شعار بلا مذيعين أو برامج ، بلا اتصالات من مشاهدين ، أو تحليلات من خبراء ، هدوء لم يعتده متابعي القناة بعد صخب تآلفوا عليه و دخل كروتين حياة يومي في حياة المصريين بدأ مع بداية الثورات العربية و انتهى بانتهائها . هدوء كهدوء القبور أدخل المتابعين حالة من الإحباط و الحزن بعد أن كانت القناة صوتهم الوحيد بعد أن أغلقت في وجوهم كل السبل و الطرق كانت المنبر الصديق الذي لازمهم منذ بداية ثورة ال 25 من يناير ، عمود من أعمدتها ، كيان من كياناتها ، مؤسسة من مؤسساتها ، لها حق تاريخي " قصير" و لكن جدير بالاكتساب تلك كانت حالة المؤيدين للشرعية و حالهم ، و قد جاء خبر إغلاقها " و لو مؤقتا إلى حين " كخنجر من الألم غرس في منطقة القلب تماما ، و إن لم تفتت من عضدهم أو آمالهم في استرجاع شرعية يرونها حصرية للشعب المصري فقط بعد أن تنحت قطر جانبا ، و ستتبعها تركيا في القريب العاجل ، ليصبحوا وحيدين أولاء أمام النظام . على الناحية الأخرى ، صاحب خبر إغلاق قناة الجزيرة ، مظاهر فرح و سعادة بين مؤيدين النظام الحالي و الذين لطالما اعتبروها شوكة عتيدة في ظهر استقراره و تثبيت أركانه ، بل و تعدت مظاهر الفرحة إلى إظهار الشماتة علنا في المعارضين و إخراج لسان حالهم إليهم ، سواء بالتندر أو السخرية كا فعل عمرو أديب و غيره .
مؤشرات قبل الإغلاق - خالد التويجري " رئيس الديوان الملكي " و الذي تحدث عن سياسات دولة قطر المستقبلية تجاه مصر، حيث أجزم أنها ستتغير خلال الفترة المقبلة، بعد المصالحة المصرية القطرية، التي أطلقها ملك السعودية ، و أضاف في مداخلة تليفزيونية مع عمرو أديب ، أن المبادرة لم تكن الأولى و أن حب الملك لمصر يجعله حريص جدا على استقرارها و أمنها القومي ، و أن المرحلة القادمة ستشهد تهدئة في الأوضاع و خطوات مبشرة بين البلدين ، و لابد للإعلام و أن يكون مساعدا على انجاح تلك الخطوات لا معولا لفشلها . ثم جاء ذكر قناة الجزيرة صراحة و التي أكد على أنها ستتغير نحو الأفضل في الفترة القادمة .
- زعيم المعرضة القطرية خالد الهيل تقدم بمشروع قرار إلى الحكومة القطرية، يهدف إلى إغلاق قناة الجزيرة نهائيًا ، حيث تدور مفاوضات موسعة مع حكومة تميم أمير قطر، بهدف المصالحة بين المعارضة ونظام الحكم ، وذكر بيان صادر عن مكتب الهيل، أن زعيم المعارضة القطرية اشترط كشرط جوهري على الحكومة القطرية إغلاق الجزيرة كبرهان على نيتها المصالحة مع الفصائل القطرية المعارضة .
