وصف محللون قرار قطر بإغلاق قناة "الجزيرة مباشر مصر"، بأنه أكبر تنازل قدَّمته قطر استجابة للحملة التي قادتها المملكة العربية السعودية على مدى الثمانية عشر شهرًا الماضية لحث الدوحة على وقف دعمها لجماعة الإخوان، واختلطت مشاعر الإحباط والتحدي مع الفرحة والسخرية والتشكيك، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عقب إعلان شبكة الجزيرة القطرية إغلاق قناة "الجزيرة مباشر مصر"، حيث أكد بعض النشطاء أن إغلاقها يعد صفعة لما تبقى من جماعة الإخوان، لأن "الجزيرة" كانت القناة الإخبارية الوحيدة المتبقية لهم لتشويه صورة مصر خارجيًا لتكون ذريعة في اضطراب العلاقات مع دول الجوار وترويج شائعة بأن مصر وجَّهت ضربات جوية لليبيا استهدفت معاقل الإسلاميين. وتغيرت لهجة قناة "الجزيرة مباشر مصر"، تجاه النظام المصري في لهجة نشرة القناة بتوصيف عبدالفتاح السيسي، ب"الرئيس السيسي"، بعد أن كان يتم وصفه عقب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي ب"قائد الانقلاب العسكري". وأيَّد عدد كبير من الإعلاميين مبادرة التصالح بين مصر وقطر، ورفضها بعضهم، وذلك بعد نجاح جهود المملكة العربية السعودية، في تخفيف التوتر بين القاهرةوالدوحة، بعد عام من التراشق الإعلامي والسياسي بين الدولتين، بينما هاجم بعض قيادات ومؤيدي الإخوان قرار غلقها واتهموا قطر بأنها تخلَّت عن دعم الثورة المصرية والثوار وأن قطر تتلقى الأوامر من الولاياتالمتحدةالأمريكية. ولم يتوقف الإعلامي أحمد المسلماني عن الهجوم على دولة قطر في أي من حلقات برنامجه قبل مبادرة الرياض وبعدها أيضًا، ولم يتوقف عن الهجوم إلا بعد إغلاقها نهائيًا، حيث شن هجومًا على وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم، قائلاً إن تليفزيون إسرائيل وقناة الجزيرة ينقلان سمومهما عبر أشخاص وهميين لا وجود لهم، وتغير موقف المسلماني، حيث وصف إغلاق "الجزيرة" بأن جبال الجليد بين القاهرةوالدوحة بدأت تنكسر وأن الخطوات التي اتخذتها قطر حتى الآن دليل على الرغبة في التقارب مع مصر وهي مؤشرات إيجابية، قائلًا: "مرحبًا بدولة وشعب قطر الشقيق". - من "شغلهم شمال" ل"عفا الله عما سلف" ونفتح صدرنا لقطر قيادة وشعب: كانت هذه كلمات الإعلامي تامر أمين، الذي استمر في الهجوم على قناة الجزيرة بعد المبادرة التي أطلقها خادم الحرمين، حيث علَّق "أمين" على إعلان قناة "الجزيرة مباشر مصر" وقف بثها من الدوحة، للحصول على تراخيص للبث من مصر بأن ذلك دليل واضح على عملهم بالمخالفة للقانون المصري، مشبهًا ما فعلته ب"توبة لص عن السرقة"، وكف تامر أمين عن الهجوم على قطر متأخرًا، حيث أكد أن إغلاق القناة قرار جيد قائلًا: - من "احترموا نفسكوا" ل"على استعداد الذهاب إلى الدوحة الآن" كان هذا التغير في موقف الإعلامي عمرو أديب من قناة الجزيرة، حيث وجَّه حديثه ل"الجزيرة": "بقولكوا احترموا نفسكم، أنا