«سيناء تحمل بصمات مصر، حضارة وثقافة وطابعاً وسكاناً، هى مصر الصغرى، كونها امتداداً وتصغيراً لصحراء مصر الشرقية»، بهذه الكلمات وصف عالم الجغرافيا الكبير جمال حمدان سيناء فى كتابه المهم «سيناء فى الاستراتيجية والسياسة والجغرافيا». هى أيضاً «ليست مجرد صندوق من الرمال كما قد يتوهم البعض، إنما هى صندوق من الذهب مجازاً كما هى حقيقية»، وفق ما ذكره «حمدان».. هذا الصندوق نفضت عنه الدولة المصرية التراب بإطلاق استراتيجية وطنية لتنمية شبه جزيرة سيناء انطلقت فى عام 2013 وتواصلت مراحلها، حتى باتت سيناء اليوم أرضاً جاذبة للاستثمار والمعيشة الواعدة. يد الإرهاب التى عبثت بتلك البقعة الغالية، قُطعت بغير رجعة، والتضحيات الغالية التى قدّمها رجال الجيش والشرطة وأبناء سيناء، لم تذهب سُدى، فقد مهّدت الطريق للتنمية واستعادة وجه الحياة، «حيث كان ماء النيل هو الذى يروى الوادى، وكان الدم المصرى الذى يروى رمال سيناء»، يقول جمال حمدان ذلك للتدليل على قُدسية هذه الأرض.. موطن التجلى الأعظم وأرض الوادى المقدّس ومسار رحلة العائلة المقدسة. هنا على أرض الفيروز، وبعد عقود من الإهمال، تتواصل ملاحم يومية من أجل التنمية والتعمير، مشروعات قومية عملاقة اقتصادية واستثمارية «طرق وموانئ ومطارات ونهضة زراعية، وغيرها»، وفى القلب من ذلك خطط ومشروعات لخدمة المواطن على محورى بناء الإنسان ورفع جودة الحياة، فجاءت مشروعات البنية التحتية لتُمهد الطريق لتنمية شاملة. وبعد أيام، تتّجه أنظار العالم إلى سيناء فى «شرم الشيخ»، لمتابعة فعاليات قمة تغير المناخ cop27، التى يشارك فيها مئات من رؤساء الدول والحكومات والمسئولين، على أرض مصر، بما تمثله من صوت لقارة أفريقيا والدول النامية.. ومن جانب آخر تعكس استضافة مدينة السلام لتلك القمة ثقة دولية كبرى فى مصر وقيادتها وأمنها الذى يمتد لكل شبر فى أرض الوطن. هنا تفتح «الوطن» ملف تنمية وتعمير سيناء، ضمن سلسلة ملفاتها عن «الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان»، بعنوان «مصر بتتغير»، ونلقى الضوء على الحاضر المشرق والمستقبل الواعد الذى ينتظر شبه جزيرة سيناء، لتثبت الدولة بحق أن سيناء.. هى شراع سفينة الوطن.