دموع.. لوعة.. اسي.. حسرة والم.. مشاعر لا تكاد تبارحنا منذ أن كشف الارهاب عن وجهه القبيح سرادقات العزاء أصبحت مشهد متكرر يوميا داخل قرانا النساء يفترشن الارض يلتحفن السواد.. الوجوه حزينة والوجوم يسيطر علي الجميع والسيناريو الدامي الابن ذهب لآداء الخدمة العسكرية وبدلا من أن يعود في اجازته ليلتئم شمل الاسرة ويبث الامل مبشرا ببداية جديدة لوطن أفضل جاء نبأ وفاته ليصل بعدها بقليل محمولا داخل صندوق ليواري الثري وسط الذهول والالم المشهد هذه المرة كان بقرية منشأة أبو الاخضر مركز ابو حماد في منزل الشهيد مجند محمد زكريا ابراهيم الذي راح ضحية االحادث الارهابي الغادر و5 من زملائه اثناء استقلالهم احدي سيارات الجيش بطريق القصاصين الصالحية ووسط جموع المعزين الذين توافدوا من جلست الام المكلومة في أحد الاركان بعد ان تورمت عيناها من كثرة البكاء وحولها السيدات في محاولة لمواساتها وافاقتها بين الحين والآخر تنعي نجلها فلذة كبدها الذي اختطفه الموتوغادر الحياة دون وداع قبل ان يحقق أيا من أحلامه البسيطة في زواج شقيقتيه وعمل شقيقه بعد اكمال تعليمهما. قسوة الكلمات التي كانت ترددها ربما كانت كفيلة بتحريك الصخور حتي انها استدرت دموع وآهات ونحيب كل من كان بالمنزل يا حبيبي يابني رحت غدر من غير ذنب عملت ايه عشان يقتلوك ويحرموني منك.. و ما اشوفكش تاني يا ضنايا ولا حتي آخدك في حضني وأودعك ثم واصلت الحديث بصعوبة محمد واخواته هم فرحة عمري ونور عيني اللي باشوف بيها من اول ماسمعت عن الضرب وانا قلقانة لكن ما باليد حيله ومع آخر زيارة كنت حاسة ان فيه حاجة هتحصل واني ممكن اتحرم منه لكن كلامه كان بيثبتني ويطمني وكل ما اتكلم عن خوفي كان يقولي اناراجل يا امه ودي بلدي وماشي وروحي علي كفي لو ماكنتش احميها مين اللي هيحميها ولم تستطع اكمال حديثها لتذهب في اغماء قبل ان تعود لوعيها تبحث عن صورته التي سقطت من بين يديها في الركن الآخر من الدار كان الاب وحوله اشقاؤه وابناء عمومته والجيران الذين توافدوا للشد من أزره والوقوف بجانبه في الموقف العصيب حيث بدا متماسكا بعض الشيء راضيا بقضاء الله وقال محمد كان ابني الكبير سندي في الدنيا والراجل اللي كنت باقدر احمل عليه وكنت مستني يتم جيشه عشان يكمل معايا رعاية وتربية اخواته التلاته لكن ارادة ربنا هنقول ايه عليه العوض ويلتقط طرف الحديث ابن عمه وصديقه. أحمد عبد المنعم مؤكدا أنه مثل كل العائلة كان يشعر بالخوف علي محمد وكان دائما يحذره لكنه كان يستقبل تلك التحذيرات بالضحك قائلا اللي مكتوبلي هاشوفه ف وياريت أموت شهيد, لم يكن يخشي الموت رغم انه كان يعلم جيدا باستهداف الجيش ورجاله وسبق وتم اطلاق نار علي الكثير من زملائه الله يرحمه ويروي اهالي القرية ان محمد كان طيب وكان بيساعد والده في اعباء المعيشة وانه التحق بالخدمة من4 أشهر وكان حريصا علي المرور علي الجميع وكأنه كان يودعهم وطالب الاهالي بضرورة وسرعة القبض علي مرتكبي تلك الحوادث الارهابية ومحاكمتهم تحقيقا للقصاص العاجل ووقف نزيف سفك الدماء المتواصل والذي راح خلاله عشرات الشباب.