قتلت قوات الجيش، صباح أمس، 8 إرهابيين فى غارة جوية على معاقلهم بالشيخ زويد، وذلك فى أولى ضربات معركة «الثأر لشهداء كرم القواديس»، وجاءت الضربة بعد انتشار القوات وتشكيلها طوقاً أمنياً محكماً على شمال سيناء، وعزلها عن باقى المحافظات، لمنع هروب أى إرهابيين، والدفع بتعزيزات من قوات الصاعقة، وفرقتى ال«777»، وال«999»، والقوات الخاصة، لمطاردة الإرهابيين. وقال مصدر أمنى إن قوات الجيش وجهت، صباح أمس، أولى ضربات معركة الثأر، وشنت طائرات الأباتشى غارة جوية على معاقل الإرهاب بالشيخ زويد، ودكت 12 بؤرة إرهابية بقرى الزوارعة واللفيتات والجميعى بالشيخ زويد، عبارة عن 4 منازل و8 عشش، وقتلت 8 عناصر تكفيرية وأصابت 6 آخرين، كما دمرت سيارتين و6 دراجات بخارية بدون لوحات معدنية. وتأتى الضربة الجوية بالتزامن مع وصول تعزيزات من الفرقتين «777» و«999»، وقوات الصاعقة والمظلات، إضافة لمجموعات جديدة من قوات العمليات الخاصة التابعة لوزارة الداخلية، لمدينة العريش، لمساندة القوات الموجودة فى شمال سيناء فى مطاردة الإرهابيين، وتطبيق حظر التجوال الذى فرضه مجلس الأمن القومى اعتباراً من الخامسة مساء وحتى السابعة صباحاً. وقال مصدر أمنى إن التعزيزات العسكرية تم نشرها وتوزيعها على الأكمنة الأمنية التى شددت من إجراءات التفتيش، ورفعت درجة الاستنفار للدرجة القصوى. وأوضح أن سيارات بمكبرات صوت طافت شوارع المحافظة، لتحذير الأهالى من الخروج وقت حظر التجوال، حتى لا يعرضوا أنفسهم للخطر والمعاقبة القانونية، كما أذاعت المساجد بيانات تحذيرية مماثلة. وفرضت قوات الجيش طوقاً محكماً على كافة حدود محافظة شمال سيناء، وشددت إجراءات التفتيش بالمنافذ والطرق التى تربطها بالمحافظات المجاورة لمنع تسلل وهروب عناصر الإرهاب، وقال مصدر أمنى إن القوات استعانت بشيوخ وعواقل بعض القبائل لتحديد المدقات والطرق الجبلية، لغلقها بشكل كامل. وتأتى هذه التحركات تنفيذاً للقرار الذى أصدره مجلس الدفاع الوطنى، مساء أمس الأول، وأعلن فيه حالة الطوارئ بعدة مناطق بشمال سيناء، وفرض حظر التجوال من الساعة الخامسة مساء حتى السابعة صباحاً، لمدة 3 أشهر. وحول تطورات التحقيقات الخاصة بالعملية الإرهابية التى أسفرت عن استشهاد 29 مجنداً وإصابة 27 آخرين، قال مصدر أمنى رفيع المستوى بقطاع القناة وسيناء إن التحريات الخاصة بهجوم «كرم القواديس»، التى اعتمدت فيها الأجهزة الأمنية على ما نقله الجهاديون السابقون، بجانب أقوال عدد من المصادر القبلية، أكدت أن الهجوم خُطط له منذ فترة طويلة، وأن عناصر تتبع تنظيمات إرهابية أخرى تسللت للبلاد للمشاركة فى الهجوم. وأضاف المصدر أن التحريات كشفت مشاركة عناصر من 3 تنظيمات إرهابية فى الهجوم، أولها بالطبع «أنصار بيت المقدس» الذى دفع بانتحارى من عناصره لتفجير السيارة، ووفر خريطة كاملة بالمنطقة، كما شارك فى الهجوم مجموعة من المنتمين لتنظيم «داعش» الذين عادوا للبلاد خلال الفترة الأخيرة من سوريا والعراق، ونجحوا فى التسلل إلى سيناء، إضافة لمسلحين من «جيش الإسلام» الغزاوى الذى يقوده ممتاز دغمش، المتورط فى مذبحة رفح الأولى التى راح ضحيتها 16 مجنداً فى رمضان قبل الماضى. وأوضح المصدر أن مشاركة «جيش الإسلام» تأتى رداً على القبض على 2 من عناصره ومقتل ثالث أثناء محاولتهم التسلل لداخل سيناء، منذ عشرين يوما تقريباً، مضيفاً أن عناصر من التنظيم الغزاوى نجحوا بالفعل فى التسلل لسيناء عبر الأنفاق فى منطقة رفح، وشاركوا فى الاشتباكات العنيفة التى وقعت بعد التفجير الانتحارى، لتميزهم فى استخدام ال«آر بى جى» والهاون، فيما كانت مهمة «العائدين من داعش»، زرع العبوات الناسفة لاستهداف قوات التعزيز التى هرعت لمساعدة قوات الكمين فى اشتباكاتها مع الإرهابيين. وقالت مصادر أمنية بمعبر رفح البرى إن السلطات المصرية قررت إغلاق معبر رفح بداية من أمس السبت، ولأجل غير مسمى، بعد استمرار فتحه خلال الأيام الماضية لإدخال المساعدات الطبية والغذائية للفلسطينيين بقطاع غزة. وكشفت المصادر أن القرار نص على إغلاق معبر رفح البرى، دون تحديد موعد لإعادة فتحه مرة أخرى، بسبب حالة الاستنفار الأمنى التى أُعلنت على الحدود مع قطاع غزة، بعد العمليات الإرهابية الأخيرة.