تعاني آثار القليوبية من حملة إهمال كبيرة، بسبب تقاعس المسئولين عن تنميتها ووضعها علي الخريطة السياحية، مما حول آثارها ومزاراتها الي خرابات يحكمها فتوات ضاربين عرض الحائط بكل المحاولات لإنقاذ هذه المناطق من بين أيديهم رغم أهميتها التاريخية. جولة بسيطة في منطقة تل اتريب ببنها تكشف عن قلة وعي وضمير مسئولي الآثار، فقد تحولت المنطقة، وأطلال المدينة القديمة التي تم اكتشافها، إلى مقلب للقمامة، ومأوى للخارجين عن القانون الذين أطلقوا علي أنفسهم عفاريت الجبل. إحدى المواطنات وتعمل أستاذة جامعية، رفضت ذكر اسمها، أبدت استياءها من هذا الوضع الذي لايليق أبدا بسمعة مصر الثقافية، مشيرة إلى أنها كانت في زيارة للموقع لتعريف أبنائها بهذه الآثار التي قرأوا عنها في كتب التاريخ التي درسوها بالمرحلة الابتدائية، إلا أنها فوجئت بهذه الفاجعة. وقالت: إن الآثار تملؤها العشش والقمامة، ويرجع إليها ليلا الخارجين عن القانون ومتعاطى المخدرات حتى أن الشارع الجانبي الذي تمتد به ليس به إضاءة، ويخاف الناس من المرور فيه. علي الجانب الآخر، وفي منطقة تل اليهودية بشبين القناطر، التي تبعد عن مدينة شبين القناطر مسافة 3 كيلو مترات، ومساحتها حوالي 100 فدان وتعج بالآثار، فرغم مرور سنوات على هذه المنطقة، لم يتم التنقيب بها لمعرفة ما بها من آثار، مما جعلها مصدر خطر، وتعرضت لبعض التعديات من بعض الأهالى. قال محمود حسين، من أهالي المنطقة، إن هذه المنطة أثرية هامة، وكانت جزءًا من مدينة مصرية قديمة، لكنها مهملة، ولم يشملها أي تطوير، وقد تحولت إلى مراعي للأغنام، حيث إنها منطقة امتلات بالعشش، كما أنه تم الاعتداء عليها من بعض الأهالى. وأضيف خالد ياسين، إنه بالرغم من أن مدينة شبين القناطر تعاني من عدم وجود مساحات لإقامة مشروعات خدمية إلا أن هيئة الآثار لم تضع يدها عليها. وأوضح أنه تم انشاء مبني بجوار تل اليهودية لكي يصبح متحفاً، ورغم إنشائه منذ سنوات لم يتم عمل أي شيء، وتحول المبني إلي مكان إدارى. وقال محمد نسيم، سمعنا كلاما كثيرا منذ عشرات السنين عن آثار المنطقة، ورغم ذلك لم يتم التنقيب بها حتي الآن، بل إن هذه المنطقة أصبحت نكبه علي أهالي القري المجاورة والواقعة بمركز شبين القناطر والخانكة، حيث لا يتم عمل شيء بهذه القري إلابعد موافقة الآثار، خاصة عند عمليات الهدم والبناء والحفر، حيث يتطلب ذلك موافقتها، مما يصعب الاستفادة من هذه المساحات الكبيرة التي تحولت إلى أرض فضاء، ورغم النداءات المتكررة من أهالي المدينة إلى أن مسئولى الآثار إلا أنها تذهب أدراج الرياح. الجدير بالذكر انه علي مرالسنوات سواء قبل الثورة او بعد الثورة كانت للمحافظة اكثر من خطة للنهوض بهذه الآثار، وتم تشكيل لجنه لهذا الغرض لتقوم بإعداد الكتب عن آثار القليوبية، واتخاذ خطوات لإنشاء متحف ل 4500 قطعة أثرية، وحصر الأماكن السياحية والبدء في إصلاحها، لكن واقع الحال أكد أن كل هذه الدراسات مجرد حبر على ورق.