محمد أبوسعدة: نعمل على تطوير ميدانى «الأوبرا والعتبة» لإعادة صياغة هذه المناطق بالكامل قال المهندس محمد أبوسعدة، رئيس الجهاز القومى للتنسيق الحضارى، إن «الجهاز كُلف مؤخراً بوضع الأسس والمعايير والأدلة الخاصة بتصميم الميادين والفراغات العامة والطرق الخاصة بمشروعات العاصمة الإدارية الجديدة لتكون مدينة ذكية، وبما يتناسب مع القرن ال21». افتتاح «محطة مصر» فى الإسكندرية الشهر المقبل بعد التجديدات وأوضح «أبوسعدة»، فى حواره ل«الوطن»، أن الارتقاء بالقاهرة الخديوية مشروع مستمر وممتد، مشيراً إلى المستهدفات فى الشهور القليلة المقبلة، المتمثلة فى تطوير ميدانى «الأوبرا والعتبة»، لافتاً إلى أن مشروعات التطوير لا تقتصر على القاهرة فقط، إنما تمتد لتشمل جميع الأقاليم، منوهاً بقرب افتتاح محطة مصر بالإسكندرية خلال الفترة المقبلة، مؤكداً ضرورة التعاون مع الجهاز للحفاظ على القيم الجمالية والحضارية. بدأنا مشروع الهوية البصرية للمدن ويتضمن رؤية ودراسة شكل المدينة على مستوى الأقاليم السبعة والألوان المسموح بها والخامات المفترض استخدامها بداية نريد معرفة توجيهات الرئيس السيسى بالاهتمام بتفاصيل التنسيق الحضارى فى مشروعات العاصمة الإدارية؟ - بصفتنا الجهاز القومى للتنسيق الحضارى واستشارى الدولة فى مجال التصميم العمرانى، تلقينا مؤخراً تكليفاً بوضع الأسس والمعايير والأدلة الخاصة بتصميم الميادين والفراغات العامة والطرق الخاصة بمشروعات العاصمة الإدارية الجديدة، لكى يكون هناك نسق معمارى يتم الالتزام به داخلها والمداخل المؤدية إليها، وهناك توجيه بأن يتم التنسيق فى مجال الحفاظ على الصورة البصرية مع وزارة الإسكان وشركة العاصمة فى تنفيذ الأعمال بها، بحيث تكون مدينة ذكية تحقق المعايير الدولية فى النسق الحضارى الذى يتناسب مع القرن ال21، وتم تشكيل لجنة من كبار المتخصصين المعماريين، مهمتها وضع هذه الضوابط والمعايير بالتعاون معهما، كما طرحنا من قبل مسابقة مع شركة العاصمة لتنفيذ الميادين العامة وتصميمها، وبالفعل أخذت هذه المشاريع وبدأت فى تنفيذها مؤخراً فى 10 أحياء. نسعى لاسترجاع أكشاك سور الأزبكية الخاص بالكتب قريباً باعتباره جزءاً من ذاكرة المدينة التى ترتبط بها الأجيال.. ولدينا أرشيف لتطوير الحدائق حدثنا عن مستجدات مشروع تطوير القاهرة الخديوية؟ - نعمل وفق خطة الدولة 2030 ورؤية وزارة الثقافة بشكل عام فى بناء الإنسان وتنمية الوعى والحفاظ على المبانى التراثية والتاريخية، وبهذه الرؤية فالمشروعات مستمرة منذ فترة طويلة ويجرى استكمالها، ومن يتجول فى وسط البلد هذه الأيام يستشعر وجود نقلة نوعية فى الفراغ العام، فلأول مرة نتعامل ليس فقط فى الارتقاء بواجهة العمارة، لكن وبالتنسيق مع المحافظة ووزارة الإسكان فى جعل وسط البلد فى حالة سياحية وثقافية مختلفة، عما كانت عليه، فبدأنا فى تغيير واجهات المحلات، لأنه كانت هناك تعديات على شكل المحلات، والبداية كانت ميدان التحرير بالتعاون مع وزارات السياحة والآثار والإسكان والتنمية