حرب غزة.. قوات الاحتلال تنكل بجثامين الشهداء الثلاثة في قباطية    بالأسماء| انتشال جثة طفل والبحث عن شقيقته سقطا في ترعة بالزقازيق    دعاء يوم الجمعة.. أفضل ما يقال للرزق والسنن المستحبة    6 شهداء وإصابات إثر قصف الاحتلال منزلا في مدينة غزة    ترامب يثير الجدل بتصريحاته عن إسرائيل: أفضل صديق لليهود    وينسلاند: التوسع الاستيطاني في الأرض الفلسطينية المحتلة يغير المشهد ويزيد تعميق الاحتلال    رابطة الأندية تكشف سبب تأخر تسلم درع الدوري ل الأهلي    الحكومة: تكلفة الأنبوبة 340 جنيهاً وكان من الصعب بيعها للمواطن ب100    مقتل شاب على يد جاره في مشاجرة بدار السلام    موسم سيول شديدة.. الأرصاد تعلن توقعات فصل الخريف    مصرع شقيقين تحت عجلات قطار في المنيا بسبب عبور خاطئ للمزلقان    «زي النهارده» في 20 سبتمبر 1999.. وفاة الفنانة تحية كاريوكا    أمين الفتوى: لن تقبل توبة سارق الكهرباء حتى يرد ثمن ما سرقه    سياسي بريطاني يحذر من تصعيد خطير بشأن ضرب كييف للعمق الروسي    قرار جديد من وزير التربية والتعليم قبل بدء العام الدراسي المقبل 2025    صفارات الإنذار تدوّي في عدة مقاطعات أوكرانية وانفجارات ضخمة في كييف    عبدالباسط حمودة: أبويا كان مداح وكان أجري ربع جنيه في الفرح (فيديو)    دينا: ابني فخور بنجاحي كراقصة    بريست يحقق فوزا تاريخيا على شتورم جراتس    مساجد شمال سيناء تعقد 53 ندوة علمية دعوية عن سيرة النبي    مصرع وإصابة 3 أشخاص في انقلاب سيارة بسوهاج    مفصول من الطريقة التيجانية.. تفاصيل جديد بشأن القبض على صلاح التيجاني    قبل بدء الدراسة.. العودة لنظام كراسة الحصة والواجب في نظام التعليم الجديد    الداخلية تكشف كواليس القبض على صلاح التيجاني    ارتفاع جنوني.. تعرف على سعر طن الأسمدة بالسوق السوداء    أحمد فتحي: أنا سبب شعبية هشام ماجد (فيديو)    بعد القبض عليه.. تفاصيل القصة الكاملة لصلاح التيجاني المتهم بالتحرش    الداخلية: فيديو حمل مواطنين عصى بقنا قديم    الطريقة العلاوية الشاذلية تحتفل بالمولد النبوي الشريف في شمال سيناء.. فيديو    رانيا فريد شوقي عن بطالة بعض الفنانين وجلوسهم دون عمل: «ربنا العالم بحالهم»    عيار 21 يرتفع الآن لأعلى سعر.. أسعار الذهب والسبائك اليوم بالصاغة بعد الزيادة الكبيرة    حلمي طولان يكشف كواليس فشل تدريب الإسماعيلي    عاجل.. موعد توقيع ميكالي عقود تدريب منتخب مصر للشباب    عبد الباسط حمودة: أبويا كان مداح وكنت باخد ربع جنيه في الفرح (فيديو)    "الآن أدرك سبب معاناة النادي".. حلمي طولان يكشف كواليس مفاوضاته مع الإسماعيلي    مصطفى عسل يتأهل لنصف نهائي بطولة باريس المفتوحة للإسكواش 2024    تعرف على قرعة سيدات اليد فى بطولة أفريقيا    توقعات الفلك وحظك اليوم.. برج الحوت الجمعة 20 سبتمبر    معلول أم عطية الله.. نجم الأهلي السابق يكشف مستقبل الجبهة اليسرى للأحمر    وزير الأوقاف ينشد في حب الرسول خلال احتفال "الأشراف" بالمولد النبوي    أسعار الخضروات اليوم الجمعة 20-9-2024 في قنا    اليوم.. الأوقاف تفتتح 26 مسجداً بالمحافظات    أسعار الفاكهة اليوم الجمعة 20-9-2024 في قنا    