صراع امتد لأكثر من عشر سنوات بين "الحوثيين" المتمردين في جنوب اليمن والحكومة، انتهي أمس، بإجبار الحكومة اليمنية على توقيع اتفاق تهدئة معهم، بعد أن سيطروا على أغلب المواقع الحكومية، وتوغلوا بشوارع صنعاء، واستحدثوا نقاط تفتيش ورفع الأعلام الخاصة بهم في أغلب الشوارع؛ تعبيرًا عن فرحتهم بما اعتبروه انتصارًا على الحكومة اليمنية. دعم إيران للحوثيين، والتراخي الأمني، وتعليمات القيادة لأفراد الجيش بضبط النفس، وتسليم بعض مقار الحكومة للمتمردين دون مقاومة، كلها أسباب أسقطت صنعاء بسرعة، فضلًا عن تجاهل الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، ووزير الدفاع عن خطر الحوثيين وعدم الاستعداد الجيد لهم. يرى الدكتور محمد عزالعرب، الباحث في مركز الأهرام للشؤون الإستراتيجية، فإن أحد أهم أسباب سقوط اليمن في يد الحوثيين، هي عدم سيطرة وتصدع الدولة في عدة أطراف في العاصمة، ووصل هذا التصدع إلى بعض المراكز الأمنية داخل العاصمة اليمينة نفسها. ويضيف عزالعرب في تصريح صحفي ل"الوطن" أنه منذ ثورة فبراير اليمنية، وهناك بعض الأطراف والمناطق في صنعاء تعاني من تراخي أمني شديد في العاصمة اليمنية، الأمر الذي استغله الحوثيون في هجومهم على صنعاء، موضحًا أن تعدد التنظيمات التي تحارب الجيش في اليمن أدى إلى تشتته مثل تنظيم القاعدة وأنصار الشريعة، في الوقت الذي تزايد فيه عدد المقاتلين الأجانب الذين يحاربون في تنظيمات ضد الجيش اليمني، مثل الشيعة من إيران. تعدد القبائل وسيطرتها وانقسام الجيش وولاء أفراده إلى القبائل والأطراف المتنازعة في اليمن، كل هذه أسباب أدت إلى سقوط صنعاء، بسهولة في يد الحوثيين، بالإضافة إلى الانقسام الموجود داخل الوزارات السيادية في اليمن، كما يفيد الباحث في مركز الأهرام للشؤون الاستراتيجية، مضيفًا أن الأيام القليلة المقبلة ستشهد مزيدًا من عدم سيطرة وضعف هيبة الدولة اليمنية.