استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم، بمقر رئاسة الجمهورية، خوسيه مانويل جارثيا مارجايو، وزير الخارجية والتعاون بمملكة إسبانيا، وبرفقته نائب وزير الخارجية لشؤون إفريقيا والبحر المتوسط والشرق الأوسط وسفير إسبانيا في القاهرة، في حضور سامح شكري وزير الخارجية، حيث تناول اللقاء سبل تعزيز العلاقات الثنائية، فضلًا عن بحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. ونقل وزير الخارجية "مارجايو" للرئيس الدعوة الموجهة له من العاهل الإسباني الملك فيليبي لزيارة إسبانيا، وهو ما رحب به الرئيس، مؤكدًا متانة العلاقات بين البلدين والعمل على تعزيزها خلال الفترة المقبلة. صرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن وزير الخارجية الإسباني نقل للرئيس في بداية اللقاء تعازي بلاده في استشهاد ضابط ومجند إثر الحادث الإرهابي الذي وقع في سيناء أمس، مؤكدًا وقوف إسبانيا إلى جانب مصر في مواجهة الإرهاب، ووجه الوزير الإسباني الشكر لمصر على مساندتها لترشيح بلاده للعضوية غير الدائمة بمجلس الأمن، مُعرِبًا عن تطلع إسبانيا لتعزيز العلاقات بين البلدين وزيادة التنسيق المشترك في المرحلة المقبلة لاسيما عقب انضمام إسبانيا إلى مجلس الأمن اعتبارًا من أول يناير 2015، وفي ضوء دور مصر كدولة محورية في منطقتي الشرق الأوسط وجنوب المتوسط. وأضاف المتحدث الرسمي، أن الرئيس أكد متانة العلاقات بين البلدين والأهمية التي توليها مصر لزيادة التنسيق والتواصل بينهما، واستعرض أهم تطورات الوضع الداخلي في مصر، مشيرًا إلى قرب إتمام الخطوة الأخيرة من خارطة المستقبل بإجراء الانتخابات البرلمانية في مارس المقبل، معربًا عن تطلعنا لاستمرار موقف إسبانيا المتفهم للتطورات التي تشهدها مصر والداعم لنا في المحافل الأوروبية، وأن تأخذ إسبانيا في الاعتبار التحديات الأمنية التي تهدد أمن مصر القومي، وذلك عند تناول المؤسسات الأوروبية والدولية للتطورات على الساحة الداخلية في مصر، ارتباطًا بثقتنا في قدرة إسبانيا، كإحدى دول إقليم المتوسط، على استيعاب حقيقة ما شهدته مصر من تفاعلات خلال السنوات الأربع الماضية. وفيما يتعلق بالعلاقات الثنائية، أكد السيسي حرص مصر على دعم علاقات التعاون بين البلدين، مُشددًا على توجه الحكومة المصرية نحو تسوية المشكلات التي تواجه بعض الشركات الإسبانية العاملة في مصر، وسعينا إلى إيجاد حلول ودية للمنازعات التي ثارت، مُبرزًا جدية مصر في التعامل مع تلك القضية، وبما ينعكس بالإيجاب على صورة مصر أمام المستثمرين الأجانب، ويصب في مصلحة مناخ الاستثمار الأجنبي في البلاد. ووجه الرئيس مجددًا الدعوة للجانب الإسباني لبحث فرص الاستثمار المُتاحة في مصر، معربًا عن ترحيب مصر بكل الشركات الإسبانية الراغبة في الاستثمار والتواجد داخل السوق المصرية، ووجه كذلك الرئيس الدعوة للحكومة الإسبانية لحضور المؤتمر الاقتصادي المقرر عقده في شرم الشيخ خلال شهر مارس المقبل. من جانبه، أعرب الوزير الإسباني عن دعم بلاده للجهود التي تبذلها مصر من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية بالبلاد، مؤكدًا حرص إسبانيا على تعزيز العلاقات بين البلدين في المجالات الاقتصادية والمشاركة بفاعلية في مؤتمر شرم الشيخ المقبل. من ناحية أخرى، بحث الرئيس مع وزير الخارجية الإسباني التطورات الخاصة ببعض القضايا الإقليمية والدولية، ومن بينها الأزمة الليبية، حيث توافق الجانبان على ضرورة إيجاد حل سياسي للوضع في ليبيا. وأكد الرئيس ضرورة تحديد أفق زمني والإسراع في التوصل إلى الحل السياسي دون محاولة فرض الأمر الواقع بقوة السلاح من جانب أي طرف، موضحًا أن التأخر من جانب المجتمع الدولي سيؤدي إلى انتشار التنظيمات الإرهابية والمتطرفة. وأعرب عن أهمية دعم مؤسسات الدولة الليبية وعلى رأسها البرلمان المنتخب والجيش الليبي، وشدد على ضرورة وقف تدفق السلاح والمقاتلين إلى الأراضي الليبية، بما يهدد استقرار الإقليم بكامله. وناقش الرئيس مع الوزير الإسباني التطورات المتعلقة بسوريا، حيث أوضح "السيسي" خطورة استمرار الأوضاع السورية بصورتها الراهنة، مشيرًا إلى التأثيرات السلبية للتدخلات الإقليمية والدولية على هذا الملف، مبرزًا أن الموقف المصري يقوم على ضرورة التوصل إلى حل سياسي سلمي في سوريا يراعي مصالح الشعب السوري ويُنهي المعاناة الإنسانية التي يتعرض لها المواطنون السوريون منذ ما يزيد عن الثلاث سنوات، وأبدى الرئيس استعداد مصر للعب دور إيجابي وبنّاء من أجل التوصل إلى حل للأزمة السورية، منوهًا بالمصداقية والقبول اللذين تتمتع بهما مصر لدى مختلف الأطراف الفاعلة على الساحة السورية. وفيما يتعلق بالتطورات التي تشهدها القضية الفلسطينية، استعرض الرئيس الجهود التي تقوم بها مصر في هذا الصدد واتصالاتها المكثفة مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، موضحًا حرصنا على التوصل إلى تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة من خلال إنشاء دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود الرابع من يونيو 1967، تعيش جنبًا إلى جنب مع دولة إسرائيل، مع استعداد مصر للمساهمة في ضمان تحقيق هذه الأهداف. وتطرق الجانبان إلى عدد من القضايا أخرى، من بينها التعاون الأورومتوسطى اتصالًا بأهمية دور مصر في حوض المتوسط، وكذا العلاقات الوثيقة التي تربط بين إسبانيا ودول جنوب المتوسط، وأعرب الرئيس عن تطلعنا لدعم إسبانيا للترشيح المصري لشغل مقعد غير دائم بمجلس الأمن للفترة (2016- 2017).