رسميًا.. فتح تقليل الاغتراب 2024 لطلاب المرحلة الثالثة والدبلومات الفنية (رابط مفعل الآن)    سعر الدولار أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية اليوم الجمعة 20 سبتمبر 2024    بعثة لبنان لدى الأمم المتحدة: أجهزة الاتصال المستهدفة تم تفخيخها قبل وصولها إلى لبنان    رسميًا.. إعادة تشكيل مجلسي إدارة بنكي الأهلي ومصر لمدة 3 سنوات    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 20-9-2024    بارنييه ينتهي من تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة    رئيس مهرجان الغردقة يكشف تطورات حالة الموسيقار أحمد الجبالى الصحية    رمزي لينر ب"كاستنج": الفنان القادر على الارتجال هيعرف يطلع أساسيات الاسكريبت    محافظ القليوبية: لا يوجد طريق واحد يربط المحافظة داخليا    حكاية بسكوت الحمص والدوم والأبحاث الجديدة لمواجهة أمراض الأطفال.. فيديو    وكيل صحة قنا يوجه بتوفير كل أوجه الدعم لمرضى الغسيل الكلوي في المستشفى العام    البلشي: إطلاق موقع إلكتروني للمؤتمر العام السادس لنقابة الصحفيين    مدبولي: الدولة شهدت انفراجة ليست بالقليلة في نوعيات كثيرة من الأدوية    التغذية السليمة: أساس الصحة والعافية    فحص 794 مريضًا ضمن قافلة "بداية" بحي الكرامة بالعريش    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبدالسلام النابلسي.. الوجه الآخر لعائلة أدهم نابلسي
نشر في الوطن يوم 09 - 02 - 2022

كان قرار اعتزال المطرب أدهم نابلسي صادما لأسرته قبل معجبيه، فوالدته واجهت العديد من الصعاب لتجعل منه مطربا مشهورا، ودعمته لسنوات في برامج المواهب، وتفرغت لإدارة حلمها وحلمه، لكنّ الشاب الذي بدأ رحلته مع أضواء الطرب مطلع عامه العشرين، وشغل الملايين بأغنياته ووسامته، أصبح يشغلهم في عامه الثامن والعشرين بصوره في المساجد.
الحالة التي يعيشها الآن أدهم نابلسي، تتشابه في بعض فصولها مع حالة الفنان الراحل عبدالسلام النابلسي، وكلاهما وجهان لعائلة واحدة.
أصول عائلة النابلسي
3 اشياء جمعت المطرب المعتزل أدهم نابلسي، والكوميديان الراحل عبدالسلام النابلسي، الأول أنّ موقف كلاهما من الفن يخالف رغبة أسرته، والثاني أنّ خطواتهما الأولى مع الفن بدأت بعمر 20 عاما، وثالث ما يجمعهما هو الأصول الفلسطينية، رغم أنّ «أدهم» أردنيا، و«عبدالسلام» لبنانيا، لكنهما ابنا عائلة واحدة تمتد جذورها إلى القبائل العربية التي أسهمت في فتوحات بلاد الشام، وبمرور الوقت أصبحت فلسطين هي العامل المشترك بين أبناء «النابلسي»، رغم تفرّقهم بين الأردن وسوريا ولبنان.
يتفاخر أبناء النابلسي في بلاد الشام بنسبهم الذي يمتد إلى صخر الكناني المقدسي بن قدامة بن حذيفة، ويستمر النسب إلى أن يصل إلى محمد بن سالم ابن الصحابي عبدالله ابن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنهم أجمعين، وظلت العائلة لأكثر من 100 عام تضم لشجرتها العشرات من علماء الدعوة والقضاة الشرعيين فقط، دون ذكر لأصحاب الأنشطة الأخرى، وأبرز من سعى لتوثيق نسب العائلة كان الشيخ عبدالغني النابلسي (عبدالغني بن إسماعيل النابلسي)، وهو من مواليد دمشق وتوفي فيها عام (1143ه-1731م).
