لم تهدأ دموع الأب لفراقه، ولم يسكن أنين الأم منذ رحيله.. أجواء من الحزن لا زالت تخيم على منزل المهندس أحمد عاطف الشربيني، المعروف إعلاميًا ب«مهندس الدقهلية»، والذي راح ضحية غدر صاحبه، في الأول من شهر سبتمبر 2021، عندما ألقاه في النيل للتخلص منه، هربًا من الأموال التي أدانه بها المجني عليه. وكان «مهندس الدقهلية» يقطن بقرية ميت عنتر التابعة لمركز طلخا بمحافظة الدقهلية، وقال المتهم في اعترافاته أمام النيابة، إنه كان مدينًا للمجني عليه بمبلغ 680 ألف جنيه و10 شيكات، ما دعاه للتخلص منه ودفعه في النيل من أعلى كوبري الجامعة بمدينة المنصورة. وعقب صدور قرار المحامي العام لنيابة جنوبالمنصورة الكلية، بإحالة المتهم إلى محكمة الجنايات لاتهامه بالقتل العمد، زار والدي مهندس الدقهلية قبره، وظلا يدعوان له بالرحمة والمغفرة وسط بكاء وآهات. والدة مهندس الدقهلية تبكي أمام قبره جلست الأم المكلومة أمام قبر ابنها تناجي ربها وهي تذرف الدموع، قائلةً: «يارب رجع لي حق ابني ولا أحد يعلم ما في صدري إلا رب العالمين، ابني كان فلذة كبدي، مات غدرًا، خرج من شقتي مع المتهم وركب في سيارته ورماه من أعلي الكوبري، وآخر ما قاله لي: اطمني أنا محمد أبو العز، ونمت ولم أشعر بوفاته إلا صباحًا». بدموع تتخللها بعض الكلمات عبرت والدة مهندس الدقهلية عما بداخلها لنجلها الراحل: «يا حبيبي نام وارتاح، فوالله الذي لا إله إلا هو حقك جاي، ربنا لا يرضي بالظلم، وأنا مؤمنة بقضاء الله وأريد القصاص.. طول ما فينا أنا وأبوك نفس هانجري على حقك، دمك مش هايروح هدر أبدًا، لإنك كنت بار بينا، معرفش انك مفارق، وانت كسبت الأخرة، لكن المتهم خسر الدنيا والآخرة، يارب انتقم لي منه». والد مهندس الدقهلية: راضٍ بقضاء الله بينما قال عاطف الشربيني، والد مهندس الدقهلية: «إن المتهم بعدما ألقى بإبني في المياه، ظلت جثته في مكانها 11 يومًا، لم تتحرك مع المياه وهذه معجزة إلهية حتى يفضح ربنا ستر القاتل، وأطالب بالقصاص من المتهم، وأنا راضي بقضاء الله، لكن الفراق لا أتحمله».
