاكسات والمشكلات اللى ما بتنتهيش». أكثر من 20 يوماً عاشها محمد سامى، أحد سكان المنطقة، فى معاناة بسبب إغلاق الميدان والطريق المؤدى إلى بيته «ما كنتش بعرف أدخل بعربيتى ولا أركنها تحت البيت، وكل يوم أرجع من شغلى أمشى نص ساعة لأقرب مكان أركن فيه العربية من اللوادر اللى كانت شغالة فى الشارع، وفى الآخر عشان نلاقى المنطقة نضيفة بدل الخرابة اللى كنا عايشين فيها»، مضيفاً: «الفواعلية زمان كانوا بيقعدوا فى الميدان عندنا بس مش للدرجة دى عشان المنطقة كانت مليانة مجارى، وكأن الحى نضف المنطقة عشانهم وطول اليوم ضحك ونوم على الرصيف ويرموا زبالتهم فى الشارع ومنظر غير لائق، ولو حد كلمهم يقولوا ده شارع الحكومة». «إحنا من زمان بنقعد هنا عشان ده مكان أكل عيشنا، وكنا راضين وهو فيه زبالة ومن بعد ما نضف استحالة نسيبه»، قالها «عبدالراضى»، فواعلى، مؤكداً أن أصدقاءه فى المهنة بالمنطقة لم يملكوا أماكن أخرى ليجلسوا فيها غير منطقة العرب «دى منطقتنا من بدرى والناس بتيجى تنادينا بالأسامى، لو رحنا مكان تانى الزبون مش هيعرف مكاننا، ده غير إننا مش هنلاقى أنضف من كده نقعد فيه، عشان صعب نقعد فى مكان مش شعبى، السكان مش هيقبلوا قعدتنا فى الشارع قدام بيوتهم».