علينا أن ندرك أن النجاح لا يأتى مصادفة لأحد، وإنما هو حليف لمن يملكون الجرأة ولا يعرفون التردّد فى اتخاذ القرارات المناسبة فى مواجهة المواقف، مهما بلغت صعوبتها، وأن الإرادة هى ما تدفعنا لطرح النجاح، والعزيمة هى ما تبقينا عليه حتى النهاية. وفى هذا المقال نتحدث عن شخصية وهبها المولى عز وجل إرادة هائلة تفوق فى حجمها كل الصعاب، ألا وهو المهندس «محمد الخشن»، رائد صناعة الأسمدة المتخصّصة فى مصر والشرق الأوسط رئيس مجموعة «إيفر جرو»، فهذا الرجل بلغ بطموحه العنان إلى حد أن أصبحت المصاعب والعراقيل أمامه ما هى إلا دافع لمزيد من النجاح والتميز، وبالعمل الجاد والتعب والعرق والتخطيط المدروس استطاع أن يسطر ملحمة نجاح تجعل من تجربته مثالاً يُحتذى به، وليس أدل على ذلك من استطاعته أن يبنى إمبراطورية «إيفر جرو» من مصنع أسمدة متخصّصة إلى قلعة صناعية عملاقة، وأن يتميز بعلامته التجارية ومنتجاته، فى ظل منافسة محلية وعالمية ضارية، إلى حد أن أصبح إنتاجه من الأسمدة المتخصّصة يغزو أسواق اليابان والصين وأوروبا وشمال أفريقيا وأمريكا الجنوبية مثل تشيلى وبيرو والبرازيل، بل أصبح إنتاجه منافساً قوياً فى الأسواق الآسيوية للصين والهند. وعلى الصعيد المحلى فإن «إيفر جرو» تساهم بنحو 70 ألف طن من الأسمدة المتخصّصة، أى بنحو أكثر من 70% من احتياجات السوق المحلية، ومن المخطط أن تصل إلى 160 ألف طن مع تشغيل المرحلة الثالثة من خطوط الإنتاج الجديدة بمدينة السادات، بالإضافة إلى استثمارات المجموعة فى الكيماويات والفيبر جلاس ومؤخراً مدخلات أعلاف الدواجن. وحتى الآن بلغت استثمارات المجموعة 400 مليون دولار، فى حين أن المستهدف وصولها إلى 800 مليون دولار، ولمَ لا تصل إلى هذا الرقم الضخم أو تتجاوزه حتى، فنحن أمام رجل اقتصاد فريد من نوعه ليس لطموحه سقف ولا حدود لأحلامه، فهو يمتلك رؤية استثمارية صائبة جعلته يخترق مجالات لم يسبقه إليها أحد من قبل، فهو أول من أنشأ فى مصر والمنطقة مصنعاً لإنتاج مادة سلفات البوتاسيوم التى تدخل فى صناعة السماد الزراعى وغيرها من الصناعات التى أضافت للاقتصاد المصرى قيمة مضافة ووضعت الصناعة المصرية على الخريطة العالمية وأصبحت منتجات إيفر جرو تصدّر إلى أكثر من 70 دولة حول العالم. ومن منطلق إيمانه الراسخ بقيمة العلم وأهمية البحث العلمى فى تطوير الزراعة وزيادة الإنتاج، فقد عمد إلى الاستثمار فى العقول وأرسل البعثات العلمية إلى الدول التى سبقتنا فى هذا المجال للاطلاع على آخر ما وصل إليه العلم فى الإنتاج والتصنيع الزراعى وكان سباقاً فى استقدام تكنولوجيا التصنيع الزراعى المتطورة إلى مصر وتدريب الأيدى العاملة عليها، ويعمل بالمجموعة أكثر من 5000 موظف، ما بين عامل وفنى ومهندس وإدارى. هذا بجانب الدور التنموى الذى تقوم به «إيفر جرو» فى خدمة القطاع الزراعى فى مصر، حيث تنظم قوافل زراعية بشكل دورى تجوب جميع المحافظات لخدمة الفلاح وتقديم الدعم الفنى له. وبعد مرور أكثر من عشرين عاماً من النجاح والتميز فى مجال الأعمال والاستثمار الزراعى يرى المهندس محمد الخشن أنه ما زال أمامه الكثير ليحققه ل«إيفر جرو» ولبلدنا الحبيب، وأن كل ما تم إنجازه خلال تلك الفترة ما هو إلا قطرة من غيث. حقاً إن هذا الرجل ظاهرة فريدة فى عالم الأعمال والاستثمار، استطاع أن يسطر قصة نجاحه بأحرف من نور، وأصبح مرجعاً لمن أراد التميز.