شهد أول أيام البدء فى حجز 15 ألف وحدة سكنية ضمن مشروع الإسكان الاجتماعى الذى يستهدف تنفيذ مليون وحدة سكنية، إقبالاً ضعيفاً، أمس، على مكاتب البريد الرئيسية فى رمسيس والعتبة. وقال تامر صلاح، مدير مكتب بريد القاهرة الرئيسى بالعتبة، «تقدم للحجز فى المشروع ما يقرب من 120 عميلاً حتى الظهيرة»، مشيراً إلى استمرار العمل من الساعة الثامنة صباحاً وحتى السادسة مساء، وفى حالة ازدياد الأعداد سيجرى مد عدد ساعات العمل. وأضاف «صلاح» ل «الوطن»، أن «المكتب خصص ثلاث نوافذ، لاستقبال العملاء، مخصصة لاستلام مقدم الحجز وهو 5 آلاف جنيه، فيما بعد ذلك يتم إرسال الأوراق المطلوبة للتقديم فى المشروع عبر البريد السريع لفرع بنك الإسكان والتعمير التابع له». وبرر مدير المكتب قلة إقبال المواطنين، بأنهم لا يزالون فى أشغالهم، متوقعاً زيادة الإقبال بعد الساعة الثانية ظهراً، وخروج الموظفين من أعمالهم. وقال أحمد مدحت، أحد المتقدمين للمشروع، «تقدمت بطلب للحصول على شقة سكنية فى مدينة السلام باسم زوجتى لأنها موظفة، لأن ضمن شروط الأوراق المقدمة مفردات المرتب، وأنا أعمل بمحل ملابس بوسط البلد»، وأضاف مستنكراً: «يعنى اللى مبيشتغلوش ملهومش فرصة فى البلد دى خالص، يعنى لا وظيفة ولا سكن، نعيش فى الشارع». ويرى «مدحت»، أن القسط الشهرى، الذى تصل قيمته ل 480 جنيهاً، أفضل بالنسبة له من دفع إيجار شقته البالغ 800 جنيه شهرياً، متمنياً أن يحصل على شقة، وألا تكون مجرد وعود من الحكومة كما اعتادوا. «نفسى يبقوا صادقين وآخد شقة ومتبقاش زى الإعلانات اللى بنسمع عنها كل يوم والتانى فى المحافظة». أما محمود زينهم، فقال وهو يتطلع إلى النوافذ الخالية «أنا سمعت عن المشروع بس مش ناوى أقدم فيه، لإنى عارف كل حاجة فى البلد دى بالواسطة والمحسوبية، ولو قدمت مش هآخد شقة»، ويضيف: «أنا كنت من الناس اللى تشوف أى إعلان عن شقة أروح أقدم، بس زهقت من كتر ما قدمت ومقبلتش». وفى مكتب بريد رمسيس، أمام الشباك رقم 4، وقفت هالة مصطفى، ابنة حى شبرا الخيمة، وهى تحمل كومة من الأوراق، وإعلاناً فى إحدى الصحف، يتضمن الاستمارة الخاصة بالتقديم. تقول هالة: «أنا قاعدة وولادى فى بيت العيلة، ومعنديش سكن مستقل وبنتى الكبيرة مخطوبة، ولما عرفت عن طريق الإنترنت إن فيه شقق جديدة للشباب بمقدم 5000 جنيه، قلت أحجز شقه لبنتى وهى وخطيبها يسددوا أقساطها بعد كده، أحسن ما ياخدوا شقة إيجار جديد، وإمكانياتهم مش هتتحمل تدفع على الأقل 600 جنيه كل شهر». وتخشى السيدة الأربعينية بعض البنود المبهمة بالنسبة لها فى الإعلان، قائلة: «الإعلان مش واضح فيه القيمة الإجمالية للشقة، لكن فيه إلزام بدفع 15% من قيمة الوحدة، وقسط شهرى بقيمة 480 جنيهاً بزيادة سنوية 7%»، الأمر الذى تراه عبئاً كبيراً لا يقوى الشباب على تحمله. وغير بعيد، وقف أيمن رمزى، 39 عاماً، حاملاً حقيبة سوداء يسأل المحيطين عن تفاصيل وخطوات حجز وحدة سكنية، وقال: «أنا قلت أحجز وأضمن مكان لأن لحد دلوقتى مفيش عندى سكن مستقل، وعايش أنا وزوجتى وأولادى فى بيت والدى، ومحتاج أعرف أكتر هعمل إيه، وهقدم الطلب فين»، فيما أكد أن الحصول على سكن مستقل حلم طالما سعى إلى تحقيقه، لكن المحسوبيات دائماً ما وقفت حائلاً أمام ذلك، على حد قوله، غير أنه عبر عن أمله فى إمكانية الحصول على شقة تحقق المزيد من الاستقلال لعائلته. لم يختلف الوضع كثيراً فى مكتب بريد مستشفى الجلاء، الذى خلا من المواطنين سوى بعض المترددين عليه بشكل دورى. وقال مدحت نصحى، أحد العاملين بالمكتب إن الإقبال مقبول، رغم أنه لم يتجاوز 10 حالات فى اليوم الأول، نظراً لأن المكتب يعد من المكاتب الفرعية.