عقب تناول الغداء دعت «سوزان» أفراد أسرتها إلى الخروج للجلوس فى شرفة المنزل، للاستمتاع بنسمات الصيف الباردة التى بدأت تظهر أخيراً على استحياء، الضحك كان عالياً بين أفراد العائلة، ولكن فجأة تلاشى هذا الجو الأسرى الدافئ مع سماع صوت صراخ فى الشارع، تبعه كسر زجاج عدد من محلات المنطقة بعد أن تشاجر شابان بالسنج والمطاوى، ولجأ أحدهما للهرب إلى البيت المجاور، هذا هو المعتاد فى شارع «إسحاق يعقوب» فى منطقة النزهة بمصر الجديدة، بعد أن تم افتتاح أكثر من 6 مقاهٍ مؤخراً بدون ترخيص حولت الشارع الهادئ إلى شارع شبيه بشوارع العصابات. تروى «سوزان» مشكلتها قائلة: «الشارع كان هادئاً وكان يضرب به المثل ولكن بعد الثورة تغير تماماً، حيث استغل البعض الانفلات الأمنى المنتشر فى البلد وقتها وقرروا افتتاح كافيهات فى الشارع دون ترخيص، وصل عددها إلى 6 تجعلنا وبقية سكان الشارع محبوسين فى بيوتنا ليلاً». ظروف إنشاء هذه الكافيهات بحسب «سوزان» كانت جديدة عليهم، فسكان الدور الأرضى فى أى عمارة يقومون بتأجير الشقة مقابل 30 أو 40 ألف جنيه ثم يحولها المستأجر إلى مقهى: «معظم هذه الكافيهات تقدم الشيشة وغيرها من أنواع الأدخنة لساعات متأخرة من الليل، مما جعل الشارع أشبه بغرزة». إدراك «سوزان» هى و30 شخصاً آخر الخطر المحدق بأبنائهم من وجود هذه الكافيهات فى منطقتهم دفعهم إلى تقديم أكثر من شكوى لنائب محافظ فى المنطقة الشرقية، خصوصاً أن هناك شقتين جار تحويلهما إلى مقاهٍ: «لم يتم اتخاذ أى رد فعل، فقط جاء مهندس من الحى قام بإغلاق المقهى وقام بجمع الكراسى المنتشرة بها، ولكننا فوجئنا فى اليوم التالى تم افتتاح المقهى مرة أخرى ومارس عمله بشكل طبيعى». «لم نهمل الشكاوى المقدمة لنا وقمنا بالفعل بالعديد من الحملات فى هذا الحى لإغلاق هذه الكافيهات، كما سنقوم قريباً بحملة لمواجهة هذه الظاهرة».. كلمات اللواء أحمد أبوالنصر، رئيس حى مصر الجديدة، مؤكداً أنه بعد ورود عدة شكاوى، قام الحى بحملة على هذه المقاهى وقام بتشميعها وقطع المرافق عنها إلا أنهم عادوا بعد فترة وأزالوا الشمع الأحمر وتحايلوا على انقطاع المرافق مثل المياه والكهرباء بالسرقة من الشقق المجاورة، لكننا -والكلام على لسان رئيس الحى- سنقوم بعدة حملات خلال الأيام المقبلة لإغلاقها بشكل تام بعد توافر المعلومات الكافية عن أصحابها، وفى النهاية فإن راحة المواطن وتوفير عيشة كريمة له من أهم الأهداف التى نضعها نصب أعيننا دوماً.