- تلميحات الدكتور سعيد اللاوندي أستاذ العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، و الذي أكد " قبل إغلاق الجزيرة مباشر مصر " أنه شهد تحسنا في أسلوب تعامل قناة الجزيرة مع الشأن المصري بالتزامن مع الإعلان عن قرب المصالحة المصرية القطرية. منها أن بعض مذيعي "الجزيرة" بدءوا يصفون 30 يونيو بأنها "ثورة" كما وصفوا الرئيس عبد الفتاح السيسي بأنه "رئيس منتخب" و أوضح أن خطوات المصالحة مع قطر تمر عبر مرحلتين : الأولى و تشمل التصالح مع دول الخليج " وهو ما حدث بالفعل " ، والثانية يتم فيها التصالح مع مصر بوساطة سعودية " على أن تقدم الدوحة دليلا على حسن نواياها تجاه مصر". فإن لم تفعل ، دل ذلك على سوء نواياها و رفضها التصالح بشهادة الجميع - إغلاق باب الجزيرة أمام أوجه الكثير من المعارضين يعلم الكثيرين من المعارضين للنظام الحالي ، أن تغيير سياسات الجزيرة كان منذ فترة ليست بالقريبة ، و أنها أوصدت الباب أمام ظهور العديد من الوجوه المحسوبة على نظام الدكتور مرسي أو معارضة للنظام الحالي ، و ربطوا بين تغيير سياساتها و بين تبني قائمين عليها على تبني سياسات تقلل من حدة انتقاد الشأن المصري، كخطوة استباقية تم الإعداد لها .
مذيعو الجزيرة بين التفهم و الإحباط أعلن عدد من مذيعي قناة الجزيرة مباشر مصر عن رأيهم أن إغلاق القناة أفضل من تغيير سياستها، كما فعل عبد العزيز مجاهد في تدوينة له عبر صفحته الشخصية على موقع الفيسبوك ، و الإعلامي "زين العابدين توفيق" والذي ودع جماهيره من خلاله و اعتذر عن أي تقصير له ، فيما ذكر حسام يحيى مقدم فقرة "هاشتاج " أن وقف البث للجزيرة يمتد الى أمد غير محدود ، و أن الرهان على الشارع المصري ، و علق "محمد ماهر عقل قائلا "العداد بتاعي صفر ، عرفتوا المفاجأة ولا لسه " و على وجه العموم ، توقعت الأوساط السياسية بعد المصالحة المصرية القطرية ، أن تتبنى القناة " مزيدا " من التغييرات على سياساتها تجاة الأوضاع السياسية في مصر ليكون أكثر ليونة في التعاطي مع ما بعد 30 يونيو و في وصف النظام السياسي الحالي و لم يجل في بالهم معاصرة إغلاقها و يهذه السرعة ، بيد أن التقارب ( المصري- القطري ) أنهى مشوار القناة بعد كفاح مع الثورات العربية و المصرية على وجه الخصوص ، ليبقى محلها غصة في قلب مؤيدي الشرعية
تركيا تهرول ؟! صرح نائب رئيس الوزراء التركي، بولند أرينج في حوار مع قناة الجزيرة التركية: أن على تركيا أن تقيم علاقاتها مع مصر على أرضية سليمة "" بسرعة ""، و أن عليهم أن يأخذوا هذه الخطوة "" أولا " "قبل مصر و أنها لا تقبل مبدئيًّا الإطاحة بشخص وبحكومة منتخبين عن طريق الانقلاب، و لكن هناك وضع "" قائم ""، و على العالم بأسره "" تقبله "" ، و أن هناك زيارات رسمية لمسئولين أتراك إلى دول الخليج ، مزمع إجراؤها الفترة القادمة . اذا ، هرول الجميع إلى إجراء مصالحة (خليجية – مصرية – تركية) ، و الغريب أن الكل اتفقوا على المصالحة رغم صعوبة أن يتوافق العرب ، يحضرنا المثل الشهير " توافقوا على ألا يتوافقوا " و بدا في الأفق اعتراف بالنظام الحالي رغم خطورة الاعتراف على نظام أردوجان ، ما الأمر ؟؟ و ما العروض المغرية التي تقف وراء طمس الخلافات و المخاوف لأجلها ؟؟ و لم هذه السرعة غير المفهومة ؟؟ و ما هو القادم العاجل الذي لا يحتمل الانتظار و استدعى توحد الشعوب المتنافرة بهذه السرعة ؟؟؟ هذا ما سوف تسفر عنه الأحداث الأيام القادمة