المحلية والمحافظة، ثم امتدت فكرة إحياء ميدان التحرير إلى باقى ميادين وسط البلد، انتقلنا إلى ميدان طلعت حرب، ومصطفى كامل، كما تم الانتهاء من تطوير 85% من شارع قصر النيل، بعد ميدان طلعت حرب، وشارع الشريفين والبورصة، وشارع الألفى، وممر بهلر وغيرها، وميدان مصطفى كامل يتم وضع اللمسات الأخيرة لتطويره، والمشروع ممتد فى القاهرة الخديوية بأكملها ونستهدف الوصول إلى العمل فى تطوير ميدان الأوبرا خلال الشهور القليلة المقبلة، التى تشمل حديقة الأزبكية ونادى السلاح وجراج الأوبرا وغيرها ثم يبدأ العمل فى ميدان العتبة، بحيث يبدأ إعادة صياغة هذه المناطق بالكامل. ماذا عن ضوابط التطوير؟ - القاهرة التاريخية مسجلة على قائمة التراث العالمى، وبالتالى لها طبيعة خاصة، ومن هنا بدأ دور الجهاز فى وضعها كمحمية عمرانية وفقاً للقانون الذى ينظم عملنا، وتم تحديد حدودها، وأطر التعامل معها وحمايتها، ووضع الضوابط والمعايير لأى أعمال تطوير جارية، التى وضعها كبار المعماريين والمخططين، والتى تختلف عن قانون البناء الموحد، ودورنا وضع جميع الضوابط الواجب مراعاتها فى أى مشاريع ارتقاء داخل حدودها، ويتم عرض رسومات التطوير على الجهاز ونعتمدها وفقاً للضوابط التى اعتمدها الجهاز، بخلاف دورنا فى متابعة عمل جهات تنفيذ المشروع، ومدى مطابقتها للاشتراطات التى وضعناها. تطوير المناطق التاريخية والتراثية هدفه العمل على تشكيل صورة ذهنية لها فى وجدان المجتمع والحفاظ عليها ما مرجعية التطوير فى المناطق التاريخية والتراثية؟ - أنشأنا مشروع ذاكرة المدينة، وهدفه العمل على تشكيل صورة ذهنية فى وجدان المجتمع لها والحفاظ عليها، مع استيعاب نموها وتحقيق المعادلة بين تاريخ المكان ونموه والارتقاء به، ونرجع للشكل الأصلى القديم بالمصادر المتعددة كالصور والمراجع والخرائط واللوحات، وحتى الأفلام السينمائية القديمة، وهو ما دفعنا إلى عمل الأرشيف الوطنى للمبانى التراثية، ويشمل جميع المبانى المسجلة طرازاً معمارياً متميزاً فى جميع أنحاء الجمهورية، التى تخضع للقانون، ووصل العدد إلى ما يقرب من 7 آلاف مبنى تراثى، والرقم قابل للزيادة والتحرك. نعمل وفق خطة الدولة 2030 ودور وزارة الثقافة لبناء الإنسان وتنمية الوعى والحفاظ على المبانى التراثية والتاريخية.. وستكون رئة خضراء لوسط البلد ماذا عن مشروع تطوير الحدائق التراثية؟ - مصر تمتلك مجموعة من الحدائق التراثية التى تشكل قيمة وإرثاً حضارياً مهماً جداً، وبعضها مسجل كآثار وبعضها تم تسجيله كمبان تراثية ذات طراز معمارى متميز، والبداية كانت بتسجيلها، من بينها حدائق الأسماك والحيوان والأورمان والأزبكية ومجموعة الحدائق الموجودة بالقرب من حديقة الأندلس، وصممنا أرشيفاً ووثقناه، وقمنا بتوثيق الأورمان والأسماك والأزبكية بالنباتات والجبلايات وكافة التفاصيل بها، وبدأنا العمل مع وزارة الإسكان ومحافظة القاهرة فى تطوير حديقة الأزبكية، وتستهدف خطة التطوير استرجاع أكشاك سور الأزبكية الخاص بالكتب، الذى يعد جزءاً من ذاكرة المدينة ترتبط به الأجيال، وسيتم تمهيد المدخل لخدمة المسارح وتيسير دخول المواطنين والسيارات إلى المنطقة، وهو ما يعيد الارتقاء بمنطقة الباعة الجائلين فى المكان المحيط بمسارح الدولة والفراغ المحيط بها، ونستهدف ترميم النافورة الأثرية بما يجعل المكان رئة خضراء جديدة لوسط البلد، باعتبارها الحديقة المتبقية، وسننتهى خلال عام. أطلعنا على تفاصيل مستجدات مشروع توثيق المبانى التراثية؟ - المشروع لا يقتصر على الحصر باللجان على مستوى المحافظات، إنما صار لدينا معلومات وافية عن المبانى، وخرائط توضح مكانها وتوثيقها، وأنشأنا لجنة عليا تضم كبار المتخصصين فى التاريخ والآثار والمعمار، مهمتها تحليل وتوثيق هذه المبانى، وقاربنا حالياً على حصر 300 مبنى للدخول فى هذا الأرشيف بالمعلومات الكاملة والقيمة المعمارية لكل مبنى منها، وأبرز الأحداث التى ارتبط به، والأرشيف يعد مرجعية، وأهميته أن أى أعمال تطوير من الضرورى أن تبنى على قواعد، بداية من الأرشفة التى يتبعها عمل خطط لإعادة التوظيف وللارتقاء والتنمية، مع ملاحظة أن طبيعة عمل الجهاز تتماس مع الكثير من الوزارات والهيئات، فدائماً لدينا مشاركون، والجهاز مهمته وضع الرؤية والتصميمات، ونشرف على التنفيذ، والجهات الأخرى مهمتها التنفيذ، كما أنشأنا المركز البحثى وهدفه توفير فرصة لإطلاع المتخصصين والمهتمين بالمبانى ذات القيمة التراثية، وبعضها موجود على موقع الجهاز. مهتمون بتطوير الميادين الموجودة أمام محطات القطارات ما أحدث المشروعات التى يجرى العمل عليها فى المحافظات؟ - ما يهمنا تغيير الصورة البصرية على مستوى المحافظات، ونولى اهتماماً خاصاً بتطوير الميادين الموجودة أمام محطات القطارات بها باعتبارها الواجهة الحضارية، وبدأنا فى الإسكندرية والغربية، كما قمنا بنقل مشروع «عاش هنا» إلى الدقهلية، وفى أكثر من مكان، وكنا نشرف على تطوير واجهات محطة مصر فى الإسكندرية، لأنها مسجلة مبنى ذا طراز معمارى متميز، كما طورنا الساحة والميدان، وسيتم افتتاح محطة مصر فى الشهر المقبل، بعد تطويرها بالتعاون مع وزارة النقل ومحافظة الإسكندرية، وجهزنا مشروع إحياء منطقة النبى دانيال وشارع فؤاد، وأرسلناها إلى المحافظة، ليتم تطويرها على غرار وسط البلد فى القاهرة، وسيكون هناك لقاء قريب مع المسئولين بالإسكندرية لوضع آلية للبدء فى تنفيذ المشروع لكى تستعيد هذه المنطقة رونقها، وعملنا بالغربية فى تطوير ميدان المحطة، ثم انتقلنا إلى إعادة صياغة المنطقة المحيطة بالسيد البدوى بالكامل، ومن المشروعات المهمة الارتقاء بواحة سيوة وهى من الواحات الطبيعية المهمة، وطورنا المحيط العمرانى حول قلعة شالى الأثرية، بعد زحف المبانى حول القلعة وكانت قد بدأت فى تغيير طبيعة الواحة، وتعاونا فى المشروع مع محافظة مطروح فى إعادة صياغة واجهات المبانى وعمل ساحات لاستقبال الزائرين بما يناسب طبيعة المنطقة، وأنجزنا 60% من المشروع. ماذا عن تطوير مدن الصعيد؟ - يجرى حالياً تنفيذ المرحلة الثانية من تطوير قرية حسن فتحى (القرنة) بالأقصر، بعد أن انتهينا من تطوير الخان وقصر الثقافة والمسجد، وحالياً نستكمل بيت حسن فتحى، والساحة التى تربط أجزاءها، وسننتقل إلى المحافظات الأخرى، ونعد حالياً دراسة عن تطوير مدينة رشيد، وكيفية الاستفادة من المشاريع التى تم الارتقاء بها من الناحية الأثرية فى عمل مسار سياحى لزيارة رشيد، ووضعنا إطاراً لآليات التعامل مع المدينة. هناك شكوى من وضع واجهة خرسانية أمام ميدان السواقى بالفيوم؟ - قرأت هذا الكلام بالفعل ضمن شكوى على بوابة الحكومة، وأرسلت إلى المحافظة وردت علينا بأن الشكوى غير صحيحة، وأنه لا توجد أعمال تطوير حالياً به. ما خطة تطوير بقية المدن؟ - بدأنا مشروع الهوية البصرية للمدن، ويتضمن رؤية ودراسة لشكل المدينة على مستوى الأقاليم السبعة، والألوان المسموح بها والخامات المفترض استخدامها، ونمط العمارة وشكل اللافتات والإعلانات وغيرها، وكل التفاصيل الخاصة بشكل العمران بكل مدينة، والمشروع يعتبر مرشداً أو دليلاً للجهات التنفيذية عند وضع ميزانيات لتطوير هذه المدن. هل تم حل مشكلات تجميل الميادين؟ - أصدرنا من خلال لجنة علمية كتاباً إرشادياً عن أساليب تجميل الميادين والحفاظ على الأعمال الفنية الموجودة بها، وأرسلناه إلى المحافظات، وطالبناها بإخطارنا عند القيام بأعمال الترميم لكى نرسل إليهم الفنيين المتخصصين، كما أخطرت وزيرة الثقافة (التنمية المحلية) أن أى تمثال لا يتم وضعه فى الفراغ العام إلا بعد العرض على الجهاز، الذى شكل لجنة علمية للبت فى هذا الأمر، ووزير التنمية المحلية بدوره أخطر المحافظات، وحالياً كل فترة تصلنا الأعمال الفنية لنعتمد منها ما يتناسب مع تجميل الميادين بها، وهو ما يعنى أن العمل يتم وفق رؤية، وأظن انتهت عشوائية تجميل الميادين. كان هناك حالة استياء بعد تلف لافتة «عاش هنا» على منزل الشاعر نجيب سرور.. فكيف يمكن تلافى مثل هذه الأمور؟ - تم وضع لافتة على منزل الشاعر نجيب سرور فى الجيزة منذ سنوات، وفوجئنا مؤخراً بتواصل أسرته معنا بعد تعرض اللوحة للتلف، وهو أمر محبط ألا يهتم حراس العقار وسكانه بالحفاظ على اللافتة التى تعتبر تقديراً للشخصية المبدعة وتوثيقاً للمكان، وسنرمم اللوحة. ما معوقات العمل أمامكم؟ - مهمة الجهاز باختصار هى وضع رؤية علمية للاستعانة بها فى التطوير، وكذلك المتابعة والإشراف على تلك الأعمال، ونتمنى من الجهات المنفذة الالتزام بالرؤية التى يضعها الجهاز، كما نتمنى من المجتمع الحفاظ على القيم الجمالية للمدن والشوارع. تجميل الميادين وزارة الثقافة تعد مسابقة بالتعاون مع التنمية المحلية لاختيار ميدان رئيسى بكل محافظة، وسنطرح المسابقة للنحاتين والفنانين والمعماريين والمخططين يتسابقون لتصميم الميدان فيها، على أن يكون فريق عمل وليس فرداً واحداً، وسيكون المستهدف هو النموذج بكل المحافظات لما يتضمنه من مراعاة الاشتراطات العلمية والفنية والجمالية للتطوير والارتقاء، وتلبية احتياجات المحافظات، ودراسة كافة ما يتعلق باستخدام الميدان، وستطرح المسابقة على ميزانية العام المالى الجديد.
