في محاولة ثالثة ربما يحالفها الحظ فيها، تنافس الفرنسية مارين لوبان زعيمة حزب التجمع الوطني في الانتخابات الرئاسية، بعد انتهاء ولاية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي تذهب الاستطلاعات إلى توليه فترة رئاسية جديدة متفوقًا على 11 مرشحًا آخرين. تولت لوبان زعامة حزب التجمع الوطني عام 2011، ومنذ ذلك الحين وضعت الرئاسة الفرنسية نصب أعينها، لذلك ترشحت مرتين هُزمت فيهما، لتترشح المرة الثالثة في الانتخابات الحالية 2022 التي انطلقت الدورة الأولى لها صباح اليوم. وتركز اليمينية لوبان في الحملة الانتخابية التي أطلقتها على الأوضاع الداخلية، متعهدة بضخ الأموال في جيوب المواطنين في الوقت الذي تشهد فيه أوروبا تضخم وارتفاع أسعار بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية، وتقول صحيفة «ذا جارديان» البريطانية إن لوبان أصبحت ثالث أكبر شخصية شعبية على المستوى السياسي في فرنسا على الرغم من أنها لم تغير خطابها المُشكك في أوروبا والمناهض للمهاجرين. النشأة والمسيرة السياسية ولدت «لوبان» في إقليم «هوت دو سن» الواقع غربي العاصمة الفرنسية باريس، وتبلغ من العمر 53 عامًا، وهي حاصلة على ماجستير في القانون وعملت كمحامية وشغلت عددًا من المناصب القضائية، ووفقًا لما نقلته شبكة «سكاي نيوز» الإخبارية، ذكرت المرشحة الفرنسية في تجمع حزبي لها عام 2017 أن لها أصولًا مصرية، حيث إن جدتها كانت تدعى «بولين» وهي قبطية ولدت بمصر. بدأت حياتها السياسية عام 1986 بعد أن التحقت بحزب التجمع الوطني اليميني المتطرف والذي أسسه والدها «جان ماري لوبان»، وفي عام 2004 تم انتخابها عضوًا في البرلمان الأوروبي واستمرت في منصبها حتى 2017. زيادة شعبية لوبان كانت لوبان خسرت في الانتخابات الرئاسية الفرنسية 2017، حيث حصلت في الجولة الثانية على 34% من الأصوات في مواجهة الرئيس الحالي ماكرون، وفي الانتخابات الحالية هناك توقعات بأن هذا الفارق سيتقلص كثيرًا، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى أن الفارق بين الاثنين «محدود» وأنها ربما تحصل على 46% من أصوات الفرنسيين لأنها «تمثل خطًا وطنيًا مرتبط بالقيم التقليدية». وعلى الرغم من موقفها الإيجابي تجاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلا أن ذلك لم يؤثر على شعبيتها، حيث أبدت إعجابها به ووصفته ب«القومي المحافظ»، كما تحاول المرشحة الفرنسية إظهار إرادتها القوية في مواجهة منافسها واصفة نفسها ب«طائر الفينيق الذي ينهض من بين الركام».