لكن المفارقة أنّ الشيخ عبدالغني النابلسي وهو أحد رموز الجامع الأموي في دمشق، كان أول من طالته أزمات الفنون في هذه العائلة، بسبب علاقته بالشعر وحضوره مجالس الصوفية وأذكارهم وخلواتهم، وهو ما ذكرت موسوعة فلسطين أنّه «أثر في مزاجه، وأدى به للانعزال عن الناس، فانقطع في داره الكائنة قرب الجامع الأموي مدة 7 سنوات لم يخرج منها، وصار أهالي دمشق يطعنون في سلوكه، متهمين إياه بأنّه يهجو الناس بشعره».
رحل مؤرخ العائلة وجاء من بعده من حمل نفس الاسم «عبدالغني» وأصبح «قاضي نابلس»، وحرص أن يخلفه في نفس المنزلة نجله «إبراهيم النابلسي» الذي أصبح قاضي بلدة عكار اللبنانية، والأخير هو والد «عبدالسلام النابلسي».
عبدالسلام النابلسي يلتحق بالأزهر الشريف
أراد الأب أن يصبح نجله داعية أو قاضيا، ليبقى اللقب الذي كان يناديه به منذ صغره «الشيخ عبدالسلام»، ألحقه بالمدارس ليتعلم اللغة الفرنسية، وحرص على أن يتمّ حفظه للقرآن الكريم منذ صغره، وحين بلغ العشرين من عمره، أرسله إلى القاهرة ليلتحق بالأزهر الشريف.
مطلع فبراير 1919 جاء الشيخ عبدالسلام النابلسي إلى مصر ليدرس العلوم الدينية في الأزهر الشريف، وفقا لرواية المؤرخ السينمائي حسن إمام عمر في إحدى حلقات برنامج «نجوم لها تاريخ»، لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي العائلة النابلسية، اندلعت ثورة 1919 في شوارع القاهرة بعد شهر ونصف من وصول الشاب العشريني، ووصلت أصداؤها إلى أروقة الأزهر، وخرج عبدالسلام النابلسي في مظاهرات 17 مارس بصحبة زملائه، بعدها تجول معهم في شارع عمادالدين، وجلس على مقاهي الكومبارس، وبهرته أضواء الفنانين.
قضى عبدالسلام النابلسي 3 سنوات يوزع يومه بين دراسته في الأزهر صباحا، وجولاته بين مقاهي ومسارح الفنانين مساء، وظل يبحث عن فرصة لاختراق هذا العالم والمشاركة في أي عمل فني، لكن محاولاته لم تسفر عن شيء، فقرر الاستعانة بصديق، ووقع اختياره على «جبران خليل» الملقب ب«شاعر القطرين»، وهو لبناني أمضى معظم سنوات عمره في مصر، فذهب إليه وفقا لرواية زوجته «جورجيت سبات» في حوار تلفزيوني، وطلب منه أن يتوسط له للعمل في فرقة يوسف بك وهبي أو جورج أبيض، باعتبارهما يقدمان أعمالا جادة تتطلب إتقان اللغة الفصحى.
أول ظهور لعبدالسلام النابلسي على المسرح
انضم عبدالسلام النابلسي إلى فرقة يوسف بك وهبي، لكن صادفته مشكلة تتعلق بأنّه كلما صعد إلى المسرح تنتاب الجهمور موجة من الضحك بمجرد ظهوره، وهو ما أغضب يوسف وهبي الذي كانت فرقته تقدم أعمالا تراجيدية، فقرر منعه من الظهور على المسرح، وبعد شهرين قرر الطالب الأزهري أن يغادر الفرقة بحثا عن فرصة أخرى، وتحقق له ما أراد، والتحق بالعديد من الفرق المسرحية، ولم يدم بقائه في أي منها أكثر من شهر.