بقول وبحذَّر علشان بلدنا أهم من أي حد، النية سودة نفسكم توقعوا مصر"، وطالب أديب رئيس قناة الجزيرة بإصدار قرار بوقف الهجوم تمامًا على مصر مقابل وقف الإعلام المصري الهجوم على قطر وقيادتها، وتقمص أديب شخصية السادات قائلاً: "مستعد أذهب للدوحة للحديث عن مبادرة عاهل السعودية". - "من الهجوم على قطر إلى الانحناء لشعبها وقيادتها": استنكر الإعلامي جابر القرموطي موقف المذيعين المصريين بقناة الجزيرة، قائلًا: "اللي سابوا مصر وراحوا قطر يشتموا في مصرها يعملوا إيه دلوقتي لما يرجعوا، هيفضلوا يشتموا في البلد برضو"، بينما انحنى القرموطي بعد قرار إغلاق الجزيرة للشعب القطري على الهواء، قائلًا: "أنا عمري ما هشتم قطر تاني"، مضيفًا: "معظم المصريين اللي شغالين في الدوحة يتعاملوا بشكل محترم من القطريين، وده يجبرنا على عدم التجاوز في حقه واحترامه على الرغم من اختلافنا معه، وهو من أرقى الشعوب التي تتعامل مع المصريين". - من الاحتماء ب"الإمارات" ل"تأييد شعب قطر وقيادتها": ناشد الإعلامي أحمد موسى، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، أن يطلب من أمير قطر تميم بن حمد، خلال اجتماعهما، أن يشاهد قناة الجزيرة وما تبثه من سموم وأكاذيب ضد مصر، مشيرًا إلى أن "الجزيرة" تواصل نشر أكاذيبها والتحريض ضد الشعب المصري من خلال بث فيديوهات غير حقيقية، وحذَّر موسى من مخطط "الجزيرة" في إثارة الفتنة عقب الحكم ببراءة الرئيس الأسبق مبارك، قائلا: "خلوا بالكم من الجزيرة حيث تتعامل الآن وكأن 25 يناير قد عادت مرة أخرى". "الرئيس لا يحب الفخامة على شاشة الجزيرة"، هكذا عبر الإعلامي أحمد شوبير، على وصف مذيعات قناة الجزيرة، الرئيس عبدالفتاح السيسى ب"الزعيم"، وب"فخامة الرئيس"، بقوله: "الرئيس لا يُحب كلمة صاحب الفخامة، أو الزعيم، ويكفي أن نقول له سيادة الرئيس"، مضيفًا:" كنت أتوقع التخفيف من اللهجة، والتقليل من عدد المذيعين المهاجمين لمصر على شاشتها ولكن لم أتوقع كل هذه التغيرات". "لن نقبل يدًا تسلم وأخرى تحمل خنجرًا"، هكذا وصفت الإعلامية لميس الحديدي، وقف بث قناة "الجزيرة مباشر مصر" بأنه خطوة جيدة، موضحة أن من المهم تغيير السياسة القطرية نفسها تجاه مصر، قائلة: "قناة (الجزيرة مباشر) مارست التهويل الإعلامي لتظاهر عدد من الأشخاص ولن نقبل يدًا تسلم وأخرى تحمل خنجرًا". "إسقاط الجنسية المصرية عن المذيعين المصريين بالجزيرة"، هكذا طالب الإعلامي مصطفى بكري، واصفًا هؤلاء الإعلاميين بأنهم "خونة"، مشيرًا إلى أن الشعب المصري خرج ضد نظام حكم الإخوان لأنه حريص على البلد، وأعطى صوته للرئيس عبدالفتاح السيسي بكل إرادته من أجل الاستقرار والأمن، موجهًا حديثة لحاكم قطر: "انتوا مبتحبوش مصر ليه، مصر فتحت صفحة جديدة لتاريخ الوطن ولا أحد منكم تحدث عن المصالحة لأنكم تكرهون مصر، والشعب القطري سينقلب على النظام الحاكم في قطر".