قال الدكتور إبراهيم فرغل رئيس قسم التاريخ والحضارة الإسلامية بكلية دار العلوم في جامعة الفيوم، إن المؤرخ تقي الدين بن أحمد المقريزي من المؤرخين الكبار الموسوعيين الذين كتبوا في مجال التاريخ والجغرافيا، ويعد عمدة المؤرخين، أو شيخ المؤرخين. فرغل: عاش نحو 80 عاما وأضاف «فرغل» في حواره مع الإعلامية قصواء الخلالي، مقدمة برنامج «في المساء مع قصواء» على قناة «cbc»: «بلغ عدد مؤلفاته 34 مؤلفا بما يوازي 200 مجلد، وترجع أصوله إلى الشام وينحدر من أسرة شامية وانتقل إلى القاهرة نتيجة لظروف المعيشية وعاش نحو 80 عاما». فرغل: هذا الرجل كان يتميز بعشقه لمصر وتابع: «هذا الرجل كان يتميز بعشقه لمصر ومن المعروف أنه كان لديه نزعة مصرية، ورغم أن فكرة المواطنة لم تكن موجودة في ذلك الوقت، إلا أنه شهد أحاديث كثيرة عن الوطن، وكان كل مؤرخ يتكلم ويؤلف عن تاريخ موطنه، ابن عساكر كتب عن تاريخ دمشق، وكتب الخطيب البغدادي عن تاريخ بغداد، لكن المقريزي تميز عنهما لأنهما عندما كتب الخطط، تناول النواحي الاجتماعية، ولم يتناول النواحي السياسية». وأوضح أن كتاب المواعظ والاعتبار في ذكر الخطط والآثار للمقريزي يدخل ضمن الجغرافيا التاريخية أو الجغرافيا الإقليمية، أي أنه من الكتب المحلية، وهو سفر كبير يتحدث عن كل المدن المصرية، منذ عام 20 هجريا حتى تاريخ وفاة المقريزي مثل الشوارع والحواري والزوايا والمدن والأحياء والتخطيط وغيرها. ولفت إلى أن المقريزي كتب بدقة، وكان يعد رجل ثقة، فقد كان يكتب ويحلل وينتقد وكان لديه نوع من التجرد ويؤمن بالسببية وليس القدرية رغم أنه كان يؤمن بالقدر. وفند: «بدأ عنوان كتابه بكلمة المواعظ، حتى يتعظ الناس من الأخطاء ويتعلمون من التاريخ بأنه عبرة نتعلم منها في الحاضر، وكان ينتقد التصرفات السلبية للحكام، وأكد أن إهمال الحكام الرعية كان سبب المجاعات التي كانت تحدث آنذاك».