أجمع 700 من كبار العلماء الممثلين لمختلف المؤسسات الدينية «السنية والشيعية والمسيحية» من 120 دولة، على ضرورة إصدار وثيقة رسمية تلزم جميع المؤسسات الدينية بالتصدى للتنظيمات الإرهابية، التى انتشرت فى الشرق الأوسط مؤخراً مثل «القاعدة، وداعش، وأنصار بيت المقدس»، وذلك خلال المشاركة فى ملتقى «الأزهر لمكافحة الإرهاب». وعبَّر العلماء المشاركون عن رفضهم إطلاق «دعوات الجهاد» من قِبل التيارات الإرهابية بعيداً عن راية الدول والمؤسسات. وقال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن «الجرائم البربرية النكراء» التى ترتكبها التنظيمات الإرهابية مع تسميتها لنفسها بأسماء «الدولة الإسلامية»، أو «دولة الخلافة»، وغيرهما، هى محاولة لتصدير صورة ل«إسلامهم المغشوش» بحسبانه ديناً جاء للناس بالذبح وقطع رأس المخالفين أو تهجيرهم. وأضاف أن «تصدير مثل هذه الصورة الكريهة لديننا الحنيف أمر طالما تمناه أعداء الإسلام ونسجوا من أجله أفانين الأباطيل والمفتريات والأكاذيب، ليتم لهم ما يريدونه من تحذير شعوب العالم من هذا الدين الدموى المتوحش». وقال البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إن «ثورات العرب لم تكن ربيعاً»، موضحاً أن ثورتى 25 يناير و30 يونيو جاءتا لتعيدا الأمور إلى نصابها، وتابع: «كنائسنا نقدمها قرباناً لبلادنا، لأن وطناً بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن»، داعياً إلى تجديد الخطاب سواء الإعلامى أو فى المساجد والكنائس وتعديل المناهج الدراسية وعقد ندوات لترسيخ قيم العيش المشترك، ومشاركة كل رجال الفن والثقافة ليظهروا قيمة الأديان. وقال الدكتور مختار جمعة، وزير الأوقاف، ل«الوطن» إنه سيجرى ترجمة أعمال المؤتمر إلى برامج وخطط، بالتنسيق مع وزارة الداخلية للسماح لعلماء الأزهر والأوقاف بزيارة السجون لإجراء مراجعات فكرية مع التكفيريين، فيما قال الداعية الدكتور عمرو خالد إن المؤتمر بذرة للتصدى للتطرف وتصحيح المفاهيم المغلوطة، مؤكداً أن الحل الأمنى ليس كافياً لمواجهة تلك الفصائل المتطرفة.