اعتقد عبدالسلام النابلسي أنّه سيئ الحظ، ولأن المصائب لا تأتي فرادى، وصلت أخبار محاولاته الفنية لأسرته، وقرر الأب مقاطعته ليجبره على التراجع عن العمل في الفن، فتزايدت مشكلاته المادية، ولم يعد يقوى على دفع إيجار الغرفة التي يقيم فيها، فقرر الاستعانة بصديق بحثا عن وظيفة جديدة، ووقع اختياره هذه المرة على الصحفي اللبناني «داود بركات» وكان وقتها رئيسا لتحرير جريدة الأهرام، فمكنه من دخول بلاط صاحبة الجلالة، وساعده إتقانه للغة الفرنسية على العمل فى الترجمة، وكان حريصا خلال عمله الجديد على الاقتراب من الفنانين، وتكوين العديد من الصداقات، أهمها علاقته بالمخرج أحمد جلال الذي قدمه للمنتجة آسيا، ومنحه فرصة المشاركة في فيلم «غادة الصحراء» وتوالت مشاركته في الأفلام التى انتجتها، والتقطه بعد ذلك الأخوين اللبنانيين إبراهيم وبدر لاما، وقدماه في دور الشرير الذي يدبر المكائد.
السنوات العشر الأولى من العمر الفني لعبدالسلام النابلسي كانت مليئة بالأزمات المالية، وأكثر من أعانه على الصمود خلالها هو فريد الأطرش الذي جمعته به صداقة قوية، وتوّج المطرب الشهير هذه العلاقة بدعم صديقه عبر العمل معه، ووقعا معا عقود 3 أفلام دفعة واحدة، كان أجر «النابلسي» فيها كافيا لتخليصه من ديونه، وتأمين إيجار غرفة «البانسيون».
فتحت السينما ذراعيها للشاب الموهوب، بعدما لفظه المسرح بسبب إصراره على تقديم الأدوار التراجيدية، رغم أنّ جورج أبيض نصحه بأن يقدم الكوميديا، لكنه لم يتمكن من تلبية النصيحة، لأن السينما ظلت تحبسه في دور الشرير المتذاكي، إلى أن انتبه الكتاب إلى موهبته الكوميدية، وقرروا كتابة لزمات وإفيهات خاصة تزيد بريق نجوميته، وأعانهم هو بمهارة جديدة كان يمتلكها، وتتعلق بقدرته على اختيار الاكسوارات التي تضيف لبريق إطلالته على شاشة السينما.
مفاجآت أول فيلم يجمع عبدالحليم حافظ وعبدالسلام النابلسي
إذا كان فريد الأطرش منح عبدالسلام النابلسي طوق النجاة السينمائي، فإنّ عبدالحليم حافظ منحه الجرأة للظهور على شاشة السينما بالزي الأزهري في أول تعاون فني بينهما، وفقا لرواية زوجته «جورجيت سبات» في حوار تلفزيوني.
كان عبدالسلام النابلسي يشعر دائما بأنّه مديون لصديقه فريد الأطرش، لذا تجاهل عروضا كثيرة من عبدالحليم حافظ للعمل معه، إلى أن تمكن العندليب من حسم الأمر بحيلة ذكية، حين قدّم للنابلسي «شيك على بياض» وطلب منه أن يحدد الأجر الذي يرضيه للظهور معه في فيلم «فتى أحلامي» إنتاج عام 1957.
جسد النابلسي في هذا الفيلم دور «نوفل السرياقوسي»، الشاب الذي يعيش حياتين متناقضتين، ناظر عزبة متشدد أخلاقيا ويرتدي الزي الأزهري، وشاب معجب بوسامته ومغرم بمسارح القاهرة وراقصات شارع عماد الدين، لكن القدر يمنحه فرصة التصالح مع نفسه ومع المجتمع، وتمكن الكوميديان الموهوب من تقديم الدور ببراعة وكأنّه يجسد مرحلة من حياته الحقيقية.
رحلة هروب عبدالسلام النابلسي من مصر
حقق النابلسي نجاحات عديدة في السينما، وأصبح تميمة حظ للعديد من الأفلام، فقرر التفرغ للتمثيل بعد أن أُتيحت له فرصة للعمل مساعد مخرج، كان يشارك فيما يقارب 7 أفلام في العام الواحد، وزادت إلى 10 في العام 1958 وهو نفس العام الذي هاجمته فيه آلام المرض، ونصحه الأطباء بتقليل نشاطه الفني، لكنه قرر إخفاء تفاصيل حالته الصحية حتى لا يهجره المنتجين وفقا لرواية الفنانة اللبنانية زمردة في حوار لمجلة لبنانية.
