سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الوطن ترصد: تكدس السيارات فوق معديات الموت فى البحيرة رغم كارثة سقوط ميكروباص وغرق 12 عاملاً المحافظة أغلقت الكوبرى الوحيد الذى يربط بين ضفتى الرياح البحيرى دون إعلان مسبق
رغم كارثة سقوط سيارة ميكروباص من أعلى معدية فى مياه ترعة الرياح البحيرى فى البحيرة أمس الأول ومصرع 12 عاملا زراعيا غرقا، رصدت الوطن اصطفاف السيارات فى طوابير طويلة انتظارا لدورها فى ركوب معديات الموت للعبور للشاطئ الآخر من الرياح، بسبب إغلاق الكوبرى الوحيد الذى يربط بين ضفتى الرياح البحيرى بشكل مفاجئ دون إعلان مسبق، وهو ما أدى إلى استخدام معديات الموت بشكل مكثف للانتقال بين جانبى الرياح بسبب عدم وجود كبارى أخرى لمسافة تصل إلى 15 كيلومتراً ما بين كفر داود فى المنوفية وقرية الطيرية فى البحيرة. «الوطن» انتقلت إلى قرية علقام فى البحيرة، وصب أهالى القرية جام غضبهم على المسئولين فى محافظتى البحيرة والمنوفية، وقال رضا محمد، «سائق من قرية أبوالخاوى وشاهد عيان على الكارثة»: سائق السيارة الميكروباص تقع عليه مسئولية كبيرة فى الكارثة، حيث إن السيارة موديل قديم ولا تصلح لنقل الركاب، كما أنه لم يتخذ الإجراءات اللازمة لتأمين السيارة داخل المعدية، ولم يستخدم فرامل اليد وهو ما أدى إلى سقوط السيارة فى مياه ترعة الرياح البحيرى. ويقول ياسر عبدالله، سائق من قرية البريجات مركز كوم حمادة: «مضطرون لاستخدام معديات الموت للانتقال بين ضفتى الرياح البحيرى لعدم وجود كبارى لعبور المشاة والسيارات مشيراً إلى أن المشكلة تفاقمت منذ أمس بسبب إغلاق كوبرى كفر داود بصورة كاملة بعد أن كان مغلقاً أمام النقل الثقيل فقط، موضحاً أن المعديات لا تتوفر بها وسائل الأمان والحماية اللازمة وهو ما يؤدى إلى وقوع العديد من الكوارث». ويضيف رضا البلكيمى، موظف فى الوحدة المحلية بالبريجات: «هذه الكارثة ليست الأولى ولكنها الثانية، حيث وقعت الأولى عام 2002 بعدما غرق 22 عاملاً زراعياً من المنوفية أيضاً نتيجة سقوط السيارة التى كانوا يستقلونها فى مياه الرياح البحيرى، والمعديات تفتقد إلى وسائل الأمان والسلامة المهنية اللازمة لحماية السيارات التى تقل الركاب، مؤكداً أن المنطقة فى حاجة ملحة إلى كوبرى علوى على الرياح البحيرى، ليخدم آلاف العمالة الزراعية والسيارات التى تنتقل بين ضفتى الترعة يومياً بين البحيرة والمنوفية خاصة منطقة المزارع فى مركز بدر، كاشفاً عن أنه تم إعداد أكثر من مقايسة منذ عام 2002 لإقامة كوبرى علوى لخدمة المنطقة لكن لم يتم شىء حتى الآن». ويقول إسلام محمد الدراجينى، إمام وخطيب مسجد قرية أبوالخاوى: «ترعة الرياح البحيرى تقسم قرى مركز كوم حمادة إلى نصفين بطول 15 كيلومتراً، ولا يوجد على الترعة سوى كوبرى مشاه واحد بقرية أبوالخاوى، لا يحقق الغرض منه فى تسهيل انتقال المواطنين بين جانبى الرياح البحيرى، ويضطر الأهالى إلى استخدام معديات الموت، ولا بد من الإسراع فى إقامة كوبرى علوى على الرياح البحيرى لخدمة المنطقة والربط بين محافظتى البحيرة والمنوفية والحد من الكوارث». ويقول الدكتور عبدالحليم شلبى، طبيب الوحدة الصحية بقرية أبوالخاوى: «الوحدة الصحية استقبلت 10 جثث من ضحايا كارثة معدية علقام، وتم تسليمهم إلى ذويهم فى المنوفية حسب قرار النيابة، والوحدة محدودة الإمكانيات وليست بها ثلاجة لحفظ الموتى ولا يوجد بها سوى 3 أسرة فقط». وطالب بضرورة إقامة كوبرى علوى على الرياح البحيرى لخدمة المنطقة مبدياً اندهاشه من عدم التنسيق بين محافظتى البحيرة والمنوفية بشأن إغلاق كوبرى داود الذى أدى إلى وقوع هذه الكارثة بعد لجوء السيارات لاستخدام هذه المعديات. ويقول محمود يوسف، «صياد» أحد سكان قرية أبوالخاوى: «المصالح الشخصية للبعض تقف وراء عدم البدء فى إجراءات إقامة كوبرى علوى على الرياح البحيرى لخدمة المنطقة، حيث تم عمل مقايسة للكوبرى أكثر من مرة منذ عام 2002 إلا أن شيئاً لم يتم حتى الآن، أصحاب معديات الموت يربحون أموالاً طائلة من ورائها حيث إن تعريفة الركوب للمواطن 25 قرشاً علماً بأن التعريفة الرسمية عشرة قروش، أما تعريفة السيارات فهى تتراوح ما بين جنيه وجنيه ونصف». ويقول رضا الفقى، من أهالى علقام: «لم نر أحداً من المسئولين بعد الكارثة، ولا حتى رئيس المدينة». فى حين نفى محمد موسى، أحد أصحاب معدية الموت فى قرية علقام مسئوليته وشريكه ماهر ناصف عن الكارثة مشدداً على أن سائق الميكروباص الهارب هو المسئول عن الكارثة، وقال: «السائق أثناء نزوله من المعدية أخطأ فى غيار السيارة ونقله إلى الخلف بدلاً من الأمام، الأمر الذى جعل السيارة ترجع إلى الخلف فسقطت فى المياه، علماً بأن المعدية كان عليها 5 سيارات أخرى، وخرجوا منها بسلام دون أى أخطاء، ونحن ملتزمون بعوامل السلامة وإجراءات الأمان والتى تشمل العوامات والطفاية والحواجز الحديدية، والمنطقة فى حاجة ملحة إلى كوبرى علوى على الرياح البحيرى، وليس لنا مصلحة فى عدم إنشاء الكوبرى الكوبرى. وأكد ماهر على محمد ناصف، 57 سنة، أحد أصحاب المعدية ومقيم بقرية علقام أن المعدية مرخصة تحت رقم 13/ 105883 صادرة من الهيئة العامة للنقل النهرى الإدارة المركزية للشئون الملاحية بتاريخ 10/2/2012 سارية لمدة 3 سنوات. وأبدى المهندس مختار الحملاوى محافظ البحيرة بالغ حزنه على ضحايا المعدية، وقال فى تصريحات للوطن: «المعلومات التى توفرت لدىّ تؤكد أن السائق هو المسئول عن الحادث، وسندرس مشكلة قرية علقام، وبحث إمكانية إقامة كوبرى على الرياح البحيرى فى المكان المناسب لخدمة المنطقة للحد من الكوارث». يأتى هذا فى الوقت الذى قررت النيابة العامة إيقاف المعدية عن العمل، وضبط قائد السيارة الهارب.