أكد تقرير لمنظمة الدول العربية المصدرة للبترول والغاز «أوابك»، أنّ الطاقة المتجددة تشهد توسعًا سريعًا ونموًا ملحوظًا في جميع أنحاء العالم، موضحة أنّ ذلك يحدث بفضل التقدم التكنولوجي والدعم الحكومي من أجل تنفيذ عدد من السياسات التي تبنتها العديد من الدول المستهلكة للطاقة، بهدف التحول إلى مصادر طاقة تتسم بانخفاض الانبعاثات، وجزء مهم من هذا التوسع في النمو تشهده طاقة الرياح، والطاقة الكهروضوئية، والطاقة الشمسية، وطاقة حرارة باطن الأرض. وأضاف التقرير الصادر عن المنظمة أنّ الإنخفاض السريع في تكاليف الإنتاج لجميع مصادر الطاقة المتجددة الرئيسية يوثر إيجابيًا عليها ويعد دورًا رئيسيًا في توسيع نطاق استخداماتها، لا سيما الطاقة الشمسية الكهروضوئية وطاقة الرياح التي أصبحت في الوقت الحاضر قادرة على المنافسة بشكل متزايد مع توليد الطاقة الكهربائية باستخدام الغاز الطبيعي أو الفحم. الدعم السياسي والمالي يتركز على توليد الكهرباء ولفت التقرير إلى أنّه على الرغم من هذا التوسع، لا تزال بيئة السياسات الداعمة عنصرا أساسيا في نمو مصادر الطاقة المتجددة، ويدعم معظم مستهلكي الطاقة الرئيسيين «الولاياتالمتحدة والصين والهند والاتحاد الأوروبي»، تلك السياسات بأشكال مختلفة من بينها تقديم الحوافز الضريبية، والإعانات وتنويع المصادر، والاختبارات البيئية، فيما لايزال الدعم السياسي والمالي متركزًا بشكل أساسي على توليد الكهرباء، بالمقارنة مع الطاقة الحرارية على الرغم من معدلات النمو المرتفعة. وقالت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة إنّ نمو الطاقة المتجددة يجب أن يتسارع لتحقيق إتفاقية باريس لتغير المناخ، وبناء على ذلك فإن استثمار 131 تريليون دولار في مصادر الطاقة المتجددة قد يكون مطلوبا على مدى العقود الثلاثة القادمة. توليد الكهرباء من الطاقات المتجددة بنسبة 90% في 2050 وأشارت وكالة الطاقة الدولية إلى أنّ حصة مصادر الطاقة المتجددة في توليد الكهرباء بجميع أنحاء العالم تبلغ نحو 30% في الوقت الحالي، لافتة إلى أنه بحلول عام 2050، يتوقع أن إنتاج ما يقرب من 90% من توليد الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة، وتستحوذ طاقة الرياح والطاقة الشمسية الكهروضوئية معا على ما يقرب من 70%، وتأتي معظم الكمية المتبقية من الطاقة النووية. أما منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) فتشير إلى أن مصادر الطاقة المتجددة الأخرى التي تجمع بشكل أساسي بين الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الحرارية الأرضية، ستشهد نموا من حيث القيمة المطلقة والنسبة المئوية لترتفع حصتها إلى ما يزيد عن 10% من مزيج الطاقة العالمية بحلول عام 2045، مع التأكيد على أنه ليس هناك شك في أن صناعة النفط والغاز يمكنها تعزيز مواردها وخبراتها، والمساعدة في إطلاق مستقبل خالي من الكربون، من خلال تطوير حلول تكنولوجية أنظف وأكثر كفاءة للمساعدة في تقليل الانبعاثات.