كان عبدالسلام النابلسي يعيش وحيدا في شقة مستأجرة بحي الزمالك، إلى أن تجاوز عامه الستين، ولم يشغله سوى الحلم الذي تأخر تحقيقه «البطولة المطلقة»، وبدلا من الانتظار قرر حسم النتيجة، وأنتج لنفسه فيلم «حلاق السيدات»، لكن الفيلم كان تجربة قاسية كلّفته الكثير، ولم تحقق النجاح الذي تمناه، بل زادت مشكلاته الصحية وإضافة لها أزمة مادية، بعد أن طالبته مصلحة الضرائب بسدد مبلغ كبير فشل في إقناعهم بتقسيطه، فاضطر لمغادرة مصر، والعودة مرة أخرى إلى لبنان.
قصة زواج عبدالسلام النابلسي.. روميو بيروت
جاء عبدالسلام النابلسي إلى مصر وعمره 20 عاما، وعاد إلى لبنان وعمره 63 عاما، يسبقه لقب «العازب الخالد» الذي أطلقه عليها أصدقاءه من الفنانين، لأنه لم يكن يؤمن بالزواج، لكنّ هذا اللقب لم يصمد طويلا وفقا لروايته في حوار تلفزيوني مع المذيعة ليلي رستم، فقد كان يفخر ب3 أشياء، أولها أنّه حفظ القرآن الكريم ودرس في الأزهر، والثاني أنّه سيظل يعمل بالفن لآخر لحظة في حياته، والثالث أنّه خطف الفتاة التي أحبها.
في حوار إذاعي سأل المذيع عبدالسلام النابلسي «لماذا لم تتزوج؟»، وكان رده أنّه «لا توجد امرأة تستحقه»، وفي اليوم التالي بينما كان يجلس في شقته ببيروت، اتصلت به معجبة، لتوضح له مخاطر مثل هذه التصريحات على نجوميته، وتبلغه أنّه سيخسر كل النساء بسبب هذا التصريح، فسألها «النابلسي» عن عمرها، واخبرته أنّها لم تتجاوز 18 سنة، فكان رده «وأنتِ يا مفعوصة هتديني نصايح؟».
تعددت مكالمات المعجبة للكوميديان الموهوب، واستمر الأمر ل10 أيام، بعدها انقطعت الاتصالات لمدة أسبوع، ثم عرضت دور السينما فيلم «عاشور قلب الأسد» أول بطولة مطلقة للنابلسي في فيلم لبناني من إنتاج رشدي أباظة، وقتها اتصلت المعجبة لتهنئته، فطلب مقابلتها.
في إحدى مقاهي بيروت كان اللقاء الأول بين العازب الخالد والمعجبة جورجيت سبات، وكان بصحبتها ابنتة عمها، لكنها انصرفت بعد 10 دقائق من بداية المقابلة، وطالت الجلسة لأكثر من 4 ساعات، لتنتهي بالاتفاق على الزواج، وخرجا معا من المقهي إلى فيلا الموسيقي اللبناني فيلمون وهبي، وهناك عقد القران، وبعدها أجرى الصديق اتصالا هاتفيا بأهل العروس ليبلغهم أنّها لن تعود للمنزل لأنها تزوجت.
بعد 4 ساعات كان أشقاء العروس ال6 يقفون على باب الفيلا ومعهم العشرات من جيرانهم، واستقبلهم «النابلسي» وحاول إقناعهم بالموافقة على الزواج، وأبلغهم أنّه يحبها ولن يطلب منها تغيير ديانتها، لكنهم بعد مناقشات متوترة امتدت ل4 ساعات، اتفقوا على عودة العروس لمنزل أهلها، وأن يزورهم العريس في اليوم التالي، بعدها يمكنهما العودة لمنزلهما معا، لكن مضت الأيام ولم يتمكن الزوج من استرداد زوجته، فاستعان بصديق صاحب سلطة في بيروت، فمكنه من خطف زوجته من منزل أهلها.
