«خلية نحل» فى منطقة مثلث ماسبيرو، الجميع يسابق الزمن لإنجاز الأعمال المطلوبة للانتهاء من خطة تطوير المنطقة التى ستعيد لها رونقها من جديد فى تلك البقعة الساحرة المطلة على النهر الخالد، اللوادر وسيارات الخرسانة جاهزة الصب تملأ المكان والضجيج لا يتوقف أمام الأبراج الشاهقة، التى خرجت من جوف الأرض لتزين أرجاء المكان وتظهر روعة الإنجاز، أصوات العمال والآلات المستخدمة لا تتوقف، العمال يتحركون هنا وهناك، بعضهم يحملون الآلات، وآخرون يقفون داخل الأدوار الخاصة بالأبراج، لكتابة تاريخ التنمية العمرانية فى المنطقة من جديد. شكل المنطقة تغيّر بالكامل، فالعمارات القديمة والبيوت المتهالكة اختفت من المكان مع انطلاق مشروع تطوير منطقة مثلث ماسبيرو، الذى بدأ عام 2019، وغيّر من ملامح المنطقة 180 درجة، شكلاً وموضوعاً، وظهرت أبراج السكن البديل، بارتفاع 18 طابقاً لتزين المنطقة. أمام تلك الأبراج الضخمة، ووسط حركة العمال التى لا تهدأ داخل المشروع، وقف المهندس نسيم سليم، مدير عام تنفيذ تطوير مثلث ماسبيرو، ليروى ما حدث داخل المنطقة، وكيف تم تطويرها، وآخر ما توصلت إليه، قائلاً: «تم العمل فى تنفيذ مشروع تطوير مثلث ماسبيرو، فى يونيو عام 2019، عقب توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، بالقضاء على المناطق العشوائية، وتوفير سكن آمن للمواطن المصرى»، مضيفاً أنه عقب التوجيهات الرئاسية، قامت محافظة القاهرة بحصر ملكيات سكان منطقة مثلث ماسبيرو، وتمت الإزالة وتحديد الملكيات. انتهينا من مرحلة الأساسات والبناء ونعمل فى التشطيبات النهائية ونسابق الزمن لإنجاز المشروع وأشار مدير عام المشروع إلى أن مساحة مشروع الإسكان البديل بمنطقة مثلث ماسبيرو، تبلغ 6.2 فدان، وتم الانتهاء من تنفيذ المرحلة الأولى للمشروع، وهى مرحلة الإنشاءات والأساسيات والخرسانات، ويتم العمل حالياً فى تنفيذ المرحلة الثانية، وهى مرحلة التشطيبات والواجهات الخارجية، موضحاً أنه عقب انتهاء مشروع تطوير مثلث ماسبيرو وأبراج الإسكان البديل، سيتم تسكين سكان ماسبيرو، الذين اختاروا الرجوع مرة أخرى إلى المنطقة بعد تطويرها. وتضم منطقة الإسكان البديل، بمثلث ماسبيرو، برجى إسكان بديل من 18 طابقاً، وبرجاً إدارياً من 18 طابقاً، وبرجاً استثمارياً يتكون من 23 طابقاً، والطابق الأول من الأبراج، يتكون من محال للنشاط التجارى لخدمة سكان الأبراج، فيما خُصص البدروم والدور الأول علوى لعمل جراجات للسيارات، والدور الأرضى تجارى كى يكون متنفساً لسكان الأبراج. وأشار مدير عام المشروع إلى أن عدد سكان منطقة مثلث ماسبيرو، حوالى 4500 أسرة، بعضهم طلب تعويضاً مادياً، وبعضهم انتقل للسكن بحى الأسمرات، وآخرون اختاروا الرجوع مرة أخرى إلى المنطقة بعد التطوير، مضيفاً أنه تم تنفيذ حوالى 936 وحدة سكنية فى مشروع السكن البديل بمنطقة مثلث ماسبيرو. وأوضح «نسيم» أن تكلفة مشروع تطوير مثلث ماسبيرو، بلغت حوالى مليار و650 مليون جنيه، وتتكون الشقق داخل مشروع الإسكان البديل، بمنطقة مثلث ماسبيرو، من 5 بنايات متصلة داخلياً، وهناك شقق مكونة من غرفتين وصالة ومطبخ وحمام، وشقق أخرى تتكون من 3 غرف ومطبخ و2 حمام وصالة. وبالنسبة لآلية تسكين أهالى مثلث ماسبيرو، أكد مدير عام المشروع، أنه عقب انتهاء العمل داخل المشروع، سيتم إبلاغ محافظة القاهرة، لتبدأ مهمتها فى تسكين الأهالى، طبقاً للتعاقد معهم، حيث تم التعاقد مع السكان الراغبين فى العودة، واعتبرت المحافظة أن التعويض المادى الذى حصل عليه الساكن يمثل مقدماً للوحدة السكنية، موضحاً أن التسكين داخل المشروع سيكون بنظام «الإيجار التمليك»، وسيتم سداد الإيجار لمدة 30 سنة، وبعدها تصبح الشقة ملكاً للساكن، والإيجار سيزيد كل عام بنسبة بسيطة، وقيمة الإيجار الشهرى داخل شقق الإسكان البديل، بمنطقة مثلث ماسبيرو، ستبدأ تقريباً من 900 جنيه كحد أدنى. وأضاف مدير عام مشروع تطوير مثلث ماسبيرو أن تكلفة الوحدة السكنية الواحدة داخل المشروع قيمتها 700 ألف جنيه، بعد إضافة الدعم الذى تقدمه الدولة لهذه الوحدات السكنية، مشيراً إلى أن مشروع الإسكان البديل بمنطقة مثلث ماسبيرو، ليس المشروع الوحيد ضمن خطة تطوير المنطقة، بل هناك مشروعان ضمن خطة التطوير بدأ العمل بهما، يضم المشروع الأول برجين على شارع الجلاء، برج منهما سكنى إدارى، وبرج فندقى، يبلغ ارتفاعهما 16 طابقاً، على مساحة 8500 متر، ويحتوى على 5 بوديوم و2 جراج للسيارات تحت الأرض، أما المشروع الثانى فيضم 3 أبراج سكنية تجارية ترفيهية، وهى «أبراج النيل ماسبيرو»، على ارتفاع 30 طابقاً تطل على كورنيش النيل مباشرة، بالإضافة إلى إنشاء محطة كهرباء لخدمة المنطقة بالكامل. وتابع: «بنشتغل ليل نهار بكل قوة، عشان نقدر نخلّص المشروع بالشكل المطلوب فى أسرع وقت ممكن».
