اكتست مدينة المطرية، التابعة لمحافظة الدقهلية، بالسواد، ودعت مكبرات المساجد، أمس، الأهالى للمشاركة فى جنازة شعبية لتشييع جثامين ضحايا غرق مركب صيد «بدر الإسلام»، وقال صيادون ل«الوطن» إن طاقم المركب الغارق بالكامل من أبناء المدينة، مشيرين إلى أنهم خرجوا للصيد منذ الخميس الماضى. وتحامل عبده بهدر، الذى فقد ابنه «عوض» (26 عاماً)، على نفسه، وأصر على الوقوف مع باقى أهالى الصيادين، الذين انقسموا بين منتظر لجثمان قريبه، وآخر ينتظر خبراً عنه، على أمل أن يعود المفقود حياً. وقال الرجل المسن إن «عوض» هو أصغر أبنائه، ومع ذلك فهو كان العائل الوحيد له ولإخوته، فشقيقاه أحدهما كفيف والآخر أقعده المرض عن العمل. وأضاف: ابنى كان باراً بى وبأمه، وخطب قبل أن يسافر، وانهمر فى بكاء شديد، قبل أن يتابع قائلاً: «ولا مال الدنيا يعوضنى عن ابنى، ربنا يرحمك يا ابنى انت ابن حلال، وجت لى جثتك، ولو كانت بحيرة المنزلة فيها مكان صيد للغلابة كنت بقيت جنبى يا بنى». من جهته، قال محمد محمد زغلول السويكى (25 سنة): فقدت فى الحادث أبى (60 سنة)، وشقيقى حسين (29 سنة)، مضيفاً أن الصيادين خرجوا، كعادتهم كل شهر، ليلة 16 فى الشهر العربى، وكان من المقرر أن يظلوا فى هذه الرحلة لمدة 20 يوماً، على أن يحصل كل واحد منهم على مبلغ لا يتجاوز 400 جنيه. وأضاف: والدى حدثنى على التليفون المحمول قبل الحادث بساعة واحدة، وفوجئت بزملائى بعدها يخبروننى بالحادث فى الساعة السادسة صباحاً وبعدها علمت أنهم ماتوا وتم انتشال جثثهم. وتابع: أخى كان يستعد للزواج، ووالدى كان يشجعه على الخروج معه للصيد، بعد أن ضاق الرزق فى بحيرة المنزلة، التى سيطر عليها عدد كبير من البلطجية. وقال محمود أحمد صالح خميس (35 سنة)، إن أخاه «عبده» مفقود حتى الآن، مضيفاً: لا أعرف إذا كان ميتاً أم حياً، وهو متزوج ولديه 3 أطفال آخرهم عمره شهران، وعندما ذهب للصيد قال «هذا رزق المولود»، وكان يتمنى أن يربيه ويكبره ولكنه مات وتركه يتيماً. وأضاف أحمد محمد ثابت الشوا، أنه فقد أخاه عبدالله (42 سنة) فى الحادث، مشيراً إلى أن شقيقه متزوج ولديه 5 أبناء أكبرهم فى الصف الثانى الثانوى، وأصغرهم عمره 9 شهور. من جانبه، انتقد حسن غنيم، صياد من المطرية، أصحاب المراكب، وقال إن سبب الكارثة هو بحث الصيادين عن رزق خارج بحيرة المنزلة، بالإضافة لطمع وجشع أصحاب المراكب، الذين لا يوفرون سترات نجاة على المراكب، مؤكداً أن عدد الضحايا كان سيتقلص بشكل كبير لو وُجدت سترات النجاة. وأضاف أن استيلاء البلطجية وأصحاب النفوذ على أجزاء كبيرة من بحيرة المنزلة، وردم مساحات شاسعة منها، والتضييق على الصيادين، اضطرهم للخروج للبحر بحثاً عن الرزق، وطالب وزارة الداخلية بتكثيف الحملات الأمنية وإزالة التعديات على البحيرة، كما طالب بمشاركة القوات المسلحة فى إزالة التعديات لإعادة البحيرة لسابق عهدها. وحمّل صابر محمد أنور، ابن عم المتوفى «عوض بهدر»، المسئولين عن الثروة السمكية ومجلس المدينة والمسطحات المائية، المسئولية عن غرق الصيادين، وقال إنهم مسئولون عن تدهور الحال بالبحيرة، نظراً لقيامهم بإزالات وهمية وسطحية دون وجود إزالة فعلية للتعديات. وطالب بصرف تعويضات عادلة وعاجلة للأسر لأنهم جميعاً يعيشون تحت خط الفقر. من جهته، أمر اللواء عمر الشوادفى، محافظ الدقهلية، مسئولى الشئون الاجتماعية بالتوجه إلى المدينة المنكوبة، لإنهاء إجراءات صرف الإعانات العاجلة، مشيراً إلى صرف 5 آلاف جنيه لكل متوفى وألف جنيه لكل مصاب. ملف خاص صيادو المطرية يروون حكايات الدم والعذاب فى البحر الأحمر «أشرف» يبحث عن شقيقه عن طريق «البر» ووالده يبحث عنه عن طريق «البحر» وكيل المركب: تعويضات الشئون الاجتماعية لا تكفى تكاليف الجنازة النيابة تأمر بالتحفظ على «ناقلة الحاويات» المتسببة فى الحادث مصرع 13 صياداً وإصابة 13 والبحث عن 4 مفقودين فى خليج السويس «البحر» و«الإهمال» يواصلان حصد أرواح الصيادين