لليوم الثالث على التوالى، تزاحم الآلاف من مرضى «فيروس سى» أمس فى مراكز الكبد ال26 بمختلف أنحاء الجمهورية، لتوقيع الكشف الطبى عليهم، تمهيداً لحصولهم على عقار «السوفالدى» الجديد، الذى أعلنت وزارة الصحة عن بدء العلاج به فى منتصف أكتوبر المقبل. وداخل ساحة انتظار المرضى بمعهد الكبد بقصر العينى، التقينا الحاج حامد محمد عبدالصمد، 61 عاماً، الذى قال ل«الوطن»: «أنا مريض بفيروس سى منذ عام 2000 وحالتى لا تسمح للعلاج بالإنترفيرون لأننى أعانى من التليف، ولذلك عشت طوال ال16 عاماً الماضية على المسكنات ومنشطات الكبد دون علاج». وأضاف «عبدالصمد» أنه «بمجرد الإعلان عن الدواء الجديد شعر أن الله استجاب لدعائه بعد سنوات طويلة من المرض، فأخذ يتابع أخبار السوفالدى أولاً بأول حتى أعلن وزير الصحة عن بدء التسجيل على الإنترنت يوم الخميس الماضى، فاتصل بنجله الذى بادر بالحجز له». وعلى أحد المقاعد داخل ساحة الانتظار فى المعهد، جلست وجيدة عبدالله أحمد، 61 سنة، تنتظر دورها فى توقيع الكشف عليها، وقالت: «أنا مصابة بالفيروس منذ 2009 ورفضت أخذ الحقن لأن زوجى مريض بجلطة وشبه عاجز ويحتاج من يخدمه، وقالوا لى إننى إذا أخذت الحقن فإن صحتى لن تساعدنى وسأحتاج إلى من يخدمنى أنا أيضاً». وأكدت «وجيدة» أنها «تشعر أن الدواء الجديد هو مكافأة من الله لها لأنها رفضت العلاج حتى تتمكن من خدمة زوجها المريض». من جانبه، قال الدكتور خالد قابيل، المدير التنفيذى للجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، إن «المرضى الذين اعتقدوا أنهم شُفوا بالإنترفيرون ثم فوجئوا بظهور أعراض المرض من جديد بعد 6 أشهر من العلاج لديهم اعتقاد خاطئ، فمن المعروف أن العلاج بالإنترفيرون لا يحقق نسبة شفاء أعلى من 60%». وأوضح قابيل ل«الوطن» أن «تحاليل المرضى التى أثبتت شفاؤهم عقب انتهاء كورس الإنترفيرون ليست نهائية، حيث إن العبرة بالتحاليل التى تجرى عقب 6 أشهر من انتهاء الكورس العلاجى»، مشيراً إلى أن «السوفالدى مختلف عن الإنترفيرون حيث إن نسبة الشفاء به تصل إلى 97%».