العشاء الأخير في منزل عبدالسلام النابلسي
كان حزينا على غير عادته، ملامح وجهه جادة، وهو ما لفت نظر زوجته جورجيت سبات التي حاولت أن تستفسر عن السبب، لكنه تهرب من الإجابة، مدّعيا أنّه لا يزال يعاني من متاعب رحلته إلى تونس لتصوير المشاهد الأخيرة من فيلم «رحلة السعادة»، رغم أنّه عاد من الرحلة قبل أسبوعين، وبدأ يداعبها، وحول الموقف إلى حالة كوميدية، وبعد دقائق طلب التوجه إلى غرفته للراحة قبل أن يأتي ضيوفه.
في المساء كان «النابلسي» متأنقا كعادته، وكان ودودا في الترحيب بضيوفه، فريد شوقي، وهدى سلطان، وصباح، والمخرج نيازي مصطفى، تبادل معهم الضحكات والذكريات، وبعد وصلة ضحك قصيرة شعر بألم شديد في صدره، وفي ثوانٍ معدودة تبدلت ملامح وجهه، فبادرت زوجته باستدعاء سيارة إسعاف ورافقته حيث المستشفى.
«داخل سيارة الإسعاف تبادل النابلسي وزوجته النظرات، وحين وصلا إلى المستشفى، فتح المسعف أبواب السيارة وطلب من الزوجة إفساح المجال، لكن الزوج طلب منها أن تمسك يده، وظلت أصابعهما متشابكة للحظات».. هكذا كان المشهد الأخير للكوميديان الموهوب يوم 5 يوليو 1968 وفق رواية زوجته في حوار تلفزيوني.
الملف الصحي لعبدالسلام النابلسي بتوقيع «جيبسون»
ذكر الاطباء أنّ عبدالسلام النابلسي توفي بسبب أزمة قلبية حادة، ولم تعرف زوجته حقيقة مرضه إلا بعد الوفاة ب6 أشهر، حين زارتها الفنانة اللبنانية زمردة وسلمتها ملفا يحمل تقارير طبية بتوقيع الدكتور جيبسون أخصائي القلب بمستشفى برمبتون في لندن، وهو نفس الطبيب الإنجليزي الذي كان يشرف على علاج المطرب فريد الأطرش.
عاشت «جورجيت» مع زوجها نحو 5 سنوات دون أن تعلم أنّه مصاب بمرض القلب قبل زواجهما ب8 سنوات، وأنّ طبيبه نصحه باعتزال الفن، لكنه رفض واستمر في عمله، وعاش حياته كما يحبها، والشيء الوحيد الذي حرم منه هو الإنجاب، ورغم أنّه لم يكن في السابق يخطط لهذا الأمر، لكن بعد زواجه قرر أن يتجنب هذه الفكرة، حتي لا يثقل على زوجته بعد رحيله، لكن الزوجة التي تركت أهلها لأجل الارتباط به، رفضت الزواج بعده، وظلت تعيش في المنزل الذي جمعهما معا، إلى أن فارقت الحياة في يونيو 2018، وأُقيمت عليها صلاة الجنازة في دير سيدة الدخول للروم الأرثوذكس بلبنان ودفنت في مقابر عائلتها ببيروت.
أول ظهور لأدهم نابلسي
أنشأ مجموعة من الشباب اللبناني صفحة تحمل اسم «يا بيروت» هدفها توثيق أنساب عائلات العاصمة اللبنانية، وفي هذه الصفحة كتب أحد المشاركين عن نسب عائلة «النابلسي»، مستعينا برصد أعده داعية إسلامي سوري، وضمنه أسماء مشاهير العلوم الدينية والقضاة من آل النابلسي، وأضاف المشارك إلى ما وثّقه الداعية اسم مجموعة من رجال الاعمال اللبنانيين المنتسبين للعائلة ذاتها.
