«الفرح والغدا دونت ميكس» فيه فرح يبقى مفيش غدا، هى دى قاعدة العيلة المصرية الأصيلة لما تبقى معزومة على فرح.. الأكل بيبقى ممنوع فى البيت لمدة 48 ساعة قبل الفرح والمبرر «عشان نعرف ناكل بالليل»! وكنتيجة طبيعية لحظر المأكولات والمشروبات هنلاقى عيلة «أبوحمادة» مكونة من زوج «هفتان» هيموت من كتر الجوع لابس بدلة «جراى» غامق وقميص أبيض وكرافت نبيتى، وطفل زنّان لابس قميص أبيض واسع جداً وبنطلون أسود ومشروع بيبيون وبيردد جملة «ماما أنا كعااان»، وزوجة عريضة المنكبين لابسة فستان «بروتل» بينك، ولإن إحنا فى زمن «الكارينا» فهنلاقى المدام أم حمادة ضاربة تحت الفستان بادى كارينا «فوشيا» ونظراً لأن «كارينا» عملت «كورسيه» فطبعاً الطقم مكنش هينفع من غير كاتم الدهون! فوق الكارينا والكورسيه والفستان «شال» ممتلئ بالشراشيب، وطرحة سيلفر متشخلعة وباندانا -أو كما يطلق عليها بائعات سيتى ستارز «باندا»- روز! نظراً لإن أبوحمادة جعان فبينزل فرم فى طبق «المكسرات» الموجود عالترابيزة يقشر فستقاية ويكتم بكاس مية ويحبس بلوزاية... وهكذا لحد ما ابنه يقول له «بابا عايز من ده» فتلف أفروديت الشرق وتزغر لجوزها قائلة «الله! ما تقشر للواد.. بقول لك قشر له»، ويبتدى يا عينى طبق المكسرات يختفى وإزازة المية تتبخر والعرسان لسه فى فقرة «شيك شاك شوك». يفضل أخينا جعان وتفضل حرمه منتظرة البوفيه ويفضل الواد ابنهم على جملة «ماما أنا كعان» تبتدى الزوجة تفكر فى خطة لسد بق حمادة فتقول لجوزها بصوت خافت «ما تقوم تسلم على خال العريس» فيرد يقول لها «خال العريس مين أنا معرفوش!»، فتقول له «أهو اللى قاعد عالترابيزة هناك ده، قوم سلم عليه وعرفه على نفسك وإنت جاى من عنده هات كبشة من طبق المكسرات اللى قصاده»، ويقوم أبوحمادة ينفذ خطة الست أم حمادة وفعلاً بينجح فى خطته وبيجيب طبق المكسرات كله! وهنا أحب أنبّه تنبيه صغير (عزيزى القارئ اوعى تآمن لحد جاى يقعد معاك على ترابيزتك فى فرح تستقبله آه، تسلم عليه وارد، إنما تسيب طبق المكسرات يغيب عن إيدك أهو ده اللى مش ممكن أبداً! اقفش فى الطبق وإياااك تسيبه! اللهم بلغت)! يبقى الوضع على ما هو عليه.. العروسة بترعش.. العريس بيتنطط.. أم العروسة بتعيط وبتبص لجوز بنتها بقرف.. أم العريس واقفة بتنم عالعروسة.. قرايب العريس بيتريقوا على قرايب العروسة.. قرايب العروسة «مستبْيَئين» قرايب العريس.. فى اللحظة دى أبوحمادة وأم حمادة طلعوا كتاب «قواعد البوفيه الأربعون» يراجعوه واللى كلنا كعائلات مصرية أصيلة حافظينه، أبوحمادة سمّع الآتى: «1- بعد لحظة اقتحام البوفيه تدخل تتمركز عند الديك الرومى والجمبرى الجامبو. 2- تنفض للسلاطات خالص ده بالنسبة للمتجوزة أما لو لسه هتظبطى يبقى ركزى مع السلاطات وخاصةً «السيزر سالاد»! 3- تاخدوا (أم على) الأول عشان بتخلص. 4- تخلى (الكوبل) بتاعك يتوجه لبوفيه الحلو يجيب الحلو عقبال ما انت تجيب الحادق». فجأة مستر «دى چى» قال بلغة عربية مكسرة طحن «كل المعزومين يتفضلوا البوفيه إز أوبن ناو» وهنا ابتدى الهجوم المسلح على البوفيه.. أم حمادة بتقلع الكورسيه وبتقتحم البوفيه، بتحتل المركز الأول أما أبوحمادة فبيكون واقف جمب أم على وحمادة قاعد عالترابيزة جمب شنطة والدته السودة الممتلئة بالخرز والفصوص المتلألئة المتأفورة! بيخلص البوفيه وبيخلص معاه الفرح بالنسبة للمعازيم فجأة بتلاقى القاعة فاضية مفيهاش غير كام صاحبة من صاحبات العروسة اللى لسه مظبطوش وكورسيه أم حمادة اللى نسيته عالكرسى لحظة الاقتحام! فى اللحظة دى دايماً العروسة بتقوم لافة للعريس وقايلة له: «مانا قلت لك نخلى البوفيه فى آخر الفرح عشان محدش يمشى!».. وتبتدى خناقة «قصدِك إن أهلى وصحابى مفاجيع لأ يا ماما دول صحابك انتى هما اللى واللى» ويبتدى العريس والعروسة يعيشوا عيشة «المتجوزين» بسبب فرمان أم حمادة بمنع الأكل! عزيزتى أم حمادة «ستايل» أرجوكِ أكّلى جوزك وولادك أى حاجة قبل الفرح.. ورجاء أخير، والنبى ريّحى نفسك واقلعى «الكورسيه».. وفى نهاية كلامى أحب أطرح سؤال مهم جداً لأختى المحجبة: «إيه العلاقة اللى بينك وبين الفستان السواريه المتخرز المتشخلع الفوشياوى التيركوازى أبوبادى تل استرتش تحتيه؟».