«ما حكم ضرب الزوج لزوجته؟»، يسأل العديد من الناس في الآونة الأخيرة عن رأي الدين في لجوء بعض الرجال إلى الاعتداء على الزوجة، وخاصة تفسير الآية القرآنية «واضربوهن»، وهل هي تسمح بالضرب كما يروج البعض أم لا، وفي هذا الإطار أكدت دار الإفتاء أنه لا يجوز للرجل الاعتداء على زوجته وتهديد أولاده وترويعهم، لأنه ذلك لا علاقة له بالشريعة الإسلامية، خاصة أن الدين الإسلام حثَّ على عكس ذلك، بترسيخ المعاملة الحسنة، حيث قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: «خيرُكُم خيرُكُم لأهْلِهِ، وأنا خيرُكُم لأهْلِي». الإفتاء تحسم حكم ضرب الزوج لزوجته وردًا على تساؤل أحد المتابعين عن حكم ضرب الزوج لزوجته، ذكرت في فتوى رسمية لها نشرتها على موقعها الرسمي، أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم لم يضرب نساءه قط، حيث قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: «مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا قَطُّ بِيَدِهِ، وَلَا امْرَأَةً، وَلَا خَادِمًا، إِلَّا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللهِ». وتطرَّقت إلى قول الله سبحانه وتعالى عن ضرب النساء: «وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا» (النساء: 34)، مشيرةً إلى أن المقصود من الضرب في الآية ليس إيذاء الزوجة وإهانتها، لكنه عتاب الزوجة مع إظهار عدم الرضا تجاه سلوكها، إذ إن الغرض هو تنبيه المرأة وليس التسبب في الإيلام. الإسلام لا يأمر بضرب الزوجة وعن حكم من ضرب زوجته، لفتت إلى أن الدين الإسلامي هو دين الرحمة، حيث إن الله سبحانه وتعالى وصف النبي محمد صلى الله عليه وسلم بأنه رحمة للعالمين، فقال تعالى: «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ» (الأنبياء: 107)، بالإضافة إلى أن الدين أكد حق الضعيف في الرحمة به وجعل المرأة أحد الضعيفين، إذ قال النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم: «اللَّهُمَّ إنِّي أُحَرِّجُ حَقَّ الضَّعِيفَينِ: اليَتِيم وَالمَرْأة» لذلك فإن المرأة أحق بالرحمة.