«القانون اللى مش بينصف الست ويخليها تربى عيالها فى سلام يبقى قانون ظالم»، كلمات أطلقتها «فاتن» بنبرة تحدٍّ فى مواجهة المجتمع والقانون وفتاوى بعض رجال الدين، لتعلن بها بداية حربها الضروس فى انتزاع حقوقها، على مدار الحلقات السابقة نجح مسلسل «فاتن أمل حربى» للمخرج محمد جمال العدل، فى إلقاء الضوء على المشاكل التى تواجهها السيدات بعد الطلاق بسبب بعض القوانين المجحفة فى حقها التى تمنعها أحياناً من أبنائها وطرح تلك القضايا للنقاش، من بينها حق الرؤية والولاية التعليمية. خلق المسلسل الذى تقوم ببطولته الفنانة نيللى كريم حالة من الحركة فى المياه الراكدة، حيث يتابع المجلس القومى للمرأة إصدار بيانات للتوضيح بالنسبة للقضايا التى يطرحها العمل، من بينها أرقام للتواصل للسيدات فى حالة تعرضهن لأزمات سواء لتقديم الاستشارات القانونية أو الاجتماعية فى مختلف القضايا، كما تم إصدار بيان توضيحى خاص بالولاية التعليمية، مؤكداً من خلاله حق الولاية التعليمية للأم الحاضنة، دون الحاجة لصدور حكم قضائى. من أبرز النقاط التى ألقى مسلسل «فاتن أمل حربى» الضوء عليها هى منازل الاستضافة التى تلجأ إليها السيدات فى حالة تعرضهن للعنف الأسرى، وتسهيلاً للوصول إليها على أرض الواقع، نشرت الفنانة نيللى كريم عناوين الفروع الخاصة بتلك المنازل، عبر حساباتها الرسمية على منصات التواصل الاجتماعى، سواء فى محافظاتالجيزة والقاهرة والإسكندرية والقليوبية. وتفاعلت السيدات، خاصة المطلقات، مع المسلسل بصورة كبيرة عبر منصات التواصل الاجتماعى حتى تصدّر ال«تريند»، حيث وجدن أن المسلسل يجسد معاناتهن على الشاشة ولكن بصورة أبسط مما يحدث على أرض الواقع، على حد تعبيرهن، ما بين جحود بعض الآباء ورغبتهن فى إيذاء زوجاتهن السابقات ولكن الإيذاء لا يمسهن بمفردهن ولكن يطال الأبناء فى البداية، وتأمل السيدات فى أن ينجح العمل الدرامى فى لفت أنظار المجتمع إلى معاناتهن ويكون وراء تغيير بعض القوانين بشكل ينصف المرأة والأطفال. «إن شاء الله يُنظر فى قانون الأحوال الشخصية عشان ولادنا يعيشوا حياة أفضل، كفاية ظلم»، هكذا ردت الفنانة نيللى كريم على أحد تعليقات جمهورها عندما قالت لها إنها ضغطت على جرح سيدات مطلقات فى مصر، وأوضحت بطلة المسلسل فى تصريحات ل«الوطن»، «أتمنى حدوث هذا الأمر وإعادة النظر مرة أخرى فى القانون، فحينها سأكون سعيدة بهذا التغيير، وسعادتى لن تقتصر علىّ وحدى، ولكنها ستشمل ستات مصر جميعاً وأعتقد أن هذا التوقيت هو الأنسب لتقديم مسلسل ك(فاتن أمل حربى)». وأضافت: «نحن نشهد نهضة نسائية كبيرة تحت رعاية وتشجيع السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، الداعم للمرأة بشكل كبير، حيث منحها حقوقها ووضعها فى الأماكن التى تستحقها، فالآن أصبحت لدينا سيدات محترمات فى الوزارات المختلفة، وستجد قيادات نسائية فى كل ملتقى ثقافى، ومن ثم أرى أن هذا التوقيت هو الأنسب لإلقاء نظرة على هذه القوانين التى تم تشريعها منذ فترة تخطت المائة عام، ولم تنصر المرأة بسبب تغيرات كثيرة طرأت على المجتمع، وأتمنى مجدداً أن يتسبب المسلسل فى إعادة النظر لهذا القانون». نيللى كريم: محاكم الأسرة