تحولت جنازة الشاب «محمد فاروق»، الذى لقى مصرعه أمس الأول بطلق نارى على يد قوات الشرطة أثناء فض مشاجرة فى مدينة أشمون بالمنوفية، إلى مظاهرة غاضبة ضد جهاز الشرطة وقياداته بالمحافظة، وطالب المشاركون فى تشييع الجنازة بالقصاص من الضابط المتهم بقتله ورددوا بعض الهتافات أثناء مرور الجنازة بالقرب من القسم، منها: «لا إله إلا الله.. الشهيد حبيب الله»، «كريم علام.. قاتل»، «القصاص.. القصاص»، وهتافات أخرى مناهضة لوزارة الداخلية. وألقى عدد من المشاركين الحجارة وقنابل المولوتوف على قوات الأمن عقب الانتهاء من تشييع الجثمان بمقابر العائلة، واشتبك البعض الآخر مع قوات التأمين، وقوات الأمن المركزى المستقرة داخل القسم منذ صباح أمس الأول الجمعة التى ردت بوابل من قنابل الغاز، فيما أطلقت قوة الحراسة الرصاص من البنادق الآلية فى الهواء لتفريق المتجمهرين، وشملت الاشتباكات عدداً من الشوارع الرئيسية بالمدينة تبعها ملاحقة أفراد المباحث الجنائية للأهالى الغاضبين وشنت قوات الأمن حملة اعتقالات عشوائية للمارة بالمدينة. جاء ذلك فيما فوجئ الأهالى باشتعال النيران فى قطار متوقف بمحطة أشمون واحتراق 3 عربات بشكل كامل، وأكد الأهالى أن مجموعة من المندسين قاموا بإحراق القطار مستغلين حالة الانفلات الأمنى التى تشهدها المدينة وانشغال قوات الأمن بتأمين مركز شرطة أشمون والمواجهات مع الأهالى الغاضبين، ووجه الأهالى أصابع الاتهام إلى تنظيم جماعة الإخوان باستغلال الأوضاع بالمدينة وحرق القطار ومحاولة نشر الفوضى وتأجيج الوضع بين أهل القتيل وقوات الشرطة بعد الاعتقالات العشوائية بالشوارع والاعتداء على المقبوض عليهم بشكل وحشى، وكذلك قطع التيار الكهربائى فى عدد من المناطق بالمدينة. من جانبه أكد اللواء ممتاز فهمى، مساعد وزير الداخلية لأمن المنوفية، أنه تم القبض على 30 شخصاً من المشتبه فى تورطهم بأحداث العنف والتخريب التى شهدتها المدينة، بداية من مساء أمس الأول الجمعة وحتى الساعات الأولى من صباح أمس السبت، مضيفاً أنه جارٍ فحصهم والتحقيق معهم ومعرفة مدى تورطهم فى أحداث العنف وحرق القطار المتوقف بمحطة أشمون. وأضاف أن حقيقة ما حدث تتمثل فى تلقى مركز أشمون بلاغاً بنشوب مشاجرة بين شقيقين كطرف أول والمجنى عليه كطرف ثانٍ داخل منزل الطرف الأول بعد أن فوجئوا به داخل منزلهم فى حالة سكر محاولاً الاعتداء عليهم بمطواة ونشوب مشاجرة بينهم أدت إلى إصابة أحدهم، وعند وصول قوات الشرطة لإنهاء المشاجرة قام المجنى عليه بالتعدى على القوات بالسب محاولاً الاعتداء على المساعد السرى عيد عبدالصادق بمطواة فقام بإطلاق عدة طلقات تحذيرية فى الهواء أصابته بعضها مما أدى إلى مصرعه فى الحال.. وأكد مدير الأمن أن الوضع الأمنى بمدينة أشمون تحت السيطرة عقب وصول تعزيزات أمنية مكثفة للقوات هناك، مؤكداً أن تحقيقات النيابة ستثبت حقيقة الواقعة دون محاباة أو تستر على أحد. فى السياق ذاته تمكنت قوات الإطفاء من السيطرة على الحريق الهائل الذى شب بالقطار رقم 565 القادم من منوف والمنتهى بمحطة أشمون أثناء توقفه لدورانه والعودة إلى شبين الكوم مرة أخرى. من جانبه قام الدكتور أحمد شيرين فوزى، محافظ المنوفية، فجر أمس، بالتوجه إلى مدينة أشمون وتفقد موقع حادث حريق القطار واجتمع مع القيادات الأمنية للاطمئنان على استقرار الأوضاع الأمنية هناك