يتعرض مرسى مبارك بالكيلو 55 شمال مدينة مرسى علم التابعة لمحميات مرسى علم جنوبالبحر الأحمر، لعملية تدمير منظم أمام أعين المسؤولين دون أن يحركوا ساكنًا. وتتعرض المحميات الطبيعية بالمنطقة للتدمير نتيجة النمو السياحي والمتوفر فى زيارة مراكب الغوص الحر والسفاري أو اليومي، وتتميز تلك المناطق بتوافر العديد من الموارد البيئية الحساسة بها مثل الشعاب المرجانية والحشائش البحرية والسلاحف البحرية وعروس البحر النادرة والمهددة بالانقراض. وضرب أصحاب اللنشات السياحية بقرار محافظ البحر الأحمر رقم 264 لسنة 2013 عرض الحائط، والذي نص على أنه بناء على مذكرة الإدارة العامة لشؤون البيئة وجمعية "هيبكا" بشأن ما تتعرض له البيئة البحرية والأنواع المهددة بالانقراض بمنطقة مرسى مبارك من أخطار وحفاظًا على البيئة، قرر المحافظ تنظيم الأنشطة البحرية من خلال منع استخدام اللنشات السريعة "الزودياك" والمراكب ذات القاع الزجاجي. ونص القرار، على حظر الغوص وممارسة الأنشطة البحرية بكافة أنواعها بمنطقة الحشائش البحرية داخل الخليج، إضافة للسماح بحد أقصى أربعة مراكب للرسو يوميًا بالمنطقة لممارسة الأنشطة الرياضية المختلفة من التاسعة صباحًا حتى الثالثة مساءً، حفاظًا على النظم البيئية المتنوعة بالمنطقة. وقال باحثو البيئة بمحميات مرسى علم، ل"الوطن"، إن الكارثة تتمثل فى زيادة أعداد المراكب الزائرة للمنطقة وكبر حجمها والعديد منها ذات بدن حديدي بما يزيد من الحمل على الشمندورات البحرية، ويترتب عليه اقتلاعها بالكامل، وتدمير المستعمرات المرجانية بالكامل. وأضاف الباحثين، أن الأمر الأخطر قيام كافة مراكب السفاري بالغسيل بواسطة المنظفات السائلة بمرسى شوني ومبارك، ما يعتبر تلوث بيئي للمنطقة، ويؤثر على السلاحف البحرية وعرائس البحر أثناء تنفسها على سطح الماء، مشيرين إلى أن التأثيرات السلبية على تلك الموارد الطبيعية أدت إلى تدمير ثروات طبيعية كثيرة ونادرة في وقت قليل، وتحتاج إلى أعوام كثيرة لإعادة تأهيلها. وفي تقرير أعده أحمد شوقي، الباحث البيئي بمحميات مرسى علم، أكد أن عدد الشمندورات البحرية المحدود بالمنطقة مع زيادة أعداد المراكب أدى إلى اقتلاع كافة الشمندورات وإتلافها، بما اضطر لكافة المراكب بربط حبالها على المستعمرات المرجانية، الأمر الذي يؤدى إلى تدميرها وسقوطها على المستعمرات المرجانية وتدمير مساحات كبيرة من الغطاء المرجاني. من جانبه، قال جوزيف أمين، رئيس جمعية صغار المستثمرين بمرسى علم، إن القرار صدر منذ قرابة العامين وحتى الآن لم ينفذ، لافتًا إلى أن عدم تنفيذه ساهم في تدمير كميات كبيرة من الشعاب المرجانية والثروة الطبيعية بالمحمية التي لا يمكن تعويضها. وأضاف "أمين"، في تصريح خاص ل"الوطن"، أن المراكب التي ترسو يوميًا تتجاوز الثمانية بالمخالفة لقرار المحافظ، الذي نص على السماح بحد أقصى ب4 مراكب للرسو، متابعًا أنه عندما سأل مجلس المدينة، أكد المسؤولين أنهم حرروا محاضر وغرامات على المراكب واللنشات لا حصر لها ولا يستطيعون تحصيل هذه الغرامات. وأوضح أن الكارثة الأخرى قلة أعداد الشمندروات لربط المراكب، ما تسبب إلى قيام أصحاب المراكب بربطها في الشعاب المرجانية في منطقة مرسى شوني، مشيرًا إلى أن هذه التصرفات خلقت عملية تدمير واسعة تجاوزت ال300 متر من الشعاب المرجانية، مؤكدًا أن ذلك إهدار للثروة البيئية، مناشدًا المحافظ ووزير البيئة لوضع حد لهذه الانتهاكات التي تتعرض لها الحياه البحرية في مرسى علم.