مستخدم آخر قرر على استحياء إضافة اسما جديا لشجرة العائلة، هو عبدالسلام النابلسي، وكتب: «عرفناه في بيروت فنانا قديرا، كما عرفنا أدهم نابلسي»، وكانت هذه هي المرة الوحيدة التي يضاف فيها اسم الكوميديان الراحل إلى شجرة عائلته، مقترنا باسم «أدهم نابلسي».
في العام 2013 وقف الشاب أدهم نابلسي داخل بلاتوهات برنامج المواهب The X Factor بصحبة مجموعة من الشبا، أبلغهم أنّه ينوى الرحيل، لأن أعضاء الفرقة الموسيقية التي استعان بها لترافقه في تجربة الأداء لم تصل، وحاول الشباب إقناعه بأن يشارك دون فرقة موسيقية، وبعد قليل سأله مذيع البرنامج «ما هو قرارك؟»، وكان رده: «سوف أشارك».
رحلة أدهم نابلسي للبحث عن النجومية
أدهم فريد دياب نابلسي.. هكذا قدّم نفسه لأعضاء لجنة التحكيم، وكان وقتها في أولى خطوات مشواره الدراسي بالجامعة، لكنه وفق ورايته في حوار تلفزيوني، لم يكن طالبا مجتهدا، بل كان يشتهر بين زملائه بأنّه أكثر من ينام داخل المدرسة، وفي هذه المرحلة قررت والدته دعم موهبته الموسيقية، فتحسن مزاجه الدراسي، وتمكن من الحصول على شهادة البكالوريا «الثانوية العامة» بصعوبة، وحين التحق بالجامعة دعمت والدته رغبته في المشاركة ببرامج اكتشاف المواهب، ليحترف الغناء.
اختار «أدهم» احتراف الغناء، رغم أنّ من كان يخطط لهذا الأمر هو شقيقه الأكبر «رامي» الذي يعترف هو نفسه بأنّه صوته وموهبته هما الأفضل، لكنه لم يتمكن من الغناء، والتحق بمهنة أخرى، ووصف الأخ الأصغر ما جري قائلا: «نصيبه كده.. مش مكتوبة له».
لم يتمكن الشاب الموهوب من حصد لقب برنامج المواهب الشهير، لكنه غادر البلاتوهات وهو يتمتع بشهرة دفعته لاتخاذ قرار الزواج فور عودته، بعد أن أتمّ عامه العشرين، ولم يفصح عن هذه العلاقة سوى بعد مرور 3 سنوات، وقال وقتها في حوار تلفزيوني أنّ زوجته «ليليان» كانت حب حياته، وهي تصغره ب3 أعوام، وهو ما يعني أنّها كانت بعمر 17 عاما وقت زواجهما، لكنه رفض الحديث عن ما إذا كان لديه أطفالا أو لا.. هو ذات السؤال الذي لم يجب عليه إلي الآن.
أسباب اعتزال أدهم نابلسي
اختصر المطرب الشاب اسمه الرباعي، حذف اسم والده وجده، وأسقطهما في كل أحاديثه عن عائلته، كانت العائلة بالنسبة له تعني الحديث عن والدته، التي وقفت إلى جواره ودعمته ليصبح نجما، لذا كانت أغنية «أمي» التي أهداها لها هي آخر عمل فني يقدمه لجمهوره، ليعلن بعدها حصوله على شهادة بكالوريوس المحاسبة، بعد 8 سنوات من الإهمال في دراسته الجامعية، وقبل أن يمضي على هذا الحدث 3 أشهر أعلن أدهم نابلسي في فيديو مدته 3 دقائق قرار اعتزال الفن.
قرار المطرب الشاب أثار شهية مجموعة من الدعاة البارزين في الأردن، أحدهم طالبه بشكل واضح أن يطوي صفحته السابقة مع الغناء، ويبدأ في الغناء لهم، قائلا: «اثبت على موقفك.. لا تغني لهم، غني لنا»، الغريب أنّ المطرب الشاب عاد بعد أيام من بث رسالة هذا الداعية، ليشارك بمداخلة تلفونية مع برنامج فني في قناة خليجية ليعلن أنّه يخطط للعودة بعمل جديد يتمنى أن ينال رضا الجمهور.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.