مثّلت ثورة 30 يونيو نواة حقيقية للتمكين الحقيقى للشباب بعد سنوات من التهميش، وأولت الدولة، متمثلة فى الرئيس عبدالفتاح السيسى، اهتماماً كبيراً بملف تمكين الشباب فى المناصب والوظائف، كإحدى الأساسيات للعبور نحو الجمهورية الجديدة، وظهر هذا جلياً فى تولى الكثير من الشباب مناصب نواب للمحافظين، وفى البرلمان وبعض الوظائف القيادية الأخرى. البداية كانت فى دستور 2014 الذى نصت مادته 244 على تمثيل الشباب بشكل ملائم وعادل فى البرلمان، واتضح ذلك من خلال قانون الانتخابات بتخصيص 16 مقعداً للشباب فى القوائم الانتخابية، وفى عام 2016 الذى تم تخصيصه عاماً للشباب المصرى فى إطار الحرص على الاستماع لآراء الشباب، تم الإعلان عن إطلاق سلسلة من اللقاءات الدورية تحت عنوان: «المؤتمر الوطنى للشباب.. أبدع انطلق»، وأصبحت مؤتمرات الشباب متنفساً يعبّرون فيه عن آمالهم وتطلعاتهم. وفى إطار تنفيذ دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى عقد المؤتمر الوطنى الدورى الأول للشباب، فى ديسمبر 2016، على مدار 3 أيام، بمشاركة 1000 شاب وفتاة، ثم جاء المؤتمر الوطنى الثانى للشباب بمدينة أسوان فى يناير 2017، بمشاركة 1300 شاب وفتاة. وحرص الرئيس السيسى على نقل رسالة سلام ومحبة للعالم من أرض مصر عبر شبابها، فجاءت فكرة إطلاق منتدى شباب العالم فى نسخته الأولى بمدينة شرم الشيخ عام 2017 بناء على الدعوة التى أطلقها الرئيس السيسى خلال المؤتمر الوطنى الرابع للشباب، بدعوة شباب من مختلف دول العالم للمشاركة فى «منتدى شباب العالم». وفى شهر نوفمبر 2018، انطلق منتدى شباب العالم فى نسخته الثانية تحت مظلة الأكاديمية الوطنية للتدريب بمدينة شرم الشيخ، حيث شهد زيادة كبيرة فى أعداد مَن سجلوا لحضور فعالياته مقارنة بالنسخة الأولى 2017. وانطلقت النسخة الثالثة من منتدى شباب العالم، خلال الفترة من 14 إلى 17 ديسمبر 2019، وشهدت 22 جلسة مكثفة عن القضايا والتحديات الدولية والإقليمية والقارية، مع مناقشة رؤى الشباب المشاركين حول حلول هذه التحديات. وبدأ التمكين السياسى للشباب فى برلمان 30 يونيو، حيث استحوذ الشباب على ثلث المجلس ب185 نائباً، وشهد برلمان 2021 مشاركة قوية من الشباب، وأصبح هناك وجود لشباب واعد يقدم سياسة بمفهوم جديد تحت مظلة تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، فى غرفتى البرلمان، سواء النواب أو الشيوخ، وصل إلى 48 نائباً يعبّرون عن صوت الشباب والأمل الحقيقى لمستقبل أفضل للشباب. ويُعد برلمان 2021 ترجمة حقيقية لتمكين الشباب والمرأة، لأن هناك قفزة ضخمة فى تمثيل المرأة والشباب بما يقارب 50% من تركيبة المجلس الجديد، مقابل 20% فى 2015 وغياب شبه كامل عن كل المجالس السابقة. واعتلى العديد من شباب البرنامج مناصب قيادية على جميع الأصعدة وفى مختلف الأنحاء، ومن بينهم الذين تولوا مناصب معاونى المحافظين فى عدة محافظات فى حركة المحافظين فى أغسطس 2018، قبل أن يتم تعميم التجربة فى حركة المحافظين التى أُعلنت فى نوفمبر 2019. وصدر قرار جمهورى عام 2017 بإنشاء الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب التى يطمح الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى أن تصبح المصدر الرئيسى لاختيار القيادات وكبار المسئولين فى الدولة، وتزويد الجهاز الإدارى باحتياجاته من الموارد البشرية المدرَّبة وفق أفضل المناهج العلمية، ومن أجل بلوغ هذا الهدف الاستراتيجى، حددت الأكاديمية 13 هدفاً فرعياً تعمل على تحقيقها، يأتى فى مقدمتها تجميع طاقات الشباب فى عمل وطنى يفيد الدولة ويبنى نهضتها، ونشر الوعى الثقافى والاجتماعى والدينى والسياسى بين قطاعات الشباب والإسهام فى إعداد الأنظمة والسياسات الحكومية، لتصبح أكثر ملاءمة مع احتياجات الشباب. وتهدف «الوطنية للتدريب» إلى إعداد كوادر سياسية وإدارية قادرة على معاونة الدولة فى مهامها، وتنمية قدرات ومهارات الشباب، ليكونوا شريكاً أساسياً وفعالاً فى الحكم المحلى، وبناء شراكات مجتمعية تنموية فاعلة مع كافات القطاعات (العام، الخاص، الأهلى)، وتوعية الشباب بالأخطار والتحديات التى تواجه الدولة، وتنمية مهارات الشباب وتأهيلهم لتلبية احتياجات سوق العمل، وكذلك التوعية بالدور المجتمعى فى مواجهة كافة أنواع الأخطار التى تواجه الدولة والاهتمام بذوى الاحتياجات الخاصة وتنمية مهاراتهم فى جميع المجالات لدمجهم فى المجتمع. «عبدالعزيز»: «السيسى» منح الفرصة لثروة مصر الشابة و«غادة»: تجربة رائدة على مستوى العالم وقال النائب محمد عبدالعزيز، وكيل لجنة حقوق الإنسان فى مجلس النواب، عضو لجنة العفو الرئاسى، إن عصر الرئيس عبدالفتاح السيسى يشهد تعاملاً مختلفاً مع قضايا الشباب، فمصر راعية للسلام والحوار والتوافق بين الشباب فى مختلف الجنسيات فى العالم، حيث إنه يعتبر منصة حوارية تجمع الشباب من مختلف أنحاء العالم. وأضاف «عبدالعزيز» أن تمكين الشباب دون تدريب وتأهيل فإنه يتعرض للظلم، ولذلك مصر لديها تجارب رائدة فى تدريب الشباب، مثل تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، والأكاديمية الوطنية لتدريب الشباب، لكى يكونوا قادرين على القيادة، ولذلك فمجلس النواب حالياً به عدد كبير من الشباب. وأشار إلى أنه فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى وجدنا لأول مرة تمثيل عدد كبير من الشباب فى تاريخ الحياة النيابية المصرية، وكذلك العدد الكبير من نواب المحافظين من الشباب من تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين والبرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب. وأشادت غادة على، عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، بجهود الحكومة، وعلى رأسها القيادة السياسية فى دعم وتعزيز قدرات الشباب المصرى وتمكينهم فى مختلف المجالات وعلى مستوى القيادات، متقدمة بالتهنئة للشباب المصرى والعربى. وقالت «غادة» إنّ الرئيس السيسى أحدث طفرة فى تمكين الشباب لم تحدث فى دولة من قبل، فأصبح لدينا نواب محافظين ووزراء ونواب برلمان وقيادات تنفيذية من الشباب، لافتة أن تجربة تمكين الشباب يجب أن تصدّر للعالم بأسره وظهر ذلك بوضوح خلال مؤتمرات الشباب المحلية والدولية التى تنظمها مصر. وأشارت إلى أن حجم التنمية التى تشهدها مصر فى الفترة الراهنة لم تكن إلا بوجود ومشاركة الشباب، والرئيس السيسى أدرك ذلك جيداً بعد ثورة 30 يونيو واعتمد على الشباب فى مرحلة البناء حتى وصلنا إلى ما نحن عليه الآن من نجاحات وإنجازات، مطالبة الشباب ببذل المزيد من الجهد والعمل من أجل تحقيق مكانة أفضل للفرد والمجتمع، مناشدةً مؤسسات المجتمع المدنى التكاتف والتعاون مع الجهات الحكومية فى تنفيذ برامج تمكين ودعم الشباب والاستماع لهم ومساعدتهم فى تحقيق أحلامهم وطموحاتهم التى يُبنى عليها مستقبل الوطن. وقال عبدالمنعم إمام، أمين سر لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، إن الدولة أولت ملف الشباب وتمكينهم أهمية كبيرة، فنحن لدينا 124 نائباً شاباً فى البرلمان، وهذا كان حلماً، ويعد ذلك طفرة، حيث أصبحت للشباب فرصة لإثبات الذات. وأضاف «إمام» ل«الوطن» أن أعظم ما تم تقديمه خلال الفترة السابقة هو منح الشباب الفرصة حتى يخلقوا لأنفسهم مساحة، مطالباً الشباب بالعمل على أنفسهم ليتم تمكينهم بالصورة المطلوبة، مع زيادة الخبرات والثقافات حتى تكون إضافة لأى مكان. وتابع: «منتدى الشباب وسيلة لإظهار مجهودات مصر فى تمكين الشباب والتنمية، كما يرسل رسائل كثيرة للعالم أجمع، أهمها على الإطلاق أنّ مصر بلد الأمن والأمان والسلام، حيث يقام المنتدى على أرض السلام بمدينة شرم الشيخ، لتعميق التواصل مع شباب العالم ليكونوا سفراء فى بلدانهم للتجربة المصرية». الشباب تأهيل وتدريب وقيادة 2016 إعلان 2016 عاماً للشباب أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسى البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة 2017 قرار جمهورى بإنشاء الأكاديمية الوطنية للتدريب انطلاق منتدى شباب العالم فى نسخته الأولى بمدينة شرم الشيخ 2018 تأسيس تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين إطلاق البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب الأفريقى للقيادة 2019 حركة المحافظين تضمّنت تمثيلاً فعلياً للشباب بنسبة 60% 2020 مبادرة «كن سفيراً» لتخريج شباب قادر على نشر أهداف التنمية المستدامة وتطبيقها على أرض الواقع 2021 الحكومة تعلن أن فئة الشباب حتى 39 سنة شكلت نحو 57.4% من قوة العمل