مليئة بحالات أسوأ من «فاتن» وقالت بطلة مسلسل «فاتن أمل حربى» إن الشخصية التى تقوم بتجسيدها ضمن الأحداث لا تقف أمام القانون ولكنها ترغب فى إعادة النظر إليه ليخدم المرأة، «لن تقف فاتن ضد القانون، ولكنها ترى أنه يمكن إعادة النظر فيه ومناقشته وتعديله بشكل ينصف المرأة، لأنه ليس قرآناً أو تشريعاً إلهياً ليتم الإبقاء عليه كل هذه السنوات دون تعديل، خاصة أن محاكم الأسرة تعج بالحالات التى تشبه فاتن بل وتزيد عليها فى معاناتها». نيللى كريم: شريف سلامة إنصاف المرأة هدفنا بينما أشار الفنان شريف سلامة إلى أن الهدف الأساسى من العمل هو إنصاف المرأة، وتغيير القانون لصالحها، قائلاً: «بفضل الله أثار المسلسل جدلاً على منصات التواصل الاجتماعى، وتحديداً الجزء المتعلق بقانون الأحوال الشخصية الذى ينظر فى حقوق المرأة بعد الطلاق من زوجها، وحقها فى الولاية التعليمية والخاص بالمسئول عن الإشراف على تعليم الأطفال بعد الطلاق». وأضاف «سلامة» فى تصريحات ل«الوطن»، أنا أقدم هذا العمل من أجل المرأة، فهى الأم والأخت والزوجة والصديقة، وأتمنى أن تعيش المرأة حالة راحة فى حياتها، دون ضغوط من المجتمع، دون شكوى أو شعور بالاضطهاد ضدها، وهذا من أهم الأشياء التى حمّستنى للموافقة على العمل مباشرة. كما تمنى محمد جمال العدل، مخرج مسلسل «فاتن أمل حربى»، أن يُحدث المسلسل تغييراً فى القانون، وفقاً لتصريحاته ل«الوطن»، «أتمنى أن يقدم العمل شيئاً يساعد المرأة فى حصولها على حقوقها، خاصة أن المسلسل لم يعبر سوى عن 40% من الواقع الذى تعيشه سيدات كثيرات بعد الطلاق». «خير الله»: ينقل صورة واقعية للمرأة التى تصطدم بقوانين ظالمة وعلى الجانب النقدى، أشادت الناقدة ماجدة خير الله بأداء الفنانة نيللى كريم فى المسلسل قائلة: «العمل الدرامى ينقل صورة واقعية للمرأة، التى تصطدم بحزمة قوانين ظالمة لم تضع أى اعتبار لحق المرأة فى حياة كريمة وآمنة تسمح لها برعاية أطفالها فى سلام، دون أن تظل مهددة بالحرمان منهم فى أى وقت فى حالة تعنت الزوج أو رغبته فى إذلالها». وأضافت «خير الله» أن اللافت للنظر أنه ما زالت هناك شريحة من السيدات تجد شخصية «فاتن» خلال أحداث المسلسل مخطئة، لأنها ترد إساءة زوجها، متابعة: «أتمنى أن يتسبب المسلسل فى إعادة النظر إلى قانون الأحوال الشخصية وتغيره لصالح المرأة». «قاسم»: ألقى الضوء على جرح سيدات كثيرات وأشاد الناقد محمود قاسم بأداء الفنانة نيللى كريم قائلاً: «المسلسل ملىء بالأحداث الشائقة، واستطاع الكاتب إبراهيم عيسى أن يلقى الضوء على جرح سيدات كثيرات فى مصر، وهذا دائماً يكون هدف الأعمال الفنية، بأن تلقى الضوء على الشىء الخاطئ طمعاً فى تصحيحه إلى الأفضل، ويكون منصفاً للمرأة بصورة كبيرة، وحقوقها من زوجها بعد الطلاق». وأضاف ل«الوطن» أعتقد أن مسلسل «فاتن أمل حربى» سيكون من الأعمال المؤثرة مثل فيلم «أريد حلاً»، الذى استطاع تغيير قانون الأحوال الشخصية لتتمكن المرأة من رفع قضية خلع والحصول على حريتها، فى حال وجود مشكلات عديدة بينها وبين زوجها، لذلك أتوقع أن يتم تعديله مرة أخرى بعد عرض نيللى كريم مشكلات أخرى تخص المرأة بقانون الأحوال الشخصية.
