«كل يوم الشوارع غرقانة فى الصرف بالشكل ده فى الصيف فما بالك بالشتا؟ إيه اللى بيحصل؟! مش بنعرف ننزل من بيوتنا، ومن ساعة الحكومة ما فسخت عقد شركة أونيكس، وما حدش بييجى يشيل الزبالة، وبنضطر نحرقها جنب البيوت، والحى ودن من طين وودن من عجين وكأننا مش تبعهم، نفسنا الرئيس مرسى ييجى يزورنا، يمكن حد يتحرك ويعمله حساب ويحل اللى إحنا فيه»، بهذه الكلمات بدأ أهالى العامرية شكواهم ل«الوطن» التى رووا خلالها معاناة ما يقرب من 100 ألف مواطن يعيشون بمنطقة العامرية مع مشكلة الصرف الصحى. «الوطن» قضت يوما بين أهالى المنطقة وتنقلت فى طرقات الشوارع الغارقة بمياه الصرف الصحى وتلال القمامة، لترصد حركة التكاتك وهى غارقة فى شارع الكابلات أثناء محاولتها مصارعة أمواج مياه الصرف لنقل المواطنين خلال الشارع، والمنازل أثناء محاولة أصحابها تسليك الصرف أمامها حتى يتمكنوا من الدخول والخروج، وتابعت بحيرة الصرف التى تكونت أمام سنترال العامرية، والأهالى الذين يقضون يومهم يراقبون أطفالهم خشية السقوط فى حفر الصرف التى حفرتها الشركات بعمق 3 متر وتركتها بالشهور دون ردمها ثانية. يقول كريم حامد، سائق توك توك بشارع الكابلات: «الشارع غرقان بالشكل ده صيف شتا، وإحنا مضطرين نعدى فيه عشان مصالحنا، وساعات التوك توك بيعطل والمياه بتدخل جواه وخاصة فى الشتا، وكل ده بسبب شركة فاركو للأدوية اللى بتصرف مخلفاتها فى الشارع لأن مفيش شبكات صرف فى العامرية، ده غير صرف الأهالى». وأضاف: «قدمنا عشرات الشكاوى للحى وللمحافظة دون أى رد، ومشروع الصرف بقاله أكتر من أربع سنين مش عايز يخلص، يعنى لو العامرية كانت قرية سياحية ولّا أرض ملك مستثمر كبير كانت الحكومة قعدت أربع سنين مش عارفة تدخل فيه مجارى». وتابع رمزى عبدالفتاح، من سكان المنطقة: «حاولنا أكثر من مرة الاجتماع مع رئيس الحى لكننا فشلنا، حتى تمكنا من لقائه أثناء قيامه بحملة إزالة أسفل الكوبرى، وعرضنا عليه جمع جنيه يوميا من كل توك توك، لحل مشكلة نقص السيولة الخاصة بمشروع الصرف الصحى، حيث إن العامرية من أكبر المناطق التى تسير خلالها التكاتك، باعتبارها وسيلة المواصلات الوحيدة، ولم يردوا علينا فى مسألة التبرع بجنيه فى اليوم من كل توك توك لإنجاز مشاريع الصرف وإعادة رصف الطرق وتطوير العامرية ككل». واعتبر جمعة ناصف، أحد الأهالى، أن العامرية لم تنل من مشاريع الصرف سوى تكسير الشوارع وتدميرها قائلا: «مفيش أى صرف دخل للعامرية منذ أن تم تكسير الشوارع منذ أربع سنوات، واكتشفنا منذ فترة قليلة أن أغلب أعمال الحفر مشاريع رفع تهدف لرفع مياه الصرف وإعادة تكريرها تحسبا لاستخدامها ثانية». واشتكى أحمد محمد على، من سكان العامرية، من تباطؤ الشركات فى التنفيذ، وقال: «المواسير ملقاة فى الشوارع منذ سنوات وسط تباطؤ وإهمال شديد من قبل المهندسين المسئولين عن المشروع، وبدل ما يحلوا المشكلة أنشأوا نقطة تفتيش أمام كل منزل»، مشيراًً إلى أن الأهالى أرسلوا عدة شكاوى إلى المحافظ كان آخرها فى سبتمبر الماضى برقم 5071. وفى شارع مستشفى الشيخ البدوى وقف أحمد صافى، أحد سكان الشارع، يحاول تسليك الصرف أمام منزله بعد أن أغرقت المياه مدخل منزله، وبسؤاله قال: «أعمل إيه؟ لازم كل يوم أسلّك الصرف عشان نعرف نطلع أو ننزل، اتعودنا على كده خلاص، الحكومة ما بتسألش، ولازم نعمل كده عشان نعرف نعيش». وخلف سنترال العامرية، تحولت الأرض إلى بحيرة كبيرة من الصرف الصحى أغرقت المنطقة بالذباب والحشرات وخرجت فوقها الحشائش والنباتات والطفيليات التى نمت بفعل المياه الراكدة، وذكر محمد عباس، سائق توك توك، أن «هذه المنطقة كانت أرضا يكسوها الأسفلت إلى أن تراكمت فوقها مياه الصرف لتتحول إلى بحيرة يقف عليها أسراب الناموس والبعوض وطلع فوقها الزرع الشيطانى». فيما قالت هبة عبده، إحدى الساكنات: «قالوا لنا حيعملوا صرف صحى، جم كسروا الشوارع وسبوها بالشكل ده ومشيوا من أربع سنين، وكل يوم عربية أو توك توك تقع فى الحفر دى، كانت آخرها عربية دقيق وغلة سقطت منذ يومين، لدرجة خلتنا طول النهار قاعدين نراقب عيالنا خايفين حد من العيال يقع فيها». وفيما يخص مشكلة القمامة، قال عادل المصرى، أحد الأهالى: «منذ أن فسخت الحكومة عقدها مع شركة أونيكس منذ أكثر من عام، ونحن غارقون فى مشكلة القمامة، حتى إننا بعد أن يئسنا منها بدأنا نحرقها بمعرفتنا بجوار مساكننا وهو ما يتسبب فى أضرار بالغة على صحة الأهالى، لكن هنعمل إيه؟ أذى أخف من أذى». ومن جانبه صرح اللواء إبراهيم الألفى، رئيس حى العامرية، أن وزير المرافق زار منطقة العامرية والكيلو 26 منذ أيام وأمر بسرعة إنجاز مشروع الصرف الصحى بشكل كامل قبل نهاية عام 2013، مشددا على ضرورة البدء على وجه السرعة فى تصليح الصرف بشارع الكابلات. ونفى الألفى ما قاله الأهالى من عدم وصول عربات القمامة إليهم قائلا: «شركة نهضة مصر موجودة باستمرار هناك، ولكن ربما كان وجود عجز فى صناديق القمامة وضيق بعض الشوارع بما لا يسمح بدخول اللوادر إليها، يجعل الأهالى ينقلون القمامة فى بعض المناطق حتى تأتى عربات القمامة